|
تأهل الشاعر الكويتي مبارك حجيلان العازمي، ومواطنه فلاح بن ذروه الهاجري عن الحلقة الأولى بمجموع نتيجت
عرار: تأهل الشاعر الكويتي مبارك حجيلان العازمي، ومواطنه فلاح بن ذروه الهاجري عن الحلقة الأولى بمجموع نتيجتي التحكيم والتصويت ..في الحلقة الثانية من "شاعر المليون" البحريني عبدالله الخالدي والسعودي علي البوعينين تؤهلهما لجنة التحكيم .. ستيفن سيغال يحضر الحلقة.. ويوافق على دعوة حمد السعيد لمحاورة شعرية ..جزيلان يصدم اللجنة بقصيدة "الصدمة"، وبوهنّاد تحلل شخصيات الشعراء عرار : (الشعر والليل موعدنا).. العبارة الأبرز التي يمكن وضعها عنواناً للحلقة الثانية من حلقات مسابقة "شاعر المليون" التي تنتجها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتبثها قناة أبوظبي ـ الإمارات وقناة شاعر المليون من مسرح شاطئ الراحة وعلى الهواء مباشرة. في الساعة التاسعة مساءً بدأت مجريات الحلقة الثانية من المسابقة التي شغلت الشعراء النبطيين وجمهور الشعر النبطي، وكانت مفاجأة الحلقة حضور النجم الأمريكي ستيفن سيغال، ومتابعته مجرياتها. كانت استهلالة البرنامج لقاء المعد عارف عمر بالدكتورة ناديا بوهنّاد التي استعرضت ردود فعل الشعراء في فقرة التحليل النفسي التي أضيفت إلى المسابقة في هذه الدورة، وقد تحدثت د. بوهنّاد عن شعراء الحلقة الثاينة الذي اختربتهم قبل الصعود إلى الخشبة، فقالت عن الشاعر الكويتي حمود بن عوينه العازمي: إنه من الأشخاص الذين يفضلون دخول التجربة مرة واحدة، وهو عملي ومستعد للحدث، واجتماعي، أما البحريني عبدالله خالد الخالدي فهو قائد بالفطرة، واجتماعي ويحب المجادلة والمنافسة كذلك، ينجز أموره التي يتحدث عنها، وهو محبوب، وثقته بنفسه حاضرة، في حين أن الشاعر السعودي علي البوعينين التميمي فقد اعتاد تقديم خدمات نبيلة لمجتمع، ويسكنه سلام داخلي، ولديه ثقة بنفسه، كما أنه مبدع، لكنه متحفظ، ومن صفات الأردني علي عليان العدوان أنه منظم، ويتعامل مع الواقع وكأنه طاولة شطرنج، وهو عصامي ومستقل، لكنه شكّاك، من جهته بدا السعودي علي بن مغيب الأكلبي مبدعاً ومثالياً ومتحفظاً، أما الكويتي فلاح محمد عبيد العجمي فهو اجتماعي مبدع ومتفائل وخيالي، ومن خلال التحليل الأولي بدا اليمني غالب جزيلان واقعياً ومرحاً، كما أنه آني وتلقائي واجتماعي. ثم استعرض عارف عمر ما جاء من تعليقات متابعي المسابقة من خلال موقع تويتر، بالإضافة إلى رأيهم حول برنامج المغاني الذي يُقدّم على قناة شاعر المليون وقناة أبوظبي ـ الإمارات ليلة غدٍ الأربعاء في الساعة العاشرة. وفي ختام الفقرة تم تقديم تقرير عن 6 شعراء من نجوم الحلقة الذين كانوا بانتظار نتيجة تصويت جمهور المشاهدين. ومع نهاية التقرير انطلقت أحداث الحلقة الثانية من المسابقة، حيث أطل على المسرح المقدّمين حسين العامري وحصة الفلاسي، وقدما تحية تنبض بالحب للحضور في شاطئ الراحة، وأكدا أن تلك الحلقة هي خطوة جديدة وثانية في دروب "شاعر المليون" من أجل تحقيق الحلم وتتويجه، كما رحبا بلجنة التحكيم المؤلفة من سلطان العميمي ود. غسان الحسن وحمد السعيد، ثم أعلنا نتائج الشعراء الـ 6 الذين كانوا بانتظار نتيجة التصويت، حيث