|
عرار: ستة شعراء تنافسوا شعراً في الحلقة الأولى من المرحلة الثانية .. لجنة التحكيم أهّلت عبدالله بن مرهب البقمي ومنحته 47 درجة ...الهلالي حجز مكانه في قلب الجمهور.. والفرسان نجحوا في اقتحام "التخميس" عرار :كلما اقترب المتنافسون زمنياً من بيرق الشعر زادت صولاتهم حماسة.. وجولاتهم قوة، فكل واحد منهم يدرك أنه لن يصل إلى البيرق إلا الأكثر قدرة على الإبداع، ليس فقط شعراً، إنما حضوراً أيضاً من خلال قدرته على اكتساب تصويت جمهور الشعر النبطي الواسع. ففي الحلقة الأولى في المرحلة الثانية (مرحلة الـ24) من مسابقة وبرنامج "شاعر المليون" بموسمه الخامس من تنظيم وإنتاج هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتي بثتها قناة شاعر المليون وقناة أبوظبي ـ الإمارات ليلة أمس الثلاثاء من مسرح شاطئ الراحة وعلى الهواء مباشرة، اجتمع ستة شعراء، وهم: أحمد بن هياي المنصوري من الإمارات، وعلي البوعينين التميمي، وعبدالله بن مرهب البقمي، وعلي بن مغيب الأكلبي من السعودية، وفلاح الذروه الهاجري من الكويت، ومحمد التركي الهلالي من اليمن. جمهور "شاعر المليون" أنقذ الفارسي والديحاني إلى ضفة الـ24 ومع تقديم مميز كالعادة من حسين العامري وحصة الفلاسي بدأت الحلقة بالشعر وعذب الكلام، فرحبا بأعضاء لجنة التحكيم (حمد السعيد، د. غسان الحسن، وسلطان العميمي)، وبالشعراء الذين تأهلوا إلى مرحلة الـ 24، بعد أن انضم إليهم عن الحلقة الماضية من المسابقة فيصل الفارسي الجنيبي من عمان الذي حصل على 59 %، وماجد لفى الديحاني من الكويت الذي حصل على 56%، وذلك من خلال التصويت عبر رسائل الـ SMS، في حين خرج من المنافسة محمد أحمد بالعلا الحارثي من الإمارات الذي حصل على 46% ، ومدالله سليمان الحويطي من الأردن الذي حاز على 53%، وعاطف الحربي من السعودية الذي كانت الدرجة 52% من نصيبه، وعبدالرحمن خالد المدفع من البحرين الذي وصلت النسبة التي حصل عليها إلى 55%. وقبل بدء المنافسة شرح حسين العامري آلية المرحلة الثانية، حيث ستؤهل اللجنة في كل حلقة شاعراً فقط، فيما يُترك الخِيار للجمهور كي يصوت لشاعر آخر تظهر نتيجته في الحلقة التالية، بحيث يصل عدد المتأهلين في نهاية المرحلة الثانية إلى 12 شاعراً من أصل 24. المنصوري.. التزام بالوطن كان أول الفرسان الذين اختيروا للمنافسة ليلة أمس الثلاثاء الشاعر الإماراتي أحمد بن هياي المنصوري الذي حصل على بطاقة التأهل إلى هذه المرحلة من خلال لجنة التحكيم، وقد ألقى نصاً قال في مطلعه: يا موطني شاعرك صامل وموجود وقصايده في حب داره قرنها شبحه على بعد النظر ماله حدود وما على كبد الهجوس وطعنها وان كانها بالشعر فالدرب ممهود وازهل نوادرها على من وزنها يفتح قفول الباب لو كان مسدود ويكشف سوالف غيرنا ما فطنها كانت فاتحة الآراء النقدية مع د. غسان الحسن الذي قال: (كان أحمد في قصيدته شاعراً ملتزماً، حيث نجح في الذهاب إلى موضوع متميز، وإلى قضية حية، ولهذا وجب أن تكون القصيدة ذات مستوى عالي، وهذا ما كانت