جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(729 ): اماني الخماش كالنار في الهشيم، ذلك هو حال الشائعات في زمن السوشل ميديا، هذه المواقع التي استطاعت في ظرف بضع سنين ان تقلب انماط الحياة في المجتمعات راسا على عقب، فهي متاحة للجميع، وبإمكان اي شخص الدخول الى هذا العالم الافتراضي الذي سيصبح حتما هو المغذي الاول لأغلب احتياجاته، وهو المؤثر الاكبر على تفكير وسلوك وميول مستخدمي هذه المواقع، سواء كان ذلك بإضافة عادات جديدة او الغاء منها ما كان قديما. فإذا اردت ان تقتني ايا من الكماليات او الاولويات، فتستطيع فعل ذلك من خلال تلك المواقع بكل سهولة ويسر، والمتصفح لهذه المنصات يرى ان الاخبار تحتل راس الهرم فيها، وتحديدا الاصفر منها «الشائعات» فالشائعات هي تلك الظاهرة السلبية العنيفة التي تحمل في طياتها الاخبار الزائفة، والتي تبزغ الى المتلقي عند حدوث امر معين في مجتمع ما، وتفتقر الى الدقة والمصداقية، وما يثير الارتياب والتخوف من هذه الظاهرة قديمة نشوء (فقد استخدمها الفراعنة، وانتهجها البربر، وبرع فيها التتار ) هو انتشارها بشكل سريع بين افراد المجتمع. في عصر التطور التكنولوجي لم يقتصر امر تزييف الحقائق فقط على الحرف، انما توسع الامر ليواكب كل ما هو جديد، فيستطيع مروج الشائعات ان يزيف حقيقة صورة او فيديو بتقديم تحليل ومعلومات خاطئة عنهما، او بإخراج صور وفيديوهات قديمة، والادعاء بانها قد وقعت الان ليبدا بترويج الشائعة، ويكون ذلك فقط لدعم روايته الكاذبة، ولكسب ثقة متابعيه، ولحصد عدد كبير من الاعجابات والتعليقات والمشاركة للمحتوى الذي قام بنشره. وفي الحديث عن الشائعات قال الاربعيني حسام بإنه لا يعتمد ابدا على مواقع التواصل في معرفة حقيقة ما يحدث، وبانه دائما يلجأ الى وسائل الاعلام التقليدية للاطلاع على الاخبار، وذلك بسبب كثرة الروايات الكاذبة التي تملأ هذه المنصات. اما العشريني عمر فقال : انا لا اتابع غير المواقع الالكترونية فالخبر ينتشر بسرعة، ويكون في الاغلب صحيحا وينقل كما هو بعكس الاعلام التقليدي الذي يخضع الى سياسة تحريرية معينة، وبناء على ذلك تتم صياغة الخبر. وبحسب دراسات واخصائيين فإن اشكال الشائعات متعددة وكثيرة وان اختلف المسمى الذي يطلق عليها، والاضرار التي تخلفها الا انها تتشارك معظمها بنفس الصفات، ويمكن القول ان اهم اشكال الشائعات واخطرها هي : 1- شائعة العنف : هي التي تعتمد بشكل كبير على تجييش العواطف، وتتعلق بالممارسات العنيفة، وبث الذعر والخوف والقلق في المجتمعات فتجد المواقع والصفحات التي تتبع هذا النهج هي الاكثر حضورًا في الحالات الاتية ( الحروب، الحوادث، الهزائم، الانتصارات الواهية ). 2- شائعة الحقد والكراهية: يتم ذلك من خلال انشاء صفحات باسماء وهمية او حقيقية تقوم بشتم او الهجوم على فئة معينة من المجتمع او على شخصية معينة، وذلك بمحاولة من مروجي الشائعات التأثير على الراي العام بشكل سلبي تجاه من يتم استهدافه من هذه الاخبار الصفراء. 3- الشائعة الاندفاعية : هي التي تنتشر بشكل سريع بين رواد تلك المواقع، فخلال ساعات قليلة ترى الخبر اصبح معروفا لأغلب الافراد، والخطير في ذلك ان بعض المواقع الاخبارية تعتمد هذا الخبر وتقوم بنشره على صفحاتها دون الاكتراث الى المهنية ومدى مصداقية هذا الخبر. 4- الشائعة الاستطلاعية : (البالون اختبار) هي التي تعتبر جس نبض للشارع، فيقومون بنشر شائعة عن احتمال وقوع حدث معين، ليتمكنوا من استطلاع ردة الفعل تجاه هذا الخبر في حال تم اقراره بشكل فعلي. ولنتمكن من لمعالجة هذه الظاهرة يجب معرفة اسبابها، فالأسباب كثيرة وتختلف من مجتمع الى اخر، ولكن هناك اسبابا رئيسية مشتركة التي من ضمنها :- سرعة انتشار المعلومة في المواقع الالكترونية. عدم الرجوع الى المصادر الموثوقة لتأكد من الخبر قبل بثه ونشره. سهولة اختلاق الاكاذيب، وتضليل المعلومات والاخبار. الجهل، وعدم البحث عن الحقيقة. تأخر بعض المصادر الموثوقة بنشر حقيقة ما حدث. (البيروقراطية) والاحتكام الى العقل والمنطق عن طريق الابتعاد عن الانفعال و التسرع في نشر الاخبار. و لخطورة هذه الآفة، دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى محاربتها، فخاطب جلالته الأردنيين، وهو مستاء لما يحدث في منصات التواصل، في مقالته ( منصات تواصل ام تناحر اجتماعي ) فقال : «مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات بأن لا نرتضي لأنفسنا أن