عرار:

عمان  : اعلن عن اختتام فعاليات مهرجان «رم للمسرح الأردني»  بنسخه  ياسر المصري باسدال الستارة عن تقديم 9 عروض مسرحية تقدمت للجنة العليا، فيما استبعد او قرر الانسحاب، مسرحية انعكسات لمخرجها محمد بني هاني.
وعلى خشبات مسارح المركز الثقافي الملكي عرض لحضور مسرحية «أزمنة الحلم القزحي» للمخرج عصمت فاروق والكاتب وليد سيف فيما عرضت مسرحية «ليلة مقتل العنكبوت» للمخرج فراس الريموني، والكاتب اسماعيل عبداالله، وعرض في ومسرحية «نساء بلا ملامح»، للمخرج إياد شطناوي والكاتب عبدالأمير شمخي وعالجه دراميا علي عليان.
وجاء في العمل الذي عرض في المركز الثقافي الملكي وضمن عروض مهرجان رم المسرحي التي تتنافس على جوائز المهرجان، وتحت عنوان: «أزمنة الحلم القزحي» للمخرج عصمت فاروق كان الصراع الدرامي واضحا في سبيل البحث عن الحرية والكرامة، في زمن لم يعد يحفل بالقيم ويعيرها أي انتباه.
جاء العرض الذي كتب نصه الكاتب وليد سيف مفتوحا على كل أسئلة الحرية والوعي بها، وعلى قيم العدالة التي ترافقها، ليستند النص على حكاية بسيطة حمّلها الكاتب ما يرغب من صراعات وتناقضات وتحولات في شخوصها فتحمل في يحمل كل التناقضات، ويخاف الجموع من رجل واحد رغم أن الخوف منهم كان يعمر قلبه ، إلا أن هذا كله جاء ضمن اطار جاد، والثاني كوميدي وتم المزج بينهما لإظهار الفوارق في الكلمة والمعاني والقيم والتعاطي مع المواقف التي يعيشها أبناء هذا الجيل الذي اصبح غير قادر على التغيير كما هو بطل العرض الذي يعجز في النهاية عن تحقيق ما يريد بسبب انفلات القيم وانقلاب الموازين.
بدوره قدّم المخرج د.فراس الريموني مسرحية «ليلة مقتل العنكبوت»عن نص للكاتب والإعلامي الإماراتي اسماعيل عبداالله جسّد من خلاله الصراع الأزلي بين الفرد والسلطة والمجتمع والدكتاتوريات التي تهيمن وتسيطر على الشعوب، محاولا تكريس لحظة استشراف للمستقبل، من خلال العلاقة التي تنشأ بين السجين «فنار» الذي جسده الفنان محمود الزغول، والعنكبوت التي تسيطر على حياته فيما بعد وتستحوذ على ذكرياته وتساعده على استعادة ذاكرته عن قريته «المنسية»، ونشأته الأولى ورفاق دربه، وتدفعه إلى استحضار كل التناقضات والصراعات المختزلة في ذاكرته عن أبناء جيله، وخاصة الديناصور الذي جسده عمران العنوز.
وفي إشارة واضحة للزمن العربي الذي تنفجر صراعاته داخل السجن، السجن العربي، الزنزانة الواسعة، التي ظهرت واضحة من خلال السياج الذي رسمه الريموني ليحيط به حكايته ويسيّج فيه أفكار شخصياته التي تعكس واقع المجتمع العربي بإشكالياته المتراكبة، يخيط «فنار» أسئلته على هذه الجدران، ويرسم شكل حريته على وجه تلك السلطة التي يقارعها، فيما شارك في العرض آني كزيريان، عدي الفواز، إسماعيل العمايرة ، صبحي صبح، إلى جانب الفنيين.
وعرض المخرج إياد شطناوي مسرحيتة نساء بل ملامح حيث عاد باشتغاله على قضايا المرأة، فيما النص الذي عالجه كان دراميا، علي عليان جاء مثقلا بالوجع، نكأ جرحا غائرا في جبين الإنسانية التي تئن تحت التابوهات وسلطة القوة لا سلطة القانون، «القانون ابن القوة الشرعي»، وعالج نص «نساء بلا ملامح» جانبا من واقع المرأة العربية، وقدم نموذجا من نماذج القهر والظلم من خلال ثلاث سيدات ينتظرن حكم الإعدام في أحد السجون بعد أن تعرضن للاغتصاب «المرأة الريفية»، «فتاة الشوارع»، «الناشطة السياسية»، وفي السجن تتسع أحلام النساء، فالكل منهن تحلم بالجنة حتى المومس، فتبدأ كل واحدة منهن بسرد معاناتها وتقديم أسباب اغتصابها وتبرير الدفاع عن حملها، والبحث عن فسحة من الحياة لإنجاب طفلها قبل الإعدام. في هذا العرض الذي عالج قضايا الاغتصاب قدمت أريج دبابنة، رناد ثلجي، دلال فياض، مرافعة عالية الأداء جعلت الجمهور يتعاطف مع سردية الخوف والرعب والأمل بالحياة التي جاءت على السنة النساء الثلاث، حين قدمت كل واحدة منهن أسباب تمسكها بالحياة وسط هذا الضياع والموت، «كنت أحلم بالفضيلة، فوجدت نفسي أعيش في الرذيلة، أنا لست عذراء وكفى، نحن نلد الشعوب والشعوب ليس لها أب، كل شيء أظهر شطناوي الحالة النفسية لكل شخصية من شخصيات عرضه، فما بين شخصية السجان وتناقضاتها، المتعطش للتسلق الوظيفي الراغب في الحصول على أكبر المناصب ليعوض البؤس الأسري الذي عاشه والمتمثل بكون والدته امرأة من بيئة سلوكية سيئة، وشخصية السيدة الريفية المؤمنة بالغيب والمعجزات، وشخصية المومس التي جسدتها دبابنة بخفة عالية، غابت ملامح النساء وسط سجن لا ملامح له.