تأهل الشاعر الكويتي مبارك حجيلان العازمي بالدرجة 67%، ومواطنه فلاح بن ذروه الهاجري من الكويت بالدرجة 52%، فيما حصل سعيد الحفيتي من الإمارات على 42%، وأبو هاجس الهَرُوبي من اليمن 41%، وأمجد بركات الصخري من الأردن على 16%، وأخيراً حصل عبدالله بن عطية العمري من عمان على 41%. أما الفرسان الجدد الذين تنافسوا في حلقة ليلة الأمس على بطاقتي التأهل لمرحلة الـ24 فقد كانوا: عبدالله خالد الخالدي من البحرين، عبدالله مرهب البقمي من السعودية، علي البوعينين التميمي من السعودية، علي بن مغيب الأكلبي من السعودية، غالب جزيلان من اليمن، حمود بن عوينه العازمي من الكويت، علي عليان العدوان من الأردن، فلاح محمد عبيد العجمي من الكويت، وبعد تقديم الشعراء الجدد، تم عرض تقرير مصور عن السلوقي العربي. العازمي.. موضوعه مكرور، لكنه شاعر جزل كان أول الفرسان الذين تقدّموا للمبارزة الشعرية الشاعر حمود بوعوينه العازمي من الكويت، ومما جاء في مطلع نصه الذي تحدث فيه عن الشعر والشاعر: دقت الساعة وقصوا شريط الألف ميل وانطلق شوط النحايب على روس الطوال اثبتي يا خطوة الفكر مشواري طويل المسافة كم بين الحقيقة والخيال السماء لو تشرب البحر بعيوني قليل دامها في منبر الفخر ما فيها محال ويش عذري كان ما اكحل عيون المستحيل تحفظ الغلطات بكتاب شرهات الرجال استهل د. غسان النقد، وقال: (إن موضوع النص مكرور ومعروف، وهو لا يحمل تجربة خاصة أو مشاهدة حياتية خاصة، ومع ذلك فقد أثبت الشاعر أنه يملك شاعرية عظيمة فائقة، وخصوصاً في الأبيات: السماء لو تشرب البحر بعيوني قليل دامها في منبر الفخر ما فيها مُحال إيه يا مشكاة الانصاف غيضي كل ليل جارك الله من رياح المكيده والظلال استبق لاحداث الايام من صبر النخيل واقتبس من مبسم الشمس لوجيه الليال لكن النص اعتمد على التكرار، الأمر الذي لم يكن بمقدوره احتماله، ومع ذلك تواجدت في النص بعض الإشراقات، ومن ناحية أخرى كان هناك بعض التكرار واجترار الأفكار مثل: "دقت الساعة، صوت الداعي، جيت يدفعني، يا خطوة الفكر، امتطيت الحرف، ثورة الفكر"، ولهذا أقول إن موضوع القصيدة لم يخدم الشاعر، أما بالنسبة للصور الشعرية الموجودة في النص فهي جميلة، وعلى رأسها: صوّت الداعي بصوت مثل طلعة سهيل يا مدور منزل المجد للعليا تعال فهذه الصورة نادراً ما أصادف مثلها، أي تشبيه الصوت بالصورة طلعة، ومثل هكذا تتطلب من الشاعر تمعناً بالفكرة، وارتباطاً بين الطرفين، وهذا يندر وجوده). سلطان العميمي أكد أن القصيدة جيدة، لكن برأيه أن التجربة الذاتية تظهر القدرات الحقيقية والملفتة للنظر عند الشاعر، أما الموضوع الذي لجأ إليه الشاعر فهو غير لافت، كما ظهرت المفردات المتكررة، في حين أن الصور الشعرية التي حملها النص توضح مقدرة الشاعر، ومن تلك الصور ما جاء في البيت الأخير "استبق لاحداث الايام من صبر النخيل"، وكذلك في: السماء لو تشرب البحر بعيوني قليل دامها في منبر الفخر ما فيها مُحال من جهته قال حمد السعيد: (أثنيت سابقاً على شعر حمود، وأكرر الثناء عليه، فهذا النص لا يكتبه إلا شاعر بطل، وخصوصاً المطلع "دقت الساعة"، فعلى الرغم من أن الموضوع مستهلك، إلا أن مطلع النص كانت