نكون متلقين فقط، بل أن نفكر فيما نقرأ وما نصدق، ونتمعَّن فيما نشارك مع الآخرين. لا بد من تحكيم المنطق والعقل في تقييم الأخبار والمعلومات.» إن اساس كل آفة هي الجهل واساس المعالجة هي المعرفة، وانطلاقا من ذلك تم القيام بعدة مشاريع وخطوات لمحاربة هذه الظاهرة في المجتمع الاردني تنبه لخطورتها، فلا بد وإن نذكر ما قام به المعهد القضائي الاردني من توفير طلب الحصول على المعلومة، وهو حق لكل اردني كما جاء في المادة رقم 47 في القانون الاردني لعام 2007 (بعد ما تم نشره في الجريدة الرسمية ) الذي يضمن تزويد المعلومات الى طالبيها في حدود القانون، وذلك للوصول الى المعلومة الصحيحة، والتأكد منها. والمشروع الاخر الذي عندما يتم التطرق بالحديث عن محاربة الاشاعة لا بد لنا من ذكره وذكر دوره في هذا المجال، الا وهو مركز ( اكيد ) الذي تم تأسيسه من قبل معهد الاعلام الاردني بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، لمتابعة دقة ومصداقية كل ما يتم نشره على وسائل الاعلام الاردنية وفق معايير معلنة. وحسب اخر احصائية نشرت من قبل مرصد مصداقية الاعلام الاردني (اكيد) فقد بلغ عدد الشائعات المتداولة في المملكة، 550 شائعة، من بينها 53 شائعة خارجية وأكثر من 400 شائعة مصدرها منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، وعن مصدر الإشاعة، تبين من خلال الرصد أن 36 إشاعة كان مصدرها وسائل التواصل الاجتماعي وبنسبة 80 بالمئة. وفي حديث مع الدكتور حسين الخزاعي وهو استاذ علم اجتماع عرف الشائعة الالكترونية قائلا : « هي التي يتم استخدامها بواسطة الانترنت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وتكون سريعة وتنتشر على مستوى عال بين افراد المجتمع. وأوضح د. الخزاعي ان من ضمن اكثر الفئات ترويجا للشائعات هي فئة الشباب، وفئة العاطلين عن العمل، وايضا المهتمون ببعض القضايا التي تنال منها الشائعات. اما بالنسبة للأضرار فقد بين د. حسين الخزاعي : ان الشائعات تؤدي الى الحاق الاذى النفسي والسمعة السيئة بالأخرين، والانتقاص من جهدهم، وتؤثر على العزيمة و المعنوية، واضاف «بان الكثير يصدق الشائعات، ولايصدق نفيها «. وحذر الخبير الاجتماعي في حديثه من خطر الشائعة فقال : «بإن شائعات خطيرة قد تمس فئة ضعيفة بالمجتمع ليس لديها دعم او سند ( كالأطفال او المهاجرين ). وخطيرة ايضا عندما تنال من مواضيع تتعلق بالشرف والعرض، او تمس بالوحدة الوطنية، او تمس شخصيات معينة وتلحق الضرر بها». ودعا الخزاعي الجميع «الا يصدق اي اشاعة تتناول الاشخاص، وانه يجب التحقق من اي معلومة قد تصل الى الافراد قبل ارسالها او نشرها.» ويجب القول في النهاية ان الفرد هو المسؤول الاول عن الوقوف في وجه هذه الموجات المستمرة من الاخبار الكاذبة، فعليه دائما ان يتسلح بالعلم والمعرفة، وان يتريث قبل تصديق اي رواية تمر امامه في هذا العالم الافتراضي والعودة الى المواقع الرسمية لمعرفة حقيقة كل ما ينتشر في منصات التواصل.
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الأحد 20-03-2022 09:13 مساء
الزوار: 729 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
28 أيلول ...العالم يحتفل باليوم الدولي ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الجمعة 28-09-2018
عمان تحتضن المنتدى العالمي للتكنولوجيا ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الأربعاء 12-02-2020
تعطل تطبيق "تلغرام" على نطاق ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الإثنين 27-12-2021
دراسة تحل لغز نبات "لا يموت" ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الثلاثاء 10-08-2021
جوجل يحتفي بيوم المرأة العالمي
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الثلاثاء 08-03-2022
"توقف مفاجئ" لتطبيق تيليغرام ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الثلاثاء 01-05-2018
عطل تقني كبير يطال خدمات محرك غوغل في ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الإثنين 14-12-2020
سكان العالم ينفقون 407 ملايين دولار على ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
السبت 02-01-2021
اختتام فعاليات المنتدى العالمي للعلوم ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الجمعة 10-11-2017
“الطائر الأزرق” يتجسس على مستخدمي 70 ألف ...
علوم/تكنولوجيا »
اسرة النشر
0
الجمعة 09-12-2022