عليه، حيث بدأتْ بالحديث عن المسابقة وعن القصيد في جزئها الأول، ثم انتهت في الجزء الثاني بالحديث عن الوطن، وقد عمد الشاعر في هذا الجزء للكتابة عن أؤلئك الذين ينكرون المعروف، وعن مؤسس الدار، وأنا أجد القصيدة جميلة، خصوصاً وأن الشاعر اعتمد فيها على التصوير الجزئي، وعلى استخدام كنايات واستعارات للتخفي كي يتحدث عن الفكرة التي يريد بحريّة. في حين أبدى سلطان العميمي إعجابه بنص المنصوري، والذي اتبع فيه أسلوب السهل الممتنع، فمن البيت الأول ذهب إلى الوطن (يا موطني شاعرك صامل وموجود/ وقصايده في حب داره قرنها)، كما حفل البيت الثاني بصورة شعرية جميلة (شبحه على بعد النظر ماله حدود/ وما على كبد الهجوس وطعنها)، وبالتالي لم يخلُ النص من الشعر، ومن حب الوطن المقرون برسالة عن الإمارات، وفي النص كذلك إضاءات شعرية من بينها: (عطشت عروق الصبر لا ينحل العود/ والضيق بيّت فالضلوع وسكنها). من جهته رأى حمد السعيد أن ذلك النص الجميل الذي جاء على وزن المسحوب يحمل روحاً وطنية عالية تحتاجها الآن دول منطقة الخليج العربي والعالم العربي كذلك، كما أشاد بالبيت الذي قال فيه الشاعر: (والدار هذي شعبها حـد وجنود/ ومن خانها فـي ذمتي هـوب منها). نور الورث.. النص الناضج الشاعر السعودي عبدالله بن مرهب البقمي الذي فاز في المرحلة الأولى بتصويت الجمهور ألقى في أولى حلقات المرحلة الثانية قصيدة (نور الورث) التي قال في مدخلها: كل ما غطّيت ردون الليل سكان المدينه السهر جلاد في موقي وذيب الصدر عاوي أترقب صحوةٍ تحري بها الروس الذهنيه بعد ما نامت وطار الستر عن مبسم مضاوي الخبر لا يلحقونه شك لا جا من جهينه العقول اجناس والله ما خلقها بالتساوي دام بيج سد التسويف واطلقت السجينه سابقي يا مهرة الابداع لا اسرجت الهقاوي سلطان العميمي أثنى على القصيدة التي اعتبرها ناضجة ومكتوبة بوعي وبحرفة وبثقافة، أما مدخلها فجميل ومتميز، ملاحظاً الانتقال السلس للشاعر بين الأبيات التي وصفت حال العرب، وخصوصاً عندما قال البقمي: (اختلفنا في مديح الأمس واغرانا حنينه/ واتفقنا في شتات اليوم من عظم البلاوي)، و(الصحيح إنا دحمنا المجد بجنوبٍ متينه/ كير صرنا للتخاذل عذر والمخزون خاوي)، حيث وضع يده على الجرح. كما أشار حمد السعيد إلى جمال النص، وإلى الترابط المتواجد فيه بدءاً من المدخل الذي جاء بمثابة تهيئة للمتلقي (يعربي يبصم التاريخ من ماضي سنينه/ ليت كل جروح وقته طبّها عند المداوي)، ومروراً بالبيت (من يواسيني ترى روحي على الذكرى حزينه/ كيف صار الورث نورٍ من يدين الغرب ضاوي)، وقد بدا الترابط في النص جميلاً جداً، أما البيت الأخير (لو فُتح للمبدعين الباب واقفال الخزينه/ ما بقى للموهبه جذعٍ من التهميش ذاوي) فهو دعوة من الشاعر ومفتاح لذلك النص الجميل. وحسب رأي د. غسان فإن النص انقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بالمسابقة، والآخر ارتبط بالعروبة، وبالتدقيق نجد أن الفارق بين البيتين الأول والأخير كبير، لكن الجميل هو حضور التجسير المتسلسل بين الأبيات، وكذلك التصوير الرائع الذي تمثل في عدة مفردات مثل (ضاوي، جلاد)، فيما جاء مطلع النص غاية في الجمال، مثلما هو الحال بالنسبة للصور في البيتين (دام بيج سد التسويف واطلقت السجينه/ سابقي يا مهرة الابداع لا اسرجت الهقاوي)، و( آه يا كبر خسارة وآه من حَرّ الغبينه/ ليه بايدينا هدمنا عدنا عذب الرهاوي)، وقد لفت د. غسان إلى التجديد المتواجد في الصورة القديمة لـ (جهينه)، فمن خلال الصورة التي أبدعها بث روحاً جديدة في المفردة (الخبر لا يلحقونه شك لا جا من جهينه/ العقول اجناس والله ما خلقها بالتساوي)، أما بالنسبة للموضوع الثاني الذي جاء به الشاعر عن العروبة، فقد لاحظ د. غسان أن الحديث عن الماضي جاء مشرقاً كما كان بالفعل، وأن الحديث عن الحاضر ينم عن الخسائر وعن التخلي عن الأمجاد، وقد حمل شيئاً من اللوم، أما الحديث عن المستقبل فبدأ بمفردة (لو)، وكأن الشاعر لا يثق به، والملاحظ في القصيدة كذلك استنادها إلى طريقة الطباق حين المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن النصف الثاني من النص جاء محملاً بالمفارقات والمطابقات بين ما حدث وبين ما يحدث. البوعينين.. "لياقة" شعرية (إلى: آخر رجال الغوص) هو عنوان النص الذي ألقاه علي البوعينين التميمي من السعودية، والذي تأهل من المرحلة الأولى بفضل اللجنة/ ومما جاء في بداية النص: هذا انت وحدك بعد ما فات وقتٍ طويل نفس الامل في عيونك من عرفتك يشاف هذا انت لا ما تغير فيك عزمٍ وحيل إلا تجاعيد تصرخ للبحر: لا تخاف اشوف فيك الوله ياخّذك لارض الجبيل ولطيبة الناس قبل النفط والاكتشاف من عادني طفل واذكر كان صبحك رحيل شرق المدينه ومجدافك بدايـة مطاف حمد السعيد علق على النص بقوله: (يستحق والدك الحاضر في المسرح أن يفخر بك، حيث قدمت مستوى رائعاً من الشعر بما فيه من تألق ومن "لياقة" شعرية، فقد اخترت موضوعاً ذكياً ومؤثراً، وفيه كماً هائلاً من الشعر ومن الجزالة بدءاً من مدخله (هذا انت وحدك بعد ما فات وقتٍ طويل/ نفس الأمل في عيونك من عرفتك يشاف)، وصولاً إلى البيت (لو تفلق حظوظ محارك تشوف الحصيل/حصباة الافراح ذابت في يدينك عـفاف)، وإلى البيت الذي يليه (عشقك لارضك يـعـلم في حـوِيك النخيـل/ وشلون تسخى بكل عذوقها للخرّاف). د. الحسن وجد أن العنوان يحيل إلى اعتماد الشاعر على شخصية محورية في النص تفرّعت عنها مواقف وموجودات وجزئيات خدمته، وهو نص رمزي ذهب فيه الشاعر إلى أبعاد تجنَّب الخوض فيها بالطريقة المباشرة، فقال ما يريد بعيداً عن التصريح، كما أشار د. غسان إلى مفردات مثل (الرمح، الفارس، البتيل) والتي تشكل رموزاً جزئية، ونبّه إلى أن الشاعر لم يقصّر في تزيين النص بالصور الشعرية الجميلة، فجاء جميلاً جداً، وثقيلاً يحسب للمسابقة وعليها. سلطان العميمي اعتبر النص متميزاً ومتماسكاً وواعياً، ويحمل رسالة مهمة، في حين أن الشخصية التي تحدث الشاعر عنها في القصيدة والتي هي رمز من رموز الغوص، إنما تشكل لفتة إنسانية لها باعتبارها تمثل جيلاً كد وتعب في الماضي، معتبراً أن الشاعر بعث من خلال نصه الروح في الكثير من العناصر المعنوية التي ليس فيها حياة أصلاً، مثل (الوله، لهفة، النخيل)، كما استخدم صوراً شعرية جميلة، وشخوصاً حية شاركت في بنائه الفني، ووظف عناصر مثل (البحر) في صورة شعرية متميزة (إلا تجاعـيد تصرخ للبحر: لا تخاف)، وخلق صوراً شعرية أخرى لافتة ضمن نص متماسك وواعٍ يحمل رسالة مهمة. الأكلبي.. ونصه المدهش الشاعر السعودي علي بن مغيب الأكلبي الذي أهّله الجمهور ليكون من ضمن قائمة الشعراء الـ24 ألقى قصيدة لا تقل أهمية عن نصه الذي ألقاه سابقاً، فقال في أبياته الأربع الأولى: لي أيام أتعزز وأصنع الضحكه وأنا مهموم وألوذ بعزتي تحت السكوت أحيان من مابي مشاريهي لو تحمل جمل يبطي ما عاد تقوم توهن في مكانه واعتذرها شامخ النابي مضيّع وجهتي لو كنت لا ضايع ولا منجوم مصيبة غابت نجوم السما بغياب عرّابي رفيقي والخطا صوته يصحي غارقين النوم وانا شفتك تزفر بالزعل في صيغة عتابي د. غسان الحسن وجد موضوع القصيدة جيداً قلما يتطرق إليه الشعراء في المسابقة، فجاء تنويعاً عما درجوا عليه، كما أثرى الشاعر القصيدة بصور متميزة مثل (مضيّع وجهتي لو كنت لا ضايع ولا منجوم/ مصيبة غابت نجوم السما بغياب عرّابي)، و(أفا لا تشيل فاسك بالغلط وتصير حطّابي)، حيث لقيها صوراً شعرية جميلة جاءت من مخيلة الشاعر الخاصة، لكن المأخذ الوحيد على النص أن وزنه فضفاض على الموضوع، وبالتالي اضطر الشاعر أن يكرر المعنى كلياً أو جزئياً، كما في البيت (مشاريهي لو تحمل جمل يبطي ما عاد تقوم/ توهن في مكانه واعتذرها شامخ النابي)، وفي البيت (أنا عود يبس من قلة الماء والعطش محتوم/ أفا لا تشيل فاسك بالغلط وتصير حطّابي)، أما البيت الأخير (أنا أقدّرك تقدير النهياني لابن مكتوم/ لبست العذر لجل أرضي جنابك لبسي ثيابي) فلم يعجب الدكتور البتة. من ناحيته أكد سلطان العميمي أن التفاتة الشاعر إلى الموضوع كان جميلاً، وأن التجربة الذاتية التي نقلها وازنت بين الموضوع والشعر، وقد حمل النص عدة صور شعرية جميلة تمثلت في أبيات مثل: (تعال انفض غبار السالفه واكشف عن المكتوم/ إذا مخطي فتبشر بالعذر يا خيرة أصحابي)، و(أنا عود يبس من قلة الماء والعطش محتوم/ أفا لا تشيل فاسك بالغلط وتصير حطّابي)، و(مغاتيرك شف أولها قلط في صدري المزحوم/ يقابلها الوفا اللي فزلك من روضة أرحابي)، مما جعل القصيدة متميزة وبهية ومتماسكة وواضحة، وغير معقدة وخصوصاً حين الانتقال من فكرة إلى أخرى. كذلك كان النص برأي حمد السعيد مدهشاً، والموضوع جميلاً، وحضور الشاعر متميزاً، معتبراً أن البيت (مشاريهي لو تحمل جمل يبطي ما عاد تقوم/ توهن في مكانه واعتذرها شامخ النابي) هو من أجمل الأبيات والصور، بالإضافة إلى البيت (أنا عود يبس من قلة الماء والعطش محتوم/ أفا لا تشيل فاسك بالغلط وتصير حطّابي)، وكذلك البيت (من المعدوم لا تخلق على وجه الثرى معلوم/ حضور الحاقدين أبنصحك لا يجلد غيابي)، أما مدخل النص فكان جميلاً، في حين خالف السعيد الدكتور