زرت مقام الفاتح العظيم عقبة بن نافع الفهري ـــ رضي الله عنه ـــ  وانأ اقترب مـن ضريحــه شممـــت ريـــح المســك ! فلـما دخلـت عليــــه المحراب غشتني ريحـه حتـى ذهلــت عنّي !وعمّنْ حولي! ودخلتفي حال من الروحانية العجيبة !! حتى خلت روحي تعانق روحه ! وكأنني أستمع إلى صهيل خيله مقبلٌ من بعيد ! وصليل سيفه يدنو مني ويقترب! وكأنني أعيش لحظة استشهاده ! وقـد أشركته هموم عصري ! ـ بما فيها من أمجــاد واحباطات وانكسارات؟

وأشركتُني همّه وهمـوم عصره بمــا فيــها مــن مــآس وأمجاد وانتصارات!

 والأرواح كما أخبر عنها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جند مجندة ! من تقارب منها تآلف! ومن تنافـر منها تخالف! أو كما قال..

فقلت في قصيدة عنوانها:

صَلواتٌ في مِحرابِ عُقبة

ريحُ التُّقــىأمْ  نفحـــــةُ الرّيحـــــــــــــــــــــــــانِ؟

تلـــــك التـــــــيمِـــن رَوْضكُـــمْتَغشـــــــــــــاني!

يا فاتـحَ الْغَـــــــرْبِ الْمُغــــــــــرَبعــــــدْ بِــــــنا

وزمانَــــــــكَ الْمَغْمُــــــــــــورَ بالأيْمـــــــــــــــــانِ

أرنـــــــــــو إليـــــــهِ والْفُتُـــــــوحُ مواثِــــــــــــل!

خيـــــــلُ الشّــــآمِ تمــــــــــرّ  فــــي أجْفانِــــــــي

وأعـــــودُ منـــــــهإلــــى الّــذي ما عـــــزّ بي02 ؟

لِأفـــــرّ  مِنـــــــهُ إلــى الّــــــــذي أَحْيـانِــــــــي04؟

وكأنّنــــــــي بصهيـــــــــلِ خيلِــــــــكَ مُقبــــــلٌ

وكأنّــــــــني بصليــــــــــــلِ سيفِـــــــــــــكَ دانِ!

02

فإذا غفـــــوتُ علــــى البطولــــــةِ اَنْتَـــــــشـي

وإذا صحَـــــــــــوْتُ تَضاعَفَــــت أحـــــــزانــي

لا مِصرُ عَمْـــــــــرٍو في نظــارةِ عهـــــــدهـــا

أو جِلِّـــــقُ5 فـي عــــــــــــزها الْمَـــــروانِــــي

زمــــنُ التَّشـــــــــرْذُمِ والتّملــــّقِ غَلَّـــــنِـــــي

وزمانُكُــمْ مــا عــــــــــــاد مـــن أزْمــانـــــــي

ناديـــــــتُ فيــــــــــه أُمَّتـــــــي فتخاذلـــــــــتْ

وتذرَّعــــــــتْ بتخـــــــاذلِ السُّلطــــــــــــــــان

ولعلّــــــــــهُ قد ساءكُــــــــمْ ما ساءَنِـــــــــــي

ولعــــــــــــلّ ما أشجـــــاكُـمُ أشجانـــــــــــــي!

ولعـــــــلّ روحـي إِذْ تُعانِــــــقُ رُوحَــــــــــكمْ!

قـــد عانقـــــــتْ رَيْحانــــــــةَ الرّحمـــــــــــنِ!

حتّـــى أرانـــي فـي زمانـــــــيَ فَلْتَــــــــــــــةً !

قـد أفْلتَـــتْ مــــــن عصــــــــرِكَ النـّوْرانِـــي

أو زهــــــــــرةً في دَوْحِــ،ـها ما أيْنَعَــــــــتْ!

قد أَثْمـــــــرَتْ !! فــي دَوْحِــكَ الرّيّـــــــــانِ

أو نَفْحَـــــــــةً عن دينـــــها قــد نافحَــــــتْ

ما تاجـــــــــرَتْ بكـــرامــــــةِ الإنســــــــان                                         

03

أفــردتُ شعـــــري للبطولـــــــةِ وحــــــدِها

ولــــها نـــذرتُ العــــــــذبَ مِـنْ ألحــــاني

ولقــــد مَشَيــــتُ على مَســــارِكَ باكــــــيا

حتَّى انْتهيــــتُ إلـــى المَــــدى الرَّوْحانـي

أَنَّــــى وَقفْــتَ علــى المُحيــطِ مناجـــــــيا

ربَّ السَّمــاء بِمَطْمَــحِ الْفُـــــــــــــرســانِ

أنَّى قفلـــتَ على الشهـــادة مُقبــــــــــــلا !

تَبغــــي الصُّعــــودَ إلى جــــنا الرُّضـوانِ

وخصيمُـكَ اْلمُرتـــدُّ مِنْ فَـــــرْطِ الشَّــــقا

بولائِـــــــهِ الْمَــــورُوثِ للطُّغيــــــــــــان

قد ساءَهُ الْمَخبـــــــولُ أن يــــــرقى إلى

شــــــرفِ الْحياةِ ! وعِـــــزَّةِ الأوْطـــان

جمعَ الأراذِلَ والحُثالـــــةَ خَلفَـــــــــــــهُ

ذيــــــــــــلُ البُغـــــــــاةِ بِحسْكِهِ أدماني!

ما زِلْتُ مِنْهُ ومن جراحهِ اَشتــــــــــكي !!!

حتَّى بَلَــوْتُ :هُويّـــــــــــتي!! ولسانـي!

فإذا الجزائـــــرُ  أمّـــــــةٌ عربيّــــــــــةٌ

أنسابهــــــا تَعْـلــــو إلــــــى قحـــطــان

04

قـد علّمَـــــتْ بالضَّـــــادِ خيـر حضـارة

مَلَكَتْ عَلَـيَّ جَوارِحـــــــي وكَيَانـــــــي

حتّى بدَتْ لي في الفًضائِـــــلِ نعمـــــةً

لا يستــــوي بــزوالــــهاِ إيْـمـــانـــــي!

لـم اكتـــرثْ يا سيِّــدي بعصابــــــــــةٍ

ما آمنَـــت بشريعــــــــة الْفُرقــــــــان!

بالأمــسِ كانـــتْ في الجزائرِ وَصْمـةً

والْيومَ باعـــتْ لِلَّـذي أشْقانــــــــــــي