مصافحة أولى للمسابقة، ومن ناحية أخرى أجد أن التسلسل الذي جاء في القصيدة جميل، وبرأيي أن 5 دقائق في شاطئ الراحة تغني عن مسيرة طويلة)، كما أشار السعيد إلى ما في النص من مخزون ثقافي ولغوي بدءاً من المطلع، مروراً بـ "صوت الدّاعي"، أما التشبيه الجميل للمسابقة فقد برز في البيت: ويش عذري كان ما اكحل عيون المستحيل تحفظ الغلطات بكتاب شرهات الرجال وأضاف حول ذلك البيت أنه لا يُكتب من قبل شاعر محترف استطاع تكحيل عيون المستحيل، ثم وصفه بالشاعر الجزل الذي يملك إصراراً وعزيمة، خصوصاً وأنه يشارك في المسابقة للمرة الثالثة، وتمثلت تلك الجزالة في الأبيات: ايه يا مشكاة الانصاف غيضي كل ليل جارك الله من رياح المكيدة والظلال جا لمزنة حظي بوادي الفرصة مسيل يالله بديمة توافيق يوم السيل سال للمهار الندّر الشرد في صدري صهيل في ملزّ حروف الابداع صار الهن مجال بالإضافة إلى البيت الذي أتى فيه على ذكر "صوّت الداعي"، ليأتي القفل العجيب للنص: أستبق لأحداث الايام من صبر النخيل واقتبس من مبسم الشمس لوجيه الليال البقمي.. نص جميل.. وحوارية ناجحة الفارس الثاني الذي علا خشبة مسرح شاطئ الراحة كان عبدالله بن مرهب البقمي من السعودية، والذي ألقى قصيدة "الشعر والمجد"، وقال في مطلعها: جيت أدوّر فرقديني بعد طول الغياب قلت يا قرب المسافة بعين المهتدي امتطيت الصبر واثق وموهبتي زهاب القصايد وِرد روحي وأحاسيس مدي السنين اللي غدت لي ورى كذب السراب ما ثنت همة هجوسي ولا كل جهدي طعمة عروق العطاشا يبللها الشراب وطمعتي مجد مساره يقبله الجدي وعن تلك القصيدة قال سلطان العميمي: تطرح القصيدة السؤال الأزلي بين الشاعر والقصيدة، كما تطرح موضوع بحث الشاعر عن المجد والخلود، والحضور والغياب، وهذا ما يبدو من خلال ما جاء في البيت الرابع: طمعة عروق العطاشا يبللها كذب السراب وطمعتي مجدٍ مساره يقبّله الجدي بالإضافة إلى مفردات أخرى موجودة في الأبيات: لو تعرّضني من الجوع لحلوق الذياب مدّتك جزله وموتي من كفوف اجودي انت والمجد المخلّد لستار الكتاب أفخم أحلام الحياه ومصابيح سعدي ودّي أسافر برحلة ذهاب بلا اياب لا تردّت بي حظوظي وانا ماني ردّي وعلى الصعيد الفني؛ تحمل القصيدة صوراً شعرية جميلة، وتماسكاً في أجزاء منها على الرغم التكرار التي نلحظه من خلال مفردات تدور حول "الدمع، الماء، النبت". وفي النص مجموعة من الأبيات الجميلة ومنها: للكرامه صوتك أبلغ من طعون الحراب وللمعادي رميك السور لحدود بلدي فيما قال حمد السعيد يبدو الشاعر شاعراً من خلال البيت الثاني الذي قال فيه: امتطيت الصبر واثق وموهبتي زهاب القصايد وِرد روحي وأحاسيس مدي وكأنه قدم ما عليه، لكن من جهة ثانية اعتبر الشاعر المسابقة في البيت الأول بأنها مولد الفرقدين، وتحديداً عندما قال: "يا قرب المسافة"، ومن خلال النص أجد أن حديثه مع الشعر جميل، وأنه شاعر محترف معاصر في قضايا الحب والعاطفة. د. غسان الحسن قال من جهته: قامت القصيدة على تشخيص الشعر، فأجرى الشاعر فيها حوارية بينه وبين الشعر، وقد بينت تلك الحوارية ما في ذات الشاعر تجاه الشعر، وكانت ناجحة في التسلسل، أما بالنسبة للتصوير فأكاد لا أجد بيتاً ليس فيه تحليقاً، غير