غسان الرأي في البيت الأخير. الهاجري.. واستحضار المجد فلاح الذروه الهاجري من الكويت الذي تأهل بالتصويت إلى هذه المرحلة كان خامس الشعراء في حلقة ليلة أمس، حيث ألقى القصيدة التي قال في مطلعها: أشرقت شمس القصايد للبعيد من ظلام الليل لّي نوّر الصباح يا ينابيع الفكر هل من مزيد كل فارس مهرته تبغي قراح أربع وعشرين فرسان القصيد الهجوس الخيل والشعر السلاح الرقاد يقل والهمه تزيد والطموح يزينه ثوب الكفاح وكانت بداية الآراء مع سلطان العميمي الذي رأى أن القصيدة جيدة، حيث طرحت موضوعاً لا يزال الحديث عنه جرحاً طرياً، غير أن الشعرية عند فلاح هي أكبر مما كانت عليه في تلك القصيدة، ومن جهة ثانية جاءت الصياغات الشعرية جاهزة، مثل (هل من مزيد، الطفل الوليد، الرأي السديد)، كما اعتمد الشاعر على أسلوب العطف باستخدامه مفردات مثل: (جريح، شهيد، الوليد)، فساهم ذلك في التقليل من الصور الشعرية الخاصة به، وفي حضور التقليدية في القصيدة، إذ ليس كافياً استحضار الماضي، والحث على حمل السلاح. وعلى الرغم من ذلك فقد جاء الشاعر بأبيات جميلة مثل: (الرقاد يقل والهمه تزيد/ والطموح يزينه ثوب الكفاح)، و(جيت أمسّ اطناب شعري من جديد/ وبأذن ربي ما تقشعها الرياح). فيما أشار حمد السعيد إلى أن النص الذي سرد بدايةً حال الشعر والشعراء في المسابقة جاء جميلاً، حاله في ذلك حال التسلسل، والذي انتقل الشاعر بواسطته إلى الحس القومي (وماني بصوبك يا بو مبسم فريد/ لو تباها بالأساور والوشاح)، أما الدخول إلى الموضوع فقد كان متميراً وموفقاً، وخصوصاً حين تطرق الشاعر إلى رموز سطرت التاريخ. د. غسان الحسن قسم القصيدة إلى نصفين، النصف الأول دار حول المسابقة، والقسم الثاني كان خاصاً بهمّ الأمة، وهو همّ عام شخّصه الشاعر ووصّفه، مشيراً إلى أن القصيدة في بدايتها حملت صوراً جميلة استندت إلى أسلوب التشبيه المعروف ببساطته، لكن الشاعر استخدم أيضاً تصويرات كثيرة جاهزة كان عليه تطويرها قبل استخدامها. الهلالي.. والفخر المُنتظر وختام الأمسية كان مِسكاً مع الشاعر اليمني محمد التركي الهلالي الذي سبق وأهّلته لجنة التحكيم، ومثلما تميز بموضوع قصيدته السابقة التي انتصرت للمرأة، كذلك تميز بموضوع قصيدته الحالية (فخري المُنتظر) التي انتصرت للطفولة وصفق لها الجمهور طويلاً، ومما جاء في مدخلها: في فلذتي شديت حيلي على شان أغذ فخري المتظر بالسنايد يوم الوفا شيد صروحي باتقان أبيض ممرد هد خبث العقايد وانا مقنف لكن الوقف نيسان لا بد يوصل بالهمم والعوايد نحيا ننومس جبهة الشعر جفران ونحط في كيف الحظوظ الفوايد حمد السعيد أكد أن الشاعر يستأهل تصفيق الجمهور له كثيراً، وأضاف بأن النص كان جميلاً جداً، كما الأمر بالنسبة لحضور الشاعر على المسرح، وركّز السعيد على البيت (فحيا علم أو مت علم وسط ميدان/ ما تنجب الأبطال غير الشدايد)، وكذلك البيت (أسرجت مبدأ حطم أرقام الاقران/ واعجيت هجسي من حسان الولايد) واعتبرهما جميلين جداً، ثم أشار إلى المفردة (أعجيت) التي كان بمثابة