جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عيوننا إليهم ترحل كُل يوم وتعود باكيةً إنه الرابع من أيلول، أكتبُ إليكم أيها الأحباء قراء بوابة عرار الإخبارية العربية الشاملة ونحن في خضم الترقب لعملية إنقاذ لناجٍ مُحتمل تحت أنقاض أحد المباني الذي إنهار نتيجة إنفجار يُعد ثالث أقوى إنفجار في العالم بعد هيروشيما وناكازاكي،. إنفجار حوُل مدينتي بيروت إلى أرملةٍ إستشهد زوجها وأبنائها وأهلها، أصدقائها وجيرانها وهي لا تزال في غيبوبة تحت آثار الجراح العميقة التشويه والصدمة فضلاًعن فقدانها اعدد من أحبائها . وبالعودة لمجريات عملية الإنقاذ التي تجري تحديداً في منطقة مار مخايل - الجميزة المواجهة تماماً لنقطة الإنفجار، يُخيل إليك أن أحدهم يحاول الإستهزاء بمشاعرك حين يقول أن " كلبة تشيلية أتى بها فريق فريق البحث التشيلي لمساهمتها في البحث عم ناجيين محتملين وهي مدربة لهذه الغاية إلى جانب الأجهزة التي تبعث بإشارة إحتمال وجود شخصين أحدهم لا يزال يتنفس تحت الأنقاض بعد شهر على الحادثة وأن عدد الشهيق والزفير يصل إلى ١٨ وينخفض إلى ١٥ ومن ثم الى ٧ وهو مؤشر خطير من الناحية الطبية ويدل على أن إذا صحت المؤشرات بوجود ناجٍ تحت الركام وأن إنخفاض العدد تحت ١٥ يعني أن الشخص الذي يتم البحث عنه حالياً قد يدخل في غيبوبة. ويقول عماد بزي : كخريج علوم صحية أؤكد للك:" أن معدل دقات القلب هو من ٦٠ الى ١٠٠ (أو ٧٠ الى ١١٠ حسب المدرسة الطبية) وأيضاً بحسب العمر وإذا انخفضت دقات قلبه تحت المعدلات الطبيعية فإن المُصاب يتعرض لحالك اسمها sinus bradycardia ويُضيف أن الرقم ١٨ و ١٢ وينخفض مع الوقت إلى ٧ وهو عدد عمليات الشهيق والزفير بالدقيقة respiratory rate بمعنى معدل التنفس الذي هو عادة ما يكون من ١٢ الى ٢٠ في حالة الراحة وطبعاً يختلف حسب العمر والمجهود وتوافر الأوكسجين بحال كان الإنسان بوعيه أو بدرجة من درجات الغيبوبة... أما حول الجهاز الذي يستخدمه الفريق التشيلي هو GSSI life locator ويعتمد على تضخيم موجات الصوت ليسمع ويعد التنفس وليس دقات القلب، لذلك يُطلب من الصحافيين والمتواجدين في الحوار إطفاء هواتفهم أجهزتهم الإلكترونية كي لا يحدثوا ضجة". ويؤكد بزي أن عامل الوقت ليس لصالح أحد وتناقص معدل الـ respiratory rate إلى ٧ يعني لن الشخص الدي يقبع تحت الركام قد بدأ يدخل في غيبوبة وبذلك تخف حاجة الجسم للتنفس، وعلى فريق العمل الإسراع بإنتشاله من تحت الركام بأسرع وقت ممكن. وجراء هذه الحادثة بعد المئة مما عاشته بيروت في الفترة الأخيرة من مآسي كانت أفظعها الجريمة المزدوجة بحق الشعب وذلك نتيجة إهمال الدولة وتقاعسها عن تحمل مسؤولياتها، لم تغب عن البال قصة الحارس والملك منذ الكشف عن إحتمال وجود شخص يتنفس أملاً من تحت الركام. يُروى أن ملكاً أراد التجول في مملكته الضخمة لتفقد كل ممر فيها بعد فترة طويلة حيث وصل إلى أحد المداخل الخلفية لقصره ليجد حارساً مُسناً يقبع في زاوية مُظلمة حيث قضى عمره وهو يحرسذاك المدخل المنسي . غمرت الحارس المنسي السعادة حين توقف الملك وسأله عن إسمه مجيباً إياه بصوتٍ يرتجف من الصقيع مرتدياً ثوب الحراسة من حرير أكل الدهر عليه وشرب في مكانٍ يخلو من أي شكل من أشكال التدفئة. قام الملك بإطلاق وعداً بأنه سوف يُرسل له معطفاً من الفراء لمواجهة الصقيع، إلا أن الملك نسي وعده تماماً فور وصوله إلى قصره الدافىء ليتذكره في اليوم التالي ويرسل مع خادمه بما وعد الحارس وإذا بالأخير جثة هامدة متجمدة وُجد إلى جنبه رسالة للملك يقول فيها: " لطالما تعايشت مع شعور الصقيع لسنوات ولكن حين شعرت بدفء الأمل الذي منحتني إياه لساعات لم يتحمله جسدي الهزيل ...فهلكت!" واليوم وعلى وقع الأحداث الجارية في بيروت التي عيوننا ترحل إليها كل يوم وتعود دامعة، هل يعقل أن تجف دموعنا ونصدق تقارير الأجهزة ومعلومات الفرق الأجنبية والعاملين في عملية البحث المستمرة منذ يومين بإحتمال وحود ناجٍ بعد شهر على الكارثة، وإذا صحت المعلومات هل يمكن تخيل الأمل الذي يرتجيه الشخص الذي يُحتمل أن يكون على قيد الحياة تحت الركام بعد مرور شهر كامل، هل يُعقل أن تنخفض درجات التنفس حتى ٧ بعد شعوره بمحاولات إنتشاله البائسة حتى الساعة؟ وأي معجزة تنتظرنا وهل سيكون حارساً آخر يقضي بسبب الوعود الفارغة والإهمال وعدم تجهيز الدولة بأبسط المعدات لمواجهة الحرائق والإنهيارات والإنفجارات بوطنٍ نعيش فيه على فوهة بركان ناشطة منذ عام ١٩٧٥. منى العريضي بيروت ٤ أيلول ٢٠٢٠
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية