استقبل رئيس جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية عبدالمجيد تبون، الأحد، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الذي بدأ زيارة عملٍ إلى الجزائر مساء السبت، أجرى خلالها أيضاً محادثات مع نظيره رمطان لعمامرة بحثت تعزيز التعاون الثنائي والقضايا العربية وتحضيرات القمة العربية التي ستستضيفها الجزائر بداية الشهر القادم.

ونقل الصفدي خلال اللقاء تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس تبون ورسالة شفهية من جلالته تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وجهود تفعيل العمل العربي المشترك خدمةً للقضايا العربية.

وبعث الرئيس تبون تحياته إلى جلالة الملك، وأكد حرص الجزائر تعزيز التعاون مع المملكة والعمل معاً من أجل خدمة القضايا والمصالح العربية.

وفي تصريح صحافي بعد لقاء فخامة الرئيس، قال الصفدي" تشرفت بنقل تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله إلى أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، ورسالة شفاهية من جلالته أكدت الحرص على زيادة التعاون وتعزيز العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين"، وتناولت أيضاً "الجهود المشتركة لتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تحيط بنا جميعاً، وحل قضايانا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية التي تمثل لنا جميعاً القضية المركزية الأولى".

المصالحة الفلسطينية

وثمن الصفدي في تصريحه الجهد الذي قامت به الجزائر لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ورحب بإعلان الجزائر الذي أصدرته الفصائل الفلسطينية بعد لقائها في الجزائر.

وقال الصفدي إن فخامة الرئيس أكد أيضاً "الحرص على زيادة التعاون مع الأردن وفتح آفاق جديدة له في مختلف المجالات، وبعث بتحياته إلى أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني".

وأضاف الصفدي أن "اللقاء عكس قوة العلاقات الثنائية والإرادة المشتركة للمضي بها تعاوناً عملياً مثمراً ينعكس خيراً على البلدين الشقيقين"، وزيادة التنسيق بحيث تكون القمة العربية القادمة محطة فاعلة لتقوية العمل العربي المشترك، ترسل رسالة إيجابية إلى الشعوب العربية أن الدول العربية مستمرة في العمل معاً لخدمة القضايا والمصالح العربية.

وقال الصفدي "كل الشكر لفخامة الرئيس على هذا اللقاء الذي عكس كل ما ذكره فخامته خلال لقائه جلالة الملك في الرؤية المستهدفة بناء آفاق أوسع للتعاون وإيجاد مساحات أكثر رحابة للعمل معاً لما فيه خير بلدينا الشقيقين ولمنطقتنا وقضايانا العربية".

استئناف الرحلات الجوية

وكان الصفدي ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج الجزائري رمطان لعمامرة أجريا، مساء أمس، محادثات ركزت على آليات تفعيل التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات الأخوية في مختلف المجالات.

واتفق الوزيران على التحضير لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة التي كانت عقدت آخر اجتماعاتها في الجزائر في العام 2018، وعلى توقيع عديد مذكرات تفاهم واتفاقيات، وتحديث اتفاقيات أخرى ستسهم في زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي والتعليمي والطبي.

وبحث الوزيران استئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتسهيل منح تأشيرات الدخول، وأكدا أهمية ذلك في زيادة التواصل والتبادل التجاري والاقتصادي وبناء الجسور بين القطاع الخاص في المملكة والجزائر.

وأكد الوزيران العمل على توفير البيئة التشريعية والأطر التي تسهل وتشجع تعاون القطاع الخاص في البلدين.

وقبيل أيام من استضافة الجزائر القمة العربية الحادية والثلاثين في الأول من الشهر القادم، بحث الصفدي ولعمامرة التحضيرات لهذه القمة، وأكدا أهمية تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة عديد التحديات المشتركة وخدمة القضايا العربية. وتقدمت القضية الفلسطينية الجانب الإقليمي من المحادثات التي بحثت أيضاً جهود حل الأزمات في سوريا واليمن وليبيا وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

ووضع لعمامرة الصفدي في صورة التحضيرات الجارية لعقد أعمال القمة العربية، وأشاد الصفدي بالاستعدادات والجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل أن تكون القمة القادمة محطة فاعلة في تعزيز التضامن والتعاون العربيين في هذه الظروف الصعبة التي تواجه الدول العربية.

وفي تصريحات صحافية مشتركة، أكد الصفدي عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وأنه بحث ولعمامرة خطوات عملية لزيادة التعاون في مختلف المجالات، وبما يخدم المصالح المشتركة وينعكس إيجاباً على الأردن والجزائر.

إعلان الجزائر

ورحب الصفدي بإعلان الجزائر الذي تم توقيعه في ١٣ تشرين الأول الجاري، بين الفصائل الفلسطينية بعد مؤتمر لم الشمل الفلسطيني، مؤكداً أن الأردن يثمن جهود الجزائر وكل الجهود المستهدفة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية "الضرورية من أجل خدمة القضية الفلسطينية، قضيتنا المركزية الأولى، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة كاملة".

وقال الصفدي إن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يريده الجميع.

وشدد الصفدي على ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تشكل حمايتها أولوية للأردن.

وأكد الصفدي إن جلالة الملك عبدالله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، يكرس كل إمكانات المملكة لحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية والمقدسات، وللحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.

من جانبه شكر لعمامرة الصفدي على زيارته التي أكد أنها ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى الاتفاق على تفعيل وتنفيذ عددٍ من الاتفاقيات الثنائية.

وأضاف أن المحادثات جاءت أيضاً في سياق التشاور حول جهود إنجاح القمة العربية المقبلة في الجزائر، مثمناً مساهمة الأردن في هذا الصدد. واتفق الوزيران على إدامة التواصل والتنسيق لتعميق التعاون وزيادة التنسيق إزاء القضايا الإقليمية.

التبادل التجاري

وتعود العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والجزائر إلى عام 1962، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي 196 مليون دولار.

كما التقى الصفدي، اليوم، خلال زيارته إلى الجمهورية الجزائرية عدداً من المواطنين الأردنيين المقيمين في الجزائر.

وأكد الصفدي خلال اللقاء حرص الوزارة والبعثات الأردنية على إدامة التواصل مع المواطنين الأردنيين وتحقيق أفضل الخدمات لهم تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني.

وتخلل اللقاء حوارا حول عديد قضايا تهم المواطنين الأردنيين والتي ترتبط بزيادة التعاون الاقتصادي والتعليمي مع الجمهورية الجزائرية.

ويذكر أن عدد أبناء الجالية الأردنية في الجزائر يصل إلى حوالي ألفي مواطن بينهم ما يقارب الـ ٥٥٠ طالب. وتبلغ حجم الاستثمارات الأردنية في الجزائر 1.7 مليار دولار تتركز في قطاعات متعددة أهمها القطاع الدوائي.

المملكة