وبحسب العديد من المصادر التاريخية فإن "الوزيعة" التي كرست حضورها كتقليد اجتماعي في قرى الجزائر خلال المناسبات الدينية ظهرت قبل وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة.
وترجع كلمة "الوزيعة" إلى التوزيع باللغة العربية ويقصد بها توزيع اللحم، فيما تدعى باللغة الأمازيغية "ثيمشرط".
وتوضح الأخصائية الاجتماعية أمال حفصة زعيون، بخصوص "الوزيعة"، مبينة أنه "تقليد اجتماعي اتبعه الجزائريون في مناطق عديدة من أجل اقتسام الخيرات كاللحوم مع من تقل قدرتهم على اقتنائها، وهو يعبر عن سلوك اجتماعي الغاية منه هو نشر قيم العدالة الاجتماعية والكرم التي يتميز بها الجزائريون منذ القدم، كما أنه سلوك اجتماعي يتماشى مع القيم الدينية الإسلامية".
وأبرزت أمال حفصة زعيون لـ"العربية.نت" أن هذه التقاليد الاجتماعية "تساهم في التقارب الاجتماعي بين أفراد المنطقة الواحدة".
وحول أسباب استمرار عادة "الوزيعة" بين الجزائريين رغم قدومها من أعماق التاريخ، أرجعت الأخصائية الاجتماعية ذلك إلى عدة أسباب، من بينها "أنها تكون في مناطق بعيدة عن المدن أي في مناطق ريفية كالقرى مثلا، فعدد السكان صغير ويتعارفون فيما بينهم ويعلمون جيدا من يحتاجون حقا إلى الوزيعة".
وأضافت "ثانيا تبقى التقاليد الاجتماعية متواجدة من خلال توارثها عبر الأجيال من خلال التنشئة الاجتماعية وسكان الأرياف عادة ما يكونون متمسكين بأرضهم وبتقاليدهم وتنشئتهم، لأنها تمثل هوية تلك المنطقة، لهذا نجدهم متمسكين بهذا النوع من العادات الكريمة".