أن الشاعر أثقل القصيدة بذلك التحليق وبالنفائس الشعرية. ثم طلب د. غسان من البقمي ألا يجعل الصور مستقاة من مصدر واحد، وتؤدي إلى مكان واحد، كما الحال بالنسبة للمفردات "الفرقدين" و"النجم والشهاب"، فبدا وكأن المعنى يراوح في مكانه سواء كانت تمثل علّواً مادياً أو معنوياً، لكن القصيدة في مجملها جميلة. الخالدي.. نص مهذب مفعم بالمشاعر الشاعر عبدالله خالد الخالدي من البحرين كان ثالث الشعراء المتسابقين، حيث قدّم نصه "وطن وافي ومطعون" قال فيه: تزهّب للسفر في فلكي المشحون قصيد من وجع قلبه يجي توّاق يشد بغية ايّمه وله محزون نسيم يستوعب الامواج والاعماق يسولف للوطن عن سرّه المكنون على سيف المواجع وسّع الاحداق وطن جيت اعتذر يمكن عليك امون عن اللي صار بك وادري خفوقك ضاق وفي البداية قال حمد السعيد: (جاء النص في التوقيت السليم ليبرز حديث الشاعر مع الوطن وعن الوطن، وما أعجنبي أسلوب المهذب في ذلك الحديث، وتحديداً عندما قال: وطن جيت اعتذر يمكن عليك أمون عن اللي صار بك وادري خفوقك ضاق كما أعجبتني الشاعرية التي في البيت: وطن ما انت برمال إن كان بك يدرون عيالك واجد وتدري وسطهم عاق وكذلك لعبه على التضادات، حينما قال: كبير بعيني وتكبر أقول شلون مساحتك الصغيرة لي مدى وآفاق أما د. غسان فقال: إن النص مفعم بالمشاعر، وهو موضوعي وذاتي مباشر، لكن حينما قال الشاعر: "يمكن عليك أمون" والكلام موجه للوطن ويدل على فداحة الأحداث التي جرت في البحرين، فهل فقد الوطن ثقته بأهله؟ أم هناك فئة لم يقبل الوطن اعتذارها؟ والقصيدة بمجملها محمّلة بعبارات مكثفة، وبمعانٍ منغمسة بالمشاعر والأحاسيس. سلطان العميمي أشار إلى أن القصيدة من بين القصائد المتميزة في المسابقة، وهي ملفتة بعنوانها "وطن وافي ومطعون"، وفيها كان الشاعر ينتقل بصورة سلسلة وجميلة وذكية من بيت إلى آخر أثناء مخاطبته الوطن الذي صوره حسياً ومعنوياً، والنص بمجمله متماسك، ومليء بالصور، ويحمل من خلال مفردات محدِّدة هوية البحرين مثل "اللول"، "مساحتك الصغيرة"، "يا شايل المليون"، "نخيل"، وهذا منح النص خصوصيته، ذلك النص الذي يستحق الإشادة. البوعينين.. رثائية جميلة فيها توالي وانخطاف الفارس الرابع الذي ألقى قصيدته كان الشاعر علي البوعينين التميمي من السعودية، والقصيدة رثائية في الشاعرة الراحلة مستورة الأحمدي التي شاركت في "شاعر المليون" الموسم الـ4 وبلغت فيها مراحل متقدمة، وكانت قد أصدرت لها أكاديمية الشعر ديوان "حروف لا تجر" الذي ضم 62 قصيدة تراوحت أغراضها بين الوجداني والاجتماعي والوطني، وقد استعار التميمي لرثائيته كلمات الأحمدي التي وضعتها على حائطها في الفيس بوك قبل مغادرتها الحياة في 3 أكتوبر 2011 عن عمر يناهز الـ35 عاماً: (تنفسوا بعمق.. شهيق.. زفير.. فكل ملذات الدنيا تقف عندما تتعثر أنفاسنا، قبل أن تتشبع الرئة بما فيها من أوكسجين.. وما زلنا بخير ما دامت لم تقف الحياة بعد.. احتراماً لعجزنا عن التنفس)، فقال البوعينين في مطلع القصيدة: يهز الوجد فقدك والمدامع ماعليها قصور وانا نفسي عليك اتجيبني وترد مقهوره بامر الله صرتي للشعر عشق وغلا وغرّور وبامر الله طرتي للسما فرحه ومسروره تكاثرّك