الروائي إبراهيم نصراللـه يُشهر «ثلاثية الأجراس» في «شومان»
عرار:
عمان :-
احتفى منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أول أمس، بإشهار رواية «ثلاثية الأجراس» للروائي والشاعر إبراهيم نصر الله، وسط حضور لافت. وقال الكاتب والناقد نزيه أبو نضال في معرض تقديمه للحفل «نحتفي بروائي استثنائي مبدع، وبثلاثية مدهشة من أجمل ما كتب إبراهيم نصر الله» مشيرا إلى أنه في أوائل التسعينيات التقيت نصر الله الروائي، وتابعت باهتمام كبير إصداراته الروائية الأولى، ابتداء من براري الحمى وحارس المدينة الضائعة، ولاحقاً شرفة العار، وقد كتبت آنذاك عن كل هذه الأعمال». المحتفى به وبروايته نصرالله قال: إن المرء حين يعيش تجربةً كبيرة، يجد نفسه غير قادر على الحديث عنها، وغالبا، يلزمه زمنٌ طويلٌ حتى يستجمع نفسه، ويستجمع تلك التّجرِبة، حتى يقولَ شيئا ما، عن نفسه التي عاشتها، وعن التجربة التي عاشته كما عاشها، مبينا أنه اليوم، يعيش واحدةً من المرات القليلة التي يجد فيها نفسه غير قادرة على الحديث عن هذه الثلاثية، رغم أن عامين قد مرّا، على انتهاء كتابتها، متسائلاً في هذا السياق كيف تبدو الكتابةُ عن عملك، في لحظة ما، أصعب من كتابته؟ هل لأنني غيرُ قادر على الخروج منها حتى الآن؟ وأكد نصرالله بقوله: «إن الثلاثية كان من المقرر أن تصدر متزامنةً مع الذكرى المئوية المشؤومة لوعد بلفور، إلا أن ترشح رواية حرب الكلب الثانية، لجائزة البوكر للرواية العربية، دفعني، والناشر، إلى تأجيل صدورها، وحين فازت حرب الكلب الثانية، أجلنا صدور الثلاثية مرة أخرى، وأن رحلة كتابة الثلاثية بدأت في العام 1990، حينما التقيتُ مجموعة من أهالي مدينة بيت ساحور في عمان، واستمعتُ منهم إلى تفاصيل عصيانهم المدني في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ومنذ ذلك التاريخ أقرأ وأجمع وأدوّن كل ملاحظة تخطر ببالي حول هذا الموضوع، في الوقت الذي أُواصل فيه العمل، والتحضير أيضا لروايات أخرى». من جهتها الناقدة د. رزان إبراهيم، بينت أن الثلاثية ترصد لنا مجموعة التحولات التي أصابت المجتمع الفلسطيني بدءا من زمن ما قبل النكبة بقليل العام 1947، انتهاء بزمن الانتفاضة الأولى العام 1978، وأن ميزة هذه الثلاثية كونها تنزاح عما بات شائعا في الرواية العربية من تكرار لصورة اليهودي الطيب، لكنها في الوقت نفسه تترك مساحة وإن كانت صغيرة جدا ليهودي يرفض الدولة الصهيونية، ليمثل رفضه هذا خروجا عن باب الشخصية الأزلية الثابتة التي لا تتغير، وهو ما سيتم إيضاحه في السطور القادمة، مشيرة إلى أننا نلمس في روايات إبراهيم نصر الله من حضور مدروس للحيوانات يجعل منها مثيرا سرديا قادرا على عقد الصلة بينها وبين الإنسان، فيربط البشري بغير البشري، جاعلا منه علامة صادقة على المكون النفسي الداخلي لكثير من الشخصيات. وبيّنت د. إبراهيم أن الشخصية الفلسطينية في عموم الرواية عكست واقع مجتمع مناضل حضرت فيه الأمهات الفلسطينيات قوة رحيمة مثل قوات التدخل السريع، كما (كاترين) التي رأيناها تنتزع الشاب أو الصبي من أيدي الإسرائيليين فترة الانتفاضة، كما يحضر في الرواية فلسطيني ما عرفناه إلا متشبثا بزروعه وشجره، بدءا من شتلة الدراق التي حملها (اسكندر) من بستان في تركيا، لتبقى معه طيلة حياته. أما الناقد د. جمال مقابلة فاعتبر أن «ثلاثية الأجراس»، عمل فني فريد في تكوينه، فهو لم ينهض على رواية الأجيال وإن تمثلت فيه فكرة الأجيال، ولم تستند فيه الروايات الثلاث على سابقة ولاحقة، فهي بقيت مثل كل روايات الملهاة الفلسطينيّة لإبراهيم نصر الله قابلة لقراءة متّصلة منفصلة، لا على ترتيبٍ أو تسلسل معين، مبينا أن في الروايات العربية قد شاع مثلًا أن ترد نواة عمل روائي لحنّا مينة أو لإبراهيم الكوني مثلًا في رواية سابقة ثم نقرأ الرواية الجديدة التي ندرك أنّها استكمال لتلك القصة القصيرة -أو الحادثة أو المقطع- التي سبق لنا قراءتها من قبل. وقال د. مقابلة: إن الروايات الثلاث تشكل رواية واحدة بإحالتها على ذاتها بما يعرف في النقد الأدبي بالرواية على الرواية، وهي كذلك تشكل جزءًا عضويًا ضمن المشروع الأكبر وهو الملهاة الفلسطينية، كما تمثل الملهاة الفلسطينية بدورها جزءًا عضويًا كذلك من مشروع نصر الله الروائي الذي يمثل بدوره جزءًا من المشروع الأدبي والفني العام له.