نقطة الدخول إلى موضوع الأبناء، وما كان من حمد السعيد إلا أن أهدى القصيدة لزوجته أم خالد، وختم كلامه بالقول للشاعر: (أنت علم هذا المساء.. ما فيك حيلة). كذلك كان الحال بالنسبة للدكتور غسان الذي رأى نص الهلالي جميلاً، بالإضافة إلى حضوره وإلى جمهوره الكبير، ثم أشاد بلغة النص العالية التي بدت كمن ينحت في الصخر، فجاء المحصول اللغوي بديعاً، وفيه شيئاً من الغرابة، أما التصوير فكان رائعاً وجميلاً، والموضوع كان مختاراً بعناية، مشبهاً الهلالي بأنه شاعر الأسرة في اليمن. وختم سلطان العميمي بالقول: (ما يميز الهلالي هو أسلوبه الشعري، وقدرته على طرح أي موضوع، وعلى الربط بين الأبيات بصورة سلسة وجميلة، فالأفكار متميزة كما الموضوع والشعرية، إذ لا يكاد يخلو بيت من ذلك، حتى بذكر الشاعر أسماء أولاده وبشكل غير مباشر، والجميل في الأمر ما في القصيدة من مفردات تشير إلى خصوصية اللهجة اليمينة، غير أن من يريد الاستمتاع بالقصيدة عليه أن يسمعها بسبب طريقة إلقاء الشاعر المتميزة. تخميس.. ونتائج على وزن بيتين من قصيدة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي "فتاة العرب" طلب د. غسان الحسن من الشعراء الستة التخميس، وتحديداً على البيتين: فلا بد المصايب ما تهون ولو تصبح شرى مويٍ طوامي ولي نفسٍ على البلوى صبور عسى ان الخير يجعل لي ختامي ثم منحت اللجنة الشعراء 10 دقائق لخوض تلك التجربة لأول مرة، وبعد عدّ تخميسهم قالت اللجنة: إن التخميس كان موفقاً، وكما كانت التجربة جيدة أظهرت تناغم الشعراء بشكل جميل معها، وهم الذين ملأوا الفراغات، وأبدعوا، وتألقوا. ثم ظهرت نتائج لجنة التحكيم التي أهّلت الشاعر عبدالله بن مرهب البقمي بعد منحه 47 درجة، فيما حصل بقية الشعراء على درجات أقل ستجعلهم ينتظرون تصويت الجمهور أسبوعاً كاملاً، وهم: أحمد بن هياي الذي منحته اللجنة 43 درجة، وعلي البوعينين التميمي الذي حصل على 46 درجة، وعلي بن مغيب الأكلبي بدرجاته الـ 45، وفلاح الذروه الهاجري الذي لم تتعدَّ درجاته الـ 38، ومحمد التركي الهلالي الذي حصل على 44 درجة. في استديو التحليل في استوديو التحليل تحدثت د. ناديا بوهنّاد للإعلامي عارف عمر عن مستوى أداء الشعراء، وحضورهم المسرحي، فأشارت إلى أنهم وبلا استثناء استفادوا من الملاحظات التي وجهتها إليهم في الحلقات السابقة من المسابقة، حيث سيطروا في حلقة ليلة الأمس على حركاتهم اللاإرادية التي كانت تدل على القلق، وهذا معناه أن الرقيب الذاتي كان حاضراً داخل كل واحد منهم، فبدوا على المسرح واثقين من ذواتهم، وهادئين، ومتأهبين، ومرتاحين، ومتمكنين من أدائهم، كما كانت الحماسة موجودة لديهم، وجاءت حركاتهم متوافقة ومتناسقة مع تعبيراتهم، أما أبرز الشعراء على المسرح فقد كان محمد التركي الهلالي الذي كان حضوره رائعاً وجذاباً، خصوصاً وأن أداءه مال إلى الكوميدية من خلال لعبه دور الراوي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 16-02-2012 01:59 مساء
الزوار: 1508 التعليقات: 0
|