الشعر الا غبط نفسه وهو مبهور كأنه شايب ٍ زفوه لأنثى مالها صوره وأضاف: يا ام النور من غنوا طرب في حب بنت النور سئلت النور ويش اسمك وقالت: بنت (مستوره) واحس بشيء يشبه غصتي بعيون هالجمهور على فجعة رحيلك واغلب العبرات معذوره د. غسان الحسن نبّه الشاعر إلى الموضوع لم يكن يحتمل نبرة الصوت المرتفعة في كل المواطن، غير أن الشاعر استجاب للموضوع في بناء القصيدة بشكل جيد جداً، كما نوّه د. غسان إلى التناقض الجميل الذي حمله النص، والبيتين الأخيرين شاهدين على ذلك: كذا جيتي برقه لا إحم لا هود لا دستور دخلتي بالقلوب وكانت الابواب مبهوره وكذا رحتي بقسوه لو غيابك قاتل ٍ مأجور قبض قيمة غلاتك من عيون الناس بحضوره فعندما قال الشاعر "كذا جيتي" و"كذا رحتي" فهو يشعر السامع بسرعة التوالي والانخطاف، وختم كلامه بالقول: (القصيدة رائعة في التعبير عن الموقف). في حين أشار سلطان العميمي إلى أن قصائد الرثاء تتطلب حذراً إن لم يكن الشاعر قريباً من المرثي، لكن البوعينين نجح في رثاء مستورة، وبعيداً عن كمّ الحزن فالنص من الناحية الفنية محملاً بالشعر، بحيث لم ينشغل الشاعر بالتعبير عن العاطفة على حساب الشعر، ولهذا لا بد من تأمل النص ثانية لأنه محمّل بالصدق وبالشعر وبالجمال، وخصوصاً في بيت: "وكذا رحتي بقسوه لو غيابك قاتل ٍ مأجور"، فهو نموذج جميل، ومن نماذج الجمال والتوهج في القصيدة. حمد السعيد أكد كذلك على جمال النص، وعلى الشاعرية المتواجدة فيه منذ بدايته، وأشار إلى أن غرابة النص التي تكمن في الصور الشعرية وفي الأحاسيس، وهذا ما برز في البيت: تكاثرّك الشعر الا غبط نفسه وهو مبهور كأنه شايب ٍ زفوه لانثى مالها صوره وفي البيت: تحثيني على اخذ النفس والاكسجين شعّور وانا ابن الربو وازمة فراقك لبت الثوره الأكلبي.. مفاجأة المساء والشعر علي بن مغيب الأكلبي من السعودية، وألقى قصيدة مديح تحت عنوان "خليفة زايد"، فقال في مقدمة قصيدته: في تجهام الليال وفي تضحضاح القوايل طفح أبكار الحيال يجيب ما يصعب وصوله القناعه بالهزايل تقفل أبواب الجزايل والطمع في المستحيله يلهم الشاعر فضوله وأضاف: يا خليفة يا خليفة زايد بحور الجمايل يا الرحاب ويا القبال اللي عطانا الله قبوله سلطان العميمي أكد أن الممدوح يستحق المديح، وقد جاء النص جميلاً، بدءاً من مدخله، مروراً بموضوعه، وانتهاء بخاتمته، وأضاف: (كان انتقال الشاعر من جزء إلى آخر موفقاً، وفيه سلاسة، حيث تطرق الشاعر إلى الصفات الشخصية للممدوح، وذكر الأفعال والإنجازات، مما أعطى النص جمالاً، إلى جانب المفردات المتضادة المحكمة في النص، حيث قال الشاعر: يا الكريم ببسمة تشرح لها صدورٍ غلايل يا البخيل بكلمة تمحى من البال بسهوله إلى جانب المفردات الأخرى المتضادة مثل: "تجهّام/ طفّح، كريم/ بخيل، تفرق/ اتحاد". في حين أثنى حمد السعيد على الشاعر، وقال: (أنت مفاجأة المساء، حضورك مميز، والنص جميل، وهما أمران يدلّان على شاعرية كبيرة، أما البيت الذي قلت فيه: يا تواضع سلسبيل الماء على صدر المسايل يا ارتفاع النجم عن ليلٍ يفضفض في سدوله فقد جاء الوصف فيه جميلاً وعذباً، كما الحال في البيت: قايد قلط بلاده في منصات الأوايل لين صارت دولته