جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
"عصر الجدران الفاشلة" هيام فؤاد ضمرة فيما العالم العربي اليوم يدخل نفسه في نفق الإعتام والتخاذل، ويتخذ بعضه من موقف الصمت والاكتفاء بالشجب جدارا يتدارى خلفه، والبعض الآخر منه يتخذ موقفا أخطر بالوقوف إلى جانب العدو المحتل خوفا وانصياعاً مذلاً يخسفه إلى الحضيض، في أعقاب السابع من أكتوبر تلك العملية البطولية التي قلبت معايير كثيرة على أرض الواقع، كشفت وجه الحقيقة في مساعي الغالبية العربية في إماتة القضية الفلسطينية وإزاحتها خلف جدار النسيان أو التناسي والإهمال والتخلي النهائي، فالعدو الصهيوني في دولة الاحتلال وقد تعرى وانكشفت حقيقته في مقدار ضعفه ووهم القوة العسكرية التي يتدارى خلفها تلك التي تزوده بها دولة العنف والظلم والتعدي السافر أمريكا ودول الاستعمار من حلفائها أصحاب التاريخ الدامي والأيدي السارقة لمقدرات الشعوب التي تطلق عليها إسم المتخلفة لتزيدها تخلفاً وإفقارا. هذا العدو المحتل القميء بحقيقته وأهدافه بالاغتصاب والتوسع، أكبر عنصري على وجه البسيطة، وقد أصابته حالة الهوس والرعب يمارس تخبطاً أعمى، بل تخبطاً مجنونا وقد كشر عن أنيابه وكشف بشاعة وجهها الإجرامي الخطير، وهو يمارس القتل الجماعي والإبادة الجماعية على الشعب الغزي الأعزل، ينتقم من نسائه وأطفاله، لقصور يده عن الوصول لقادة المقاومة الباسلة، الجهة الوحيدة التي يعول عليها في مسألة الحفاظ على المقاومة الباسلة وامكانية تحقيق النصر والغلبة على عدو بشع بشاعة وحوش البشر وتحرير الوطن الفلسطيني المسلوب، من قبل فئة محتلة متجمعة من شتات اليهود في أنحاء العالم في غالبيتهم يهود لا يمتون بأصولهم للشرق وليس في دمهم أثراً لجيناته، فالأكمات الوهمية التي تدارى خلفها الجانبين، العربي المتخاذل واليهودي الغارق بأوهامه وأحلامه، باتت هي نفسها جدران شفافة كشفت عورات الجانبين بصورة مخزية حد الامتهان. فنحن اليوم بتنا نعيش عصر الجدران بأشكالها وأحوالها المتعددة.. جدران عنصرية تفصل العرب أصحاب الأرض عن اليهود المحتلين لأرض فلسطين فتجري القوانين الظالمة على أصحاب الأرض وتمنح الحياة الكريمة المدعومة للمهاجرين اليهود المحتلين البلد والمتنعمين بخيراتها.. وجدران مجنونة تسجن شعوب عربية حرة بقطاع غزة الذي تعدادة مليونين ونصف من المواطنين، لتحوله إلى سجن كبير يكتم أنفاس أهلها ويفصلهم عن العالم أمام سمع وأبصار العالم المتغافل عن الحقيقة، والغافل عن موقعه الإنساني علما أن أهل قطاع غزة هم الفئة الأكثر علماً وذكاءً وحضارة وايماناً ومصداقية، المتمسكين باليقين، المستغرقين بحفظ كتابهم الأمين، الثابتين على الحق والدين، القائمين على الجهاد في سبيل نيل الحق وتحرير الوطن فلسطين من الطغمة الغريبة الظالمة المحتلة للوطن، القاتلة الغادرة لشعبه الفلسطيني الصامد الأعزل بالداخل وفي القطاع، ومن وراء هذا العدو أولئك الذين يدعون القوة المركزية ويستخدمونها في إحداث الظلم والعنف والإرهاب المنظم، وسرقة الأوطان والقتل الجماعي، وتخريب حياة الشعوب الآمنة، وتدمير دولها، وسرقة أموالها ومقدراتها وتشتيت أهلها عبر العالم، والاستيلاء على أوطان حرة وقتل أهلها غيلة وعدواناً صارخاً، تحت مسمى متطلبات مصلحتها الذاتية التي توليها الأولوية، فرغم سياسة عدوانيتها الظاهرة ضد المصالح العربية والإسلامية، فإن المضحك المبكي أن توليها هذه الدول دور راعي السلام في حل قضاياها، فهل المجرم سيحق الحق في هذه الأيام؟ وجدران لم يعلم المتدارون خلفها أنها إنما هي شفافة لا تخفي حقيقتهم، ولا توفر لهم الأمن الذي يتوهمونه، ولا تخفي الحيل التي يتخذونها لإخفاء ألاعيبهم وكذبهم على شعوبهم وحقيقتهم الخفية المغطاة بطبقة شفافة هي الأخرى من الأحاييل.. عالم يغرق بالجدران اختلفت بالأسماء والأعذار، وإن كان هدفها واحد لا يتغير، وغايتها واحدة ليست لها إلا وجه الغدر والاحتيال وايقاع الظلم على الغلابة المقهورين من الشعوب الغافلة. الظالمون والكاذبون يبنون جدرانهم فوق الأرض، والشرفاء الصامدون يبنون أنفاقهم تحت الأرض اتقاءا لغدر وظلم الفئة الأولى. لكنها ستظل مجرد جدران وأسوار توهم العقول الواهمة، سرعان ما ستزول بإرادة الله وإرادة الشرفاء من المقاومين، كما زال قبلها سور برلين العنصري، وكما فقد هدفه قبله سور الصين العظيم رغم منعته، فقد نسي بانوه أن الخيانة الداخلية وحيل الكائدين تهدم أعتى الأسوار وتخترقها ببساطة متناهية، ولكل زمن حصاناً خشبياً طروادياً يوهم العقول ويغلب فصاحة الأذكياء. فالجدران على يد المجاهدين الشرفاء في القطاع سرعان ما فقدت منعتها بصورة فعلية وعملية، أطارت عقل النتن وحكومته وجيشه المختل إنسانياً، وكل من تجيش لصالحه من دول الاستعمار القديم والعرب الساقطين في بؤرة التغريب المهين، دول الاستعمار التي ما زالت تعيش بثقافة العصابات الدولية بسعيها لاحتلال الدول وسرقة مقدراتها الاقتصادية وأموالها السائلة ودفعها نحو دوام الغرق بالتخلف والفقر، وصناعة الأحاييل على طريقة حصان طروادة لسرقة أموال الشعوب عن طريق سياسة البنوك لاستقطاب الأموال المنهوبة من قبل حكام ومتنفذي السلطة في دول العالم الثالث، والبنوك الدولية التي أنشأت بعقل صهيوني للسيطرة على الدول وقراراتها السياسية والوطنية، والذي نشهد اليوم حالته البائنة بصمت دول الشرق العربي والاسلامي أمام هيمنة دول الاستعمار، والتجاوز الإنساني الصارخ الذي تمارسه دولة الاحتلال بقيامها بالإبادة الجماعية لشعب أعزل مارس عليه لمدة سبعة عشرة عاماً الحصار بمباركة أمريكية وأذنابها الحلفاء وأذناب أذنابها من الساقطين الغافلين الخائنين لعروبتهم وأصولهم وتاريخهم الطويل. المقاومة تقف وحيدة في جزيرة محاصرة، لكن رغم ذلك هي لم تنشأ لتتنازل عن هدفها الأول والرئيسي، أو لتقبل محاولات دفعها للركوع أو السقوط مهما بلغت الخسارات البشرية والمالية، فليس هناك من تحرير حصل فوق الكرة الأرضية لا يقوم على الخسارات الفادحة بالأرواح والأموال والعقارات، لكن تظل المواقف القيادية الناجحة لها أولوية القرار لصالح المستقبل مستقبل الشعوب والأوطان، وإلا ما تحررت الجزائر ودفعت الثمن عشرة ملايين من مجاهديها، ولا تغلبت فيتنام على أكبر دولة وأقوى جيش مجرم وأشده تسليحاً بالعالم رغم خسارتها الملايين من مقاتليها، بأقل سلاح وأفقر حالة، فمقايس النصر لا تقوم للأكثر عدة وعتاداً بشهادة التاريخ ذات نفسه، بل للأكثر ايمانا بالحق وإرادة النصر والعزم على مواجهة صامدة لكافة الحقائق، والصمود أمام كافة أحاييل قوى الشر الداخلي والخارجي، ولقد أثبتت المقاومة جدارتها بصمودها واستعداداتها وحسن تخطيطها الذي أوجع الاحتلال بالصميم، وأخرج حقيقتها الاجرامية المتصاعدة ونواياها التوسع عن طريق دول الجوار لتحقيق حلمها المجنون القديم وقد أملت تحقيقة بالصعود درجة فدرجة حتى الوصول للمستوى الأعلى والأشمل، علَّ البقية من العرب يتقون ويخرجون من غفوتهم الغافلة، حتى لا يداهمهم السيل العرم فيغرقون فلا تنفعهم سواعدهم التي يمدونها طالبة النجدة من فوق الطوفان، لكن هيهات هيهات وقد بات الغرق محققا ليس من وسيلة تنجدهم ولا حتى بالنفس الأخير.
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
_SOMETOPICS_articles
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
عمان تلد نفسها .. بقلم هيام فؤاد ضمرة
مقالات مختلفة ومنقولة وكتاب عرار
إدارة النشر والتحرير
0
الأربعاء 20-09-2023
قتل الفرح برصاص التهور بقلم هيام فؤاد ...
مقالات مختلفة ومنقولة وكتاب عرار
إدارة النشر والتحرير
0
الجمعة 01-09-2023