عرار الإخبارية.. الزيارات(418 ):

مِن نِعم الله على البشر العقل والادراك والوعي وبهذه المواد الاولية والاساسية تُبنى البيوت - الاسرة- قصوراً وخيام ، بيوت طين، لكن من يبدأ الحياة ويعي نعم الله عليه ويبدأعلاقته بنفس زكية آمنة مطمئنة لا تتخللها الاحقاد والانانية أو الغرور والتبجح لأي سبب مثل الغِنى في المال يبني في هذه البيوت أول معاني الخير والمحبة والايثار والتعاون والثقة بالنفس ولا يتأتى هذا من فراغ إن لم تكن النفوس صافية ويشيعون المحبة وتكون العلاقة قوية متماسكة يسودها الالفة والجلوس على طاولة واحدة وتجاذب اطراف الحديث المثمر وتبادل النصح والخروج في نزهة ...وانجاز اعمال بتعاون سوية وتكون مكانة الكبير معروفة بالاحترام والرحمة تجاه الصغير منه ورفع مشاكل الحياة ومعوقاتها عن كاهلهم وعدم حرمان الصغار من الحنان الابوي والاهتمام واكرامهم بالاعتبار الانساني والسؤال عنهم وما يزعجهم او ما يصادفهم من معوقات واشاعة الفرح والتأكيد على الصبر والحكمة والروية فيما تصادفهم من ملمات
كل ذلك يكون خيراً وبركة ونجاحا وافلاح ورفد المجتمع بأناس طيبين اخيار تملؤهم الثقة ويندفعون الى فتح ابواب النجاح بابا بعد باب .
أما من حولّ بيته الى جحيم بسوء التصرف وجدب الحنان وقلة وبخل في كل منطلق وغلق أبوابه تجاه زائريه وضيوفه.... أو قسوته المفرطة تجاه الزوجة والاولاد واللامبالاة يكون ذلك وبالا على هؤلاد الاولاد الذين ينزلون الى الحياة عراة ينقصهم كل سلاح لمواجهة ما يواجهون من أمور الحياة وتنقصهم العاطفة التي لم يعرفوا لها طعما ولا لون .. لماذا ؟؟ لان الذي وفرّ لهم الخبز والماء حرمهم من ينابيع العاطفة والمحبة والحنان ... بقصد أو غير قصد   .