للمجد والتاريخ دوله وبهذا فقد أثب الشاعر أنه مبدع ومتمكن من ناحيتي الحضور والشعر. في حين قال د. غسان: إن المديح من الموضوعات المطروقة، وبشكل عام فإن قصائد المديح تحد من شاعرية الشاعر، وخصوصاً إذا كانت الشخصية الممدوحة ذات منصب كبير، لكن الشاعر حلّق بشاعريته، وذلك لما يتمتع به الممدوح من صفات حسنة ذهب إليها الشاعر سواء كانت المادية منها أم المعنوية، وبناء على ذلك جاءت القصيدة مترعة بأشياء جميلة، وبمحسنات إضافية مثل السجع "الهزوايل" و"القفايل"، أما الإشراقات التي حملها الموضوع فقد تمثلت في البيت: "يا الكريم ببسمة تشرح لها صدورٍ غلايل"، ففي هذا بلاغة وفصاحة، أي حين يأتي المديح في صورة ذم. العدوان.. شامخ كشموخ نصّه الشاعر علي عليان العدوان من الأردن ألقى قصيدة "موعد تحت المطر" قال فيها ذبل جفن المتيم والسهاد.. اوتاد تدقيها واشوف الليل من دونك يجر بذكرياته كنّه الجلّاد ويكسرني وانا واحد في غصونك وانا هالحين لا بسلك جروح جداد تأنقت يجفاك وجيت لعيونك على بابك واسولفلك عن الاصفاد من اللي حفنة اموال يشوفونك كانت البداية في نقد النص مع حمد السعيد الذي قال لعلي: إنك خير من يمثل شعراء الأردن في هذا الموسم، فالقصيدة جميلة جداً، لكن في الأبيات الـ 12 الأولى لم تظهر بلدك الأردن، وبالتالي لا يشعر المستمع بالحديث عن الوطن إلا من عند البيت الذي تقول فيه: بلادي لو تكازينا الظروف عناد عيالك من عظام ودم يبنوك وكأنك استدركت ذلك الأمر، والأمر الذي أريد الإشارة إليه خصوصية اللهجة التي تلعب دوراً كبيراً عند الشاعر، وهذا ما يبرز في النص عند القول: مطر.. كان الفرح بصدورنا رعّاد إذا هلّ المطر وابتل زيتونك وقد وردت مفردة "الزيتون" في قصيدة "يوم الخلايق نياما" للشاعر نمر بن عدوان الذي أنت من ذات قبيلته، ونصك يا علي بمجمله جميل، وحس الوطنية فيه عالٍ، وهذا ما يبدو في البيت الثاني الذي قلت فيه: "يكسرني وأنا واحد"، وهنا أقول لك: أنت شامخ كشموخ نصك). فيما رأى د. غسان أن القصيدة تحمل هماً وطنياً جماعياً وذاتياً، كما تحمل عناصر كثيرة تأتي على ذكر عز الوطن، إلى جانب ذكر عنصر مرجح آخر وهو جلالة الملك، لكن الغريب وعلى الرغم من وجود هذين العنصرين وسواهما، بالإضافة إلى عدة ملامح من الضدية، إلا أن الشاعر لم يبنِ القصيدة على أسلوب وصفي، ولا بأسلوب درامي، إنما طرح السلبية في الجانب الوطني، والإيجابية في الفعل وفي التطبيق، مع احتفاظه بالمشاعر، ثم إنه حينما تذّكر الطفولة لم تكن هناك إيجابية، وأنتقد التصوير الذي جاء في البيت: عطاك الله مليك للجروج ضماد رفع كل الحصانة لعزة حصونك وكذلك الذكرى التي تجعل للوطن قيمة، غير أن القصيدة من الناحية الفنية غاية في الجمال. سلطان العميمي أشار من جانبه إلى أن الحديث عن الوطن في النص جاء في هيئة وصفٍ أو الحديث عن قضية موجودة فيه، كما في النص استحضار للماضي وربطه بالحاضر، وقد اتكأ الشاعر على محور وصف الوطن بشخوصه وبمكانه، وقد أبرز الشاعر وعيه، كما أبرز ذاته الشعرية، وتحدث بالضمير العام معطياً وجهة نظره، لكن كان هناك خلطاً في بعض المواضع، والمقطع اللافت في النص تمثل بقول الشاعر: "مطر.. كان الفرح بصدورنا