تريتا بارسي – رسبونسابيل ستيتكرافت

قال نائب الرئيس السابق مايك بنس لصحيفة إسرائيلية يوم الثلاثاء إن الإدارة الجمهورية المستقبلية ستمزق أي اتفاق نووي جديد يُبرم مع إيران. وبعيدًا عن كل هذا الهراء السياسي، من المهم أن نفهم كيف يقوض بيان بنس موقف التفاوض الأمريكي الآن في فيينا.

وكان قد وجه هجوما في صحيفة هايوم الأسرائيلية قائلا: «إذا وجدت خطة العمل المشتركة الشاملة طريقة للإحيائها ، فسنكون جزءًا وصوتًا لجوقة من الأمريكيين مع وصول تلك الإدارة الجديدة إلى السلطة لإنهاء خطة العمل الشاملة المشتركة بالسرعة التي أنهيناها في ظل إدارة ترمب – بنس.»

لن ينسحب الجمهوريون فقط من أي اتفاق جديد سيعيدون به الموقف العدواني للرئيس ترمب (الذي يؤدي إلى نتائج عكسية بشكل أساسي) ضد طهران ، فقد تفاخر قائلا:

«خلال إدارتنا، لم يكن الأمر يتعلق بخروجنا من خطة العمل الشاملة المشتركة فحسب، بل عزلنا إيران كما لم يحدث من قبل، وتحدينا أنشطتهم الخبيثة. لم نكتف بالقضاء على داعش وأبو بكر البغدادي ، لكن إدارتنا هي التي أسقطت قاسم سليماني «. ثم أضاف: «لقد أوضحنا لإيران وجميع المنظمات التابعة لها والجماعات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة أن يومهم الذي يزرعون فيه العنف في جميع أنحاء العالم العربي الأوسع قد انتهى».

كانت إحدى أكبر النقاط الشائكة نيابة عن المفاوضين الإيرانيين هي عدم القدرة على ضمان أن أي بيت أبيض في المستقبل لن يفسد الاتفاقية المجددة ويمزقها. حتى الآن لم يتمكنوا من الحصول على هذا النوع من الضمانات ، حتى من الديمقراطيين الذين يفترض أنهم وراء إبرام الصفقة. والآن يقول الحزب الجمهوري على هيئة مايك بنس ، أحد أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة في عام 2024 ، بشكل علني أنه سيقضي عليه.

فماذا يعني ذلك؟

هذا يعني أن أي طعم تضعه الولايات المتحدة في المحادثات يتم التقليل من قيمته على وجه التحديد لأننا صريحون بشأن افتقاره إلى الاستمرارية. لذلك ، يتعين على واشنطن أن تقدم المزيد لتحقيق الأمر ذاته بسبب هذا الافتقار الواضح للثقة.

كما كتبت في مكان آخر ، كان هذا تحديًا كبيرًا خلال هذه المحادثات النووية. كونك غير جدير بالثقة لا يضعك في وضع جيد للمطالبة بصفقة «أطول وأقوى».

في نفس الوقت ، بنس لا يكذب. إذا فاز الحزب الجمهوري في عام 2024 ، أرى سيناريوهين فقط: إما أن تنسحب واشنطن من الصفقة على غرار ترمب ، أو تتبنى موقفًا غامضًا لا تلتزم فيه بالبقاء وتفكر بالمغادرة.

في الحالة الأخيرة ، تضخ الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من عدم اليقين في الموقف بحيث تبدأ الشركات الدولية في الخروج من السوق الإيرانية ، سواء تم رفع أي عقوبات من صفقة متجددة أم لا. على هذا النحو ، فإن عدم اليقين هو عقوبة بحكم الواقع.

بسبب عدم حصولها على ما وعدت به ، من المرجح أن تنسحب طهران من الصفقة أو ستخفض التزاماتها ، كما فعلت منذ عام 2019 وما بعده. لكن هذه المرة ، من المحتمل ألا تتمكن خطة العمل المشتركة الشاملة من تحمل هذا الضغط دون الانهيار. الاتفاق النووي يموت ومعه أي أمل في التوصل إلى حل سلمي مع إيران.

بسذاجة ، لا يزال الكثيرون في العاصمة يفكرون في كيفية «تعزيز» الصفقة بمجرد إحيائها. لكني أخشى أن قلة قليلة استوعبت مدى ضعف الموقف التفاوضي الغربي: لا يمكن للمرء أن يطلب المزيد عندما يعترف في نفس الوقت أنه لا يمكن الوفاء بأي وعد أمريكي لأكثر من أربع سنوات.