عرار:

نبارك لوكالة عــرار ميـلادها الجديد الــذي هو ميــلاد كل مثقف ومبــدع لان ميلادها يعني إنتــاجات وإبـداعات جديدة ، نشــكر القائمين عـليها ونخص بالــذكـر مديرها الأســتاذ الدكتور موسى الشيخاني الـذي نشــكره على ســعيه الـذي يبذله في سبيل الوصول الى ما يطمح إليه المبــدع والمثقف، ان نجاح معظـم المبدعـين والمثقفين ما كان ليكون لـولا الجهود المضنية التي يبذلها القائمين على وكالة عرار من أجل الوصول الى ما يتمناه الجميع ، نشكر الأسـتاذ موسى الشيخاني لانه منذ ان أسس وكالة عرار وهو يبذر فيها بذور الإبداع وها نحن الان نقطف ثمرة هذه البذور بعد ان أصبحت متنفساَ لنا جميعاَ .
بدايــة دعوني أُعــرف وكالة عرار تعريفـاً بسيطاً قد لا يفـيها حقها بعد أحــد عشر عاماَ من الإبداع والتألق ودخولها العام الثاني عشر :
" انها وكالــة اختلفت عن غــيرها من الوكالات فهي وضعت جُلَّ اهتمامها بالثقافة والإبداع الـى ان أصبحت بيت المثقفين والمبدعين لتـكون لهم الــباب الــذي يوصل إبداعاتهم ونتاجهم الأدبـي الى العالم العـربي " ، كيف لا وهي الان المظلة الوحيدة التـي يستظل بها المثقفين والمــبدعين خاصـة بعد غــزو الواسطة والمحسوبية كل المؤسسات الثقافية التـي كان من المفــترض ان تــكون أكـــثر إنصــافاً في إنتقــاء الأجود ، لقد أصبحت وكالة عـــرار كالنجوم في ســماء الثقــافة والإبـداع لم يخقت بريقــها منـذ ان تأسست فأصبـح الجميع ينشدون ضالتـهم عبر صفحاتها ، انتفض مؤسسيها غــيرةً عـلى الثقافــة وهم يــروها تلفـظ أنفاســها الأخــيرة بعد ان تنحت المؤسسات الثقافية عن دورها في القيام بواجبها الثقافي والحــدّ من دور المثقفين والمبدعين الحقيقي لكي ترى أفكارهم النور ، في خِضـم هذه الفوضى الثقافية أتت وكالة عرار لتكون بديلاً لكل المؤسسات في منــح هــؤلاء المثقفين حقهم الذي كاد ان يُهضم ، لم يقـتصر دورها على النطــاق المحلي بــل تعـــدى ذلك ليكون عــربياً ولتستحق وسام الفخر ولقب عميدة الثقافة العربية بعد ان أصبحنا من خلالها على درايـــة تامــة بكل ما يجري من أحـــداث ونشاطات ثقافـية فردية أو جماعية ، كاد المثقف والمبدع ان يتقوقع على نفسه خاصة وهو يقدم إبـداعاته بإستحياء الى ان فتحت وكالة عرار أبوابها لتمنحه الجراءة في ان يخرج ما فـي بواطــن أفكاره من إبداعات تستحق ان تظهر ويطلع عليها الأخرين .