رعّاد" جزيلان.. والصدمة من "الصدمة" مرة أخرى يجيء شاعر يمني وهو غالب أحمد جزيلان ليلقي قصيدة في حب اليمن، وكذلك في حب الذات، كما فعل مواطنه أبو هاجس في الحلقة الأولى من المسابقة، وقد قال جزيلان في نص "الصدمة": من سد مارب من شرب ما يندم شربة هـنا تشهد بها أيامه تجري العروبه في عروقه والدم يشتد عوده ما تلين عـظامه وانا ابن مارب مـن جهل فليعلم يشهد بها الليله وانا قدّامه شاعر واقدم للقوافي ما لم يخطر لبو تمام في أحلامه بدأ د. غسان بنقد النص، ورأى أن (الشاعر جمع بين أفكار مشتتة ومتناثرة ومتضادة، ولهذا ليس في القصيدة ما يستحدق التعليق). ووافقه في الرأي سلطان العميمي بالقول: (ليس في النص ما هو جيد وجميل، إنما كان بعيداً عن الشعر، حقاً إنه الصدمة). حمد السعيد أكد أنه لكل مقام مقال، وكان في النص أبياتاً ضيعت جمالها أخرى، معتبراً أن مدخل النص كان أجمل مما تلاه، حيث بدأ الشاعر بالفخر ثم أتى على العاطفي محاولاً العزف على وتر جمهور المسرح، وقد خلا النص من الترابط، وبالتالي كان اختيار الشاعر للنص غير موفق. العجمي.. ربيع الثورات وحبكة الشاعر الشاعر فلاح بن فاضل العجمي من الكويت كان آخر فرسان ليلة الأمس، وكانت قصيدته على موعد مع أول أزهار الربيع العربي التي تفتحت في تونس، حيث قال في أبياتها الأولى: الخريف اللي يحت غصونّا الميّاله أبشروا وما عاد براجع رحل بالمره الربيع في تونس الخضرا همل همّاله وكل روض ظالمه فصل الخريف يمرّه احترينا جيته والميتات آماله حي نبض وحي روح وميّت من الحره الضحيّه جعل فردوس السما منزاله مات موتة حر لاجل الناس تبقى حره في البداية قال سلطان العميمي: إن القصيدة جيدة في الطرح وفي المستوى الشعري، أما موضوع الثورات وعلاقة الحاكم مع الشعب فقد صار كثير الطرح والإسقاط على العالم العربي، وبالتالي كان بإمكان الشاعر أن يختصر بعض الأبيات أو يكثقفها من دون أن يخل بالنص، كما الأمر بالنسبة للبيت: في يد اللي لا صيام ولا صلاة إلا له نحمده لا من نفعه ونحمد لا ضرّه حمد السعيد أشار إلى أن النص الذي يتحدث عن الحدث العالمي الربيع العربي هو سيد النصوص الشعرية في هذا الموسم، أما في البيت: يا بقايا من بقى وعروشكم زواله لا يحسبون الو لا يشرا بزاد وصرّة فثمة انعكاسات من الشارع السياسي الكويتي، بالإضافة إلى ما جاء في الأبيات الأخيرة من النص الذي يتميز بلغة حوارية بين الشاعر وبين المعنيين، وفيها يبرز الولاء المطلق، بالإضافة إلى توجيه رسائل لما حولنا بقوله: يا ولي الامر.. يا عاقده يا حلاله النفوس لصبرها ما عادها مضطره وبشكل عام كان الترابط جميلاً جداً، فبدا النص مشغولاً من دائرتين، دائرة كبيرة هي الربيع العربي، ودائرة صغيرة هي الكويت وما مر بها من أزمات، فيما يعوّم الشاعر قضية موت بوعزيزي، هل انتحار أم تضحية بالقول: بين قبره والسما ذنبه وطيب اعماله انترحم له.. وخيره كلبوه وشرّه وبشكل عام جاءت الحبكة في القصيدة حبكة شاعر، وكانت من نوع السهل الممتنع، وجميلة في تجانسها بين قافية الصدر والعجز، وفي ختام كلامه وجّه حمد السعيد باعتباره شاعراً دعوة للممثل العالمي ستيفن سيغال لمحاورة شعرية، فرحب سيغال بالدعوة وقبلها. من