عرار الإخبارية.. الزيارات(88 ):

كتبت: نيفين عبد الهادي
  لا يختلف اثنان على أن الانتخابات النيابية 2024 لانتخاب المجلس النيابي العشرين مختلفة من ألفها إلى يائها، فما بين التشريعات الجديدة التي تجري بموجبها الانتخابات، وظهور النتائج التي حملت دلالات عميقة على نزاهة وشفافية الانتخابات، خطوات عمل مهمة وعظيمة ودقيقة قامت بها الهيئة المستقلة للانتخاب بتوفير كل ما يلزم لتسهيل مهامها من الحكومة التي نجحت أيضا في جعل الانتخابات استثنائية، والأجهزة الأمنية التي وفرت كافة التسهيلات اللازمة للمواطنين لتتم عملية الاقتراع بكل سهولة.
نجحت الهيئة المستقلة للانتخاب بمساهمات حقيقية وكبيرة من الأجهزة الأمنية، وأعضاء لجان الانتخاب، ومختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، ووسائل الإعلام والمراقبين المحليين والإقليميين والدوليين، للوصول إلى انتخابات ناجحة بشكل حقيقي، وضعت الأردن في مكان متقدّم عربيا ودوليا بالعمل الانتخابي والتحديث السياسي بعمق ديمقراطي.
يوم الاقتراع، ونتائج الانتخابات 2024 حملت قصص نجاح أردنية ضخمة، شارك بإثرائها، وبوصولها لنهاية المطاف بنجاحات كبيرة، المواطن والهيئة المستقلة للانتخاب والحكومة، ما يجعل من ذلك نجاحا وطنيا مميزا، لم تغب عنه المرأة والشباب، لتكتمل فسيفساء الوطن ببريق أردني لا يشبه سوى الأردن والأردنيين، الذي أصرّوا على نجاح الانتخابات.
وفي قراءة خاصة تستطلع لـ»الدستور» بالأرقام كيف سارت الانتخابات، التي تجري لأول مرة في تاريخ المملكة بوجود «كوتا» للأحزاب، حيث شارك بها على القائمة العامة «الحزبية» 25 قائمة، حضر بها الشباب والمرأة بشكل عملي وكبير، وبنسب أفضل بشكل كبير من الانتخابات السابقة.
وبحسب رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب المهندس موسى المعايطة فإن نسبة المقترعين الشباب في الانتخابات النيابية (تحت سن 35) بلغت 43.5 بالمئة، إضافة لفوز 6 شبان منهم 3 ضمن القائمة العامة، مبينا أن نسبة المقترعات من النساء بلغت 47.8 بالمئة.
وعن حضور المرأة قال المعايطة إن 27 امرأة فازت في الانتخابات، 18 منهن على مسار الكوتا، وهو ضعف عدد النساء في مجلس النواب السابق (التاسع عشر).
كما كشف المعايطة عن فوز 104 من الحزبيين بعضوية مجلس النواب العشرين وبنسبة 75 بالمئة، لافتا إلى أن هذا الرقم يأتي بناءً على أسماء أعضاء الأحزاب المسجلين لدى الهيئة المستقلة للانتخاب، علما بأن المجلس العشرين سيكون عدد أعضائه 138 نائبا من بينهم 41 نائبا جاؤوا ضمن كوتا خصصت للأحزاب، فيما سيحضر الأحزاب أيضا أعضاء في مجلس النواب ممن ترشحوا على القائمة المحلية.
وبين المعايطة أن نسبة المشاركة في الانتخابات وصلت الى 32.5 % مقارنة بـ 29% نسبة المشاركة بالانتخابات الماضية في المعدل العام، منوها إلى أن أفراد الأمن العام والقوات المسلحة يخرجون من سجل الناخبين، بالإضافة الى 515 ألفا من المغتربين الأردنيين الذين لم يتمكنوا من المشاركة بالانتخاب.
ورأى المعايطة أن النسبة العلمية للمشاركة بالانتخابات الحالية هي 36%، مشيرا إلى أن نسبة مشاركة الشباب تحت سن 35 سنة وصلت إلى نحو 43% ما يدل على ضرورة الاهتمام أكثر بهذه الفئة.
وأظهرت قراءة «الدستور» أن 30 نائبا سابقا من أصل 130 نائبا من أعضاء المجلس الـ 19 نجحوا في انتخابات 2024، وعاد عدد من النواب ممن شاركوا في مجالس سابقة، في حين تمكن المستقيل الوحيد من مجلس الأعيان من الفوز، وبرزت أسماء كثيرة لسيدات جديدات على العمل النيابي، فيما حضرت بعضهن من مجالس سابقة، وارتفع عدد النواب المسيحيين في المجلس إلى 10 نواب.
ونتج عن هذه الانتخابات حضور لعدد جيد من النقابيين أو النقابيين المهنيين، من محامين، وصحفيين، وأطباء وأطباء أسنان ومحامين ومهندسين، ومعلمين، علاوة على حضور عدد من المتقاعدين العسكريين.
مدير مركز الحياة «راصد» لمراقبة الانتخابات النيابية الدكتور عامر بني عامر قال إن انتخابات 2024 شهدت وجود 130 مراقبا ومراقبة من الاتحاد الأوروبي وفرق من الشبكات العربية والسفارات إضافة للمؤسسات الأردنية، مشيرا إلى أن انتخابات المئوية الثانية جرت بكل فخر، بمستوى نوعي وعال، تميز بالشفافية واحترام وتطبيق الدستور الأردني في كافة المجالات، وحجم الشفافية في الانتخابات أغلق كل أبواب التشكيك في الانتخابات.
ولفت بني عامر إلى أنه عندما نستذكر المجلس الـ 19 ونراجع دراساته، وعدد النواب الذين لم يقدموا أي مداخلة خلال 4 سنوات، فإن المجلس الـ 20 سيغير المشهد ويشتبك مع القوى السياسية لتسمية وزراء ويلبي طموحات الشعب، وسيلمس المواطن أن له صوتا تحت القبة، مشيرا إلى أن ثلاثة أرباع الفائزين هم من أحزاب سياسية، لذلك ما عادت الفردية لها طريق في البرلمان، وبالتالي فإن الشق الخدماتي الذي طغى في برلمانات سابقة سيقل.