تنطلق فلسفة وكالة عـرار حين تم تأسيسها من إقتناع مؤسسيها بان الثقافة هي السبيل الى تقدم الأمم وان الثقافة تعبير عن رؤيــة عقلــية الإنسـان ، لقد اتخذ مؤسسي وكالة عرار طريقهم الى إظهار ما يصنعه العقل من من إبداعــات فــكرية يجب ان تجــد من ينشرها ويوصلها الى الآخرين من هنــا تبنت وكالة عـرار تنمية إبـــداعات المثقف العــربـي وهــذا ما أبقى الثقافة العــربية متــألقة ، انها كالنخـلة الشامخــة تمنــح الثقافة والإبداع عنفواناً وألقاً في وقت أصبحت الثقافة تُحارب أو تخضع للمحسوبية ، لقــد نجحت وكــالة عــرار في ان تجعــل من صفحاتها مُلتــقاً للمبدعين والمثقفين العـرب الى ان مُنحت ثقة الجميع بإمتياز وأصبحت تضم النقاد والباحثين والشعـراء والمؤلفين والروائيين وغيرهم ، نشكرها لانها السبب في بث الثقة في نفوس المبدعـين وتعمق الإعتــزاز بما يقــدمون من إبــداع فــكري ثقافي كما انها عــززت التفاعـل بين المثقفين والمبدعــين العــرب في سـائر أنحاء العالم العربي ، ان هدف مؤسسي وكالة عرار منــذ تأسيسها هو تنشيط الحــركة الفكرية والأدبــية وان تجمع المثقفين والمبدعين العــرب معــاً تحت مظلتــها وتوفــر لــهم الظروف الملائمــة لتنمية إبداعــاتهم وتطويــرها ، لذلك أصبحت وكالة عرار اليوم صلة الوصل بين المثقفين والمبدعين العرب لتكون محــوراً ومنطلقــاً ليتنافس من خلالها المثقفين تنافساً أدبياً شريفاً أخلاقياً ، الان وكالة عـرار من أهم دور الثقافة التي لها دوراً رياديــاً في الإســهام في نهضة المثقف العــربي وتعميق الحوار بين المثقفين في مجــال الإبــداع الأدبي والفــكري ، ولعل أهم ما يميز وكالة عرار انها ألغت مبدأ العولمـة الثقافية التي تسيطر فيها الثقافة الأقــوى عـلى الثقافة الأضعف والتي معها اهتــزت ركائــز الثقافة العــربية وتصدعت أركانها لهـذا أصبحت وكالة عرار منبراً لكل المبدعين والمثقفين دون استثناء .
قـد يكون ما يميز وكالة عــرار والقائمين عليها انـهم جميعـاً اهتمـوا اهتماماً أكبــر بالتراث العــربي الذي يزخر بالإبداعات الأدبـية التي تتجلى فيها القيم النبيلة فالتراث العربي من أهم ركائز الثقافة العربية لان الثقـافة والإبـــداع انطلق من هذا التراث الذي هو هــوية وهو أعظـم تَــرِكةً خلفها لـنا الماضي ، ان الإبــداع الثقافي التراثــي هو ضمــير الأمــة العربية وما يجول في وجــدانها ومعرفة تفـكيرها لانـه يتحدث عن العادات والتقاليد والمشاعر في جميع الجوانب ، انه تراثاً مليئاً بالأداب المختلفة ســواء الأدب الشعـري أو أداب نــادرة كالقصـة والقصيــدة والأمثــــال أو القضاء وغيرها ، انها أداب كادت ان تندثر لولا ظهور وكالة عرار في زمنِ أضاع فيه هذا الجيل تاريخاً أدبياً جميلاً فيه من العـبرة والـدروس ما يفوق عِلمُ المدارس والجامعات .
لقد استطاعت وكالة عــرار ومؤسسيها ان يجمعوا ما بــين الإبــداع الثقافـي التراثي والمعاصر ولنتصور هنا كيف استطاعت في أحد عشر عاماً ان تبني إبداعاً ثقافياً عربياً عجزت عن إنجازه مؤسسات ثقافية في سنين عديدة .
ان هناك نجاحاً وهناك أُناساً يقدرون ذلك النجاح ونحن إذ نقـدر هــذا النجاح وهذه الجهود المضنية ومهما نطقــنا ومهــما خطت أقلامنــا فسنبقى مقصرين حق القائمين على وكالــة عرار أمـام ما يقدموه لنا كمبدعين ومثقفين من تسهيلات في نشر نتاجنا الفكري ، لقد احتــرت من آي أبـــواب الثناء أدخل فأنا في حيــرةٍ أمــام عطائهم .
في ختام حديثي مهما ســطرت من عبارات ستبقى قليلة في حق وكالة عرار هذا الصرح الشامخ العملاق ومؤسسيها وأعضائها على ما قدمــوه لنـــا من جهود كبيرة خلال الأحد عشر عاماً الماضية فشكراً شكراً لكم
طارق كساب الدعجه