جهته رأى د. غسان أن النص تصالحي وإصلاحي، وهو توجه جميل، كما أنه في الأبيات تحليق في الصور الشعرية والمفردات، مثلما جاء في البيت: لدول يصور دروب المدن بظلاله خضر لكن بالحقيقة ما هي بمخضرّه لكن في النص بعض الصور التي تحتوي على شوائب، مثل "همل/ اهماله"، حيث اهتزت الصورة قليلاً، كذلك الأمر في "جيد المجد علق في يده سلساله" لأن التعليق يكون في الرقبة)، وختم د. غسان كلامه في النقد بقوله: (النص جميل). وريثما كان الجمهور بانتظار نتائج لجنة التحكيم انتقلت الكاميرا إلى المجلس حيث تحدثت د. ناديا بوهنّاد عن شعراء الحلقة، محللة حركاتهم ولغات أجسادهم، فقالت: إن الشاعر حمود يملك حضوراً جيداً، وقد بدا أثناء صعوده خشبة المسرح مستعداً، وكانت حركات يده متناسبة مع القصيدة، لكنني لاحظت إحساسه بالضيق، وحين بدأت اللجنة بإبداء ملاحظاتها بدت عليه ملامح الاسترخاء والهدوء. أما البقمي وإلى جانب حضوره الذي كان جيداً، كانت كذلك ابتسامته جميلة، ومآخذي عليه إمساكه الغترة كثيراً، مما يدل على عدم الراحة، وكذلك قلقه الواضح في حركة اليد، وحك جبهته، وحركة قدميه على الأرض، وقد لاحظت أنه أمسك يديه وهو دليل على شعوره بالحصار، في حين كان حضور الشاعر الخالدي قوياً جداً، وكان يرتاح كلما تقدم الوقت، وقد عبرت لغة عن محتوى القصيدة، وكانت جلسة الشاعر تدل على الرضا وخصوصاً حينما كانت اللجنة تدلي برأيها، لكنني تمنيت لو أنه ابتسم، ومن صفات الشاعر علي البوعينين حضوره الجيد، وحماسه، فلم يكن قلقاً، وقد لاحظت أنه كان يضغط على شفتيه خلال استماعه رأي اللجنة، أما الأكلبي صاحب الحضور الجيد، فقد كان مستعجلاً في إلقاء النص، كما كانت حركته كثيرة، غير أنه خلال التقييم كان مرتاحاً أكثر، والشخص الوحيد الذي كان رأيي فيه إيجابياً هو علي عليان العدوان، فحضور كان ممتازاً، وكان يبدي حماساً وحيوية وجرأة جميلة، وقد وظف حركاته ابتساماته جيداً، وكان متفاعلاً، كما كان مستعداً لأي شيء. أما من استطاع تحفيز الجمهور وزيادة تفاعله فهو غالب جزيلان الذي كان حضوره قوياً وجاذباً، في حين تمكن فلاح العجمي من مواكب اللحظة والحدث، لكنه كان متوتراً إلى حد ما من خلال مسكه أنفه وضغطه على شفتيه، وسريعاً في الإلقاء، على الرغم من ثقته العالية بذاته. نتائج وأرقام ليلة الأمس كانت متميزة منذ اللحظة الأولى فيها، وحتى لحظة إعلان تأهل الشاعر البحريني عبدالله خالد الخالدي الذي منحته اللجنة 47 درجة من أصل 50، ومنحت للشاعر السعودي علي البوعينين 46 درجة. فيما حاز علي الأكلبي على 45 درجة، وعبدالله بن مرهب البقمي على 44، وعلي العدوان على 44، وحمود العازمي على 43، وفلاح بن فاضل العجمي على41، وغالب جزيلان على 27 درجة. وحسب انطباعات الجمهور فقد جاءت النتائج كمايلي: الخالدي 35%، العازمي 20%، البوعينين 14%، الأكلبي 9%، العجمي 9%، البقمي 6%، جزيلان 4%، العدوان 3%. أما جمهور المسرح فقد منح غالب جزيلان 37%، وعلي العدوان 26%، وعلي الأكلبي 11%، وحمود العازمي 9%، وعبدالله البقمي 8%، وفلاح بن فاضل العجمي 9%. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 11-01-2012 04:51 مساء
الزوار: 2300 التعليقات: 0
|