|
عرار: في 90 دقيقة من النقاش : برنامج "المغاني" التلفزيوني يطرح قضية اللهجات والشعر النبطي ..عارف عمر يسأل والضيوف يجيبون .. مع د. ناديا بوهنّاد سيتعلم الشعراء كيفية الحصول على البيرق عرار : بعد انطلاق الدورة الخامسة من مسابقة "شاعر المليون" بيوم واحد بدأت قناة أبوظبي ـ الإمارات وقناة شاعر المليون ببث برنامج "المغاني" المرتبط بالمسابقة، والذي يعتبر أحد مفاجآت هذا الموسم، من تقديم الإعلامي والشاعر عارف عمر. ففي تمام الساعة العاشرة من مساء يوم أمس الأربعاء تمّ - وعلى الهواء مباشرة - عرض الحلقة الثانية من البرنامج الذي طرح على بساط البحث والنقاش محور اللهجات والشعر النبطي، وذلك بحضور رعد بندر المشرف الثقافي في أكاديمية الشعر، ود. ميثاء الهاملي مستشارة التراث المعنوي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، والشاعر عبدالرحمن الشمري نجم شاعر المليون بموسمه الأول، وخلف السلطاني صاحب موقعي شظايا أدبية ووكالة أنباء الشعر، ود. ناديا بوهنّاد المستشارة النفسية، بالإضاقة إلى بدر الصفوق وتركي المريخي اللذين كانا حاضرين خلف الكواليس من خلال الإشراف والمتابعة والرد على الأسئلة المتعلقة بالمسابقة وبلجنة التحكيم. وفي بداية الحلقة تحدث الضيوف حول الحلقة الثانية من المسابقة، وحول الشعراء الثمانية الذين شاركوا فيها، وقد أجمعوا على قوة حضور الشعراء وتميزهم، حيث كانوا متقدين ومتوهجين على خشبة المسرح، كما كانوا أكثر أريحية من شعراء الحلقة الأولى، سيما وأن الحاجز النفسي مع المسرح قد انكسر، والرهبة قد خفتت، وكأن شعراء الأمس تعلموا من سابقيهم. وقبل بدء النقاش حول محور الحلقة تحدثت د. ناديا عن تطابق الاختبارات التي أجرتها لشعراء الحلقة الثانية الثمانية مع حضورهم على المسرح، وقد تطابقت كل النتائج إلى حد كبير، ما عدا نتيجة الشاعر عبدالله البقمي الذي كانت إجاباته في الاختبار متضاربة مع حضوره على المسرح. وخلال تلك الفقرة استعرض الضيوف وجهات نظرهم حول ضرورة إتقان الشاعر فن الإلقاء، وعدم التصنّع الذي يؤثر سلباً على شخصيته، وذلك لأن غرض القصيدة هو الذي يحدد طريقة الإلقاء، سيما وأن الشعر كلام مقفى وموزون، ويحتاج إلقاءه إلى التلقائية والعفوية، ثم أعلنت د. ناديا عن مفاجأة أخرى للشعراء الذين سيتأهلون المرحلة النهائية حيث ستعطيهم نصائح وتوجيهات حول كيفية الوصول إلى البيرق. وبعدها طرح عارف عمر محور سؤال الحلقة عن اللهجات والشعر، فأدلى الضيوف بآرائهم، وكان النقاش حامياً وثرياً وغنياً، فعاد الضيوف إلى أصول اللغات المكتوبة، ثم انتقلوا إلى الحديث عن لغة قريش، ولغة القرآن التي حملت مفردات معربة، كما استفاض الضيوف بالتحدث عن خصوصية اللهجات العربية عبر التاريخ، وذلك بعد استعراض عدة مشاهد للجنة التحكيم التي كانت تختلف فيما بينها على إجازة قصيدة أو رفضها. مشيرين إلى أهمية الحديث عن اللهجات وهو الموضوع الشائك والعميق والواسع، وحسب رأي رعد بندر فإن اللغة هي البيئة الشاملة الواسعة التي تنتمي إليها جميع اللهجات، أما اللهجة فهي أسلوب أداء الكلمة للسامع، مشيراً إلى أن لغة العصر الجاهلي هي نفسها اللغة العربية الفصحى، ومع ذلك فقد كان لكل قبيلة لهجة، كما الحال بالنسبة لبني تميم الذين كانوا يلفظون الألف عيناً، وهو ما يسمى "عنعنة تميم"، مؤكداً أن لغة الجزيرة العربية كانت نقية، ولهذا كانت العرب قديماً ترسل أبناءها إلى الصحراء كي يتعلموا الفصاحة. في حين أشار الشاعر عبدالرحمن الشمري إلى أن اللغة العربية هي لهجة سامية نشأت من خلال تزاوج اللهجات السامية الشمالية في جزيرة العرب مع لهجات الساميين الجنوبية. أما سلطان العميمي عضو لجنة تحكيم المسابقة فقد قال من خلال اتصال هاتفي: ما يهمنا في المسابقة كيفية النطق حسب اللهجة، شرط ألا يؤدي ذلك إلى كسر الوزن، وفي حال الشك بمفردة يتم التأكد من الشاعر عن طريقة نطقها، وخصوصاً بالنسبة لقوافي الضاد والظاء، ولبعض الأحرف الصوتية، كما أوضح العميمي أن موضوع اللهجات عميق جداً، الأمر الذي اكتشفه أكثر عندما بدأ بالاشتغال على كتاب حول اللهجات الإماراتية والذي من المفترض أن يصدر في 10 أجزاء. وخلال الحديث عن إمكانية استخدام الشاعر مفردات من لهجات مختلفة أكد عبدالرحمن الشمري أنه من حق الشاعر القيام بذلك، في حين أن استخدام مفردات من لغات أخرى ما هو إلا استعراض عضلات، وبشكل عام غرض القصيدة يفرض استخدام مفردة معينة. من جهتها قالت د. ميثا الهاملي: إنه من الضروري ارتباط الشاعر بلهجته التي تساعده على الانتشار، وعلى انتشار لهجته أيضاً، شرط أن يستخدم اللهجة البيضاء المفهومة للجميع، ثم ألقت قصيدة للدلالة على ما قصدته. في حين قال الشاعر والباحث إبراهيم الخالدي الذي تم الاتصال به هاتفياً: إن الشعر بمثابة القول والكلام، والشعراء الجاهليون كانوا شعراء شعبيين، لأنهم كانوا يكتبون بما يتحدثون به، أي باللغة الفصحى التي كانت سائدة بينهم، ثم إن الشعر الشعبي العربي لا يقدم بلهجة واحدة، حيث أن لكل مكان لهجة، ولكل قبيلة خصوصية معينة في تلك اللهجة، والتي من شأنها أن تؤثر على الوزن والقافية، وفي ختام البرنامج طرح خلف السلطاني سؤالاً مفاده: هل المشاركة في المسابقة بقصائد مكتوبة باللهجات المحكية ستكون مقبولة في البرنامج؟. فرحّل الإعلامي عارف عمر السؤال إلى الحلقة القادمة، ثم أعلن عن ختام الحلقة الثانية من برنامج "المغاني"، بعد أن استعرض بعض مشاركات الجمهور في الحلقة من خلال موقع تويتر، إلى جانب عرض بعض ما كتب في الصحافتين العربية والأجنبية. والمغاني: مفردها مغنى، وهي تعنى مجرى السيل وأماكن تجمع المياه، وقد يطلق الاسم على الوديان، كما أنه قد يطلق على الأرض المعشبة الغنية بالأزهار، وذُكرت كلمة المغاني في عدد من القصائد النبطية مثل قصيدة الشاعر سعيد بن عتيق الهاملي التي قال فيها: تيفان بن ظاهر وعصر ماضي عيب على بيت يقال هزيل وحنا ترد أمثالنا لمثاله مسايل تتبع مغاني سيل ومع "المغاني" الذي يستمر ساعة ونصف، ويعرض ليلة الأربعاء من كل أسبوع سيكون الجمهور من عشاق الشعر النبطي خصوصاً والعربي عموماً على موعد مع مجموعة من النقاد والإعلاميين المتخصصين في الشعر النبطي، إلى جانب بعض الشعراء المشاركين في هذه الدورة، وفي دورات سابقة. والجدير بالذكر أن الحلقة الأولى التي بُثت في 4/1/2012، ودار موضوعها حول الإعلام والشعر النبطي، كانت قد أثارت جواً من النقاش الذي كان حاداً أحياناً. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 13-01-2012 10:22 صباحا
الزوار: 1980 التعليقات: 0
|