وقع القاص والروائي نازك ضمرة في رابطة الكتاب الأردنيين أول من أمس مجموعتين قصصيتين هما: "شمس في المقهى"، "محطات حب".
ضمرة رأى أن نشاط الحركة النقدية الأردنية يجعلنا نشعر بالتميز والفخر، فالنقد يأتي بعد ولادة النصوص، ليتم التصحيح، فالناقد يجب أن يكون حياديا في ملاحظاته ونقده، مشيرا إلى أن القصة القصيرة في الأردن بدأت تتوقف عن التطور ومسايرة ظروف العصر والتقدم العلمي والتكنولوجي، والخيال واللازمان واللامكان.
وأضاف ضمرة في الحفل الذي شارك فيه كل من رئيس الرابطة د. زياد أبولبن، الناقدة د. دلال عنبتاوي، وأداره الزميل جعفر العقيلي، حاولت ان تكون نصوصي في مجموعتي القصصية القصيرة جدا نماذج يحتذى به، لمن اراد خوض هذا الحقل الجديد والمثير والصعب، لافتا إلى أن انشاء قصة قصيرة جدا ناجحة، هو عمل صعب وشاق، اما القصة القصيرة العادية، في الأردن فاغلبها كلاسيك، داعيا ان تظل القصة الأردنية متقدمة ورائدة وموازية للإبداع العالمي المتطور.
وقال ضمرة الذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية إنه يفتخر بهذا الحضور المميز، والذي اثبت ان المجتمع الأردني هو نموذج وقدوة لكل المجتمعات العربية، بتنوع اجناسه ومنابته واوصوله، والملهم في كل الدروب، فالأدب والكتابة والتعبير هما امانة.
وتوقف رئيس الرابطة د. زياد أبولبن، امام هذا النتاج السردي الثرّي في تجربة ضمرة، قائلا: تجربة تمتد ما يقارب ربع قرن من الزمن، وفهي غنية وتحتاج لدراسات نقدية أكثر مما كُتب عنها من قبل نقاد عرب وأردنيين، مبينا أن زهد الكاتب في الشهر والإعلام ألحقت الظلم في حقّه الأدبي، فهو صاحب ثقافة متنوعة تزيده وعيا بالعالم المحيط به، وهذا ينعكس على تجربته الإبداعية، وقراءاته المتعددة في الأدب الأميركي تحديدا تظهر في نتاجه.
واشار ابو لبن إلى بعض القصص التي تعمق الإحساس في التمسك بالأرض، وفعل المقاومة تّجاه العدو الغاصب للأرض الفلسطينية، بعنوان: "سننتقل إلى جمال آخر بعد بلعين"، واخرى تلتقط مفاصل متحولة في الحياة اليومية، لكن اللافت للنظر أن هذه المجموعة تضم قصص قصيرة جدا، وهناك قصص قصيرة فقط، فالكاتب لم يفصل ما بين مفهوم القصة القصيرة جدا أو القصة الومضة، والقصة القصيرة، بما يحمل كل فن شروطه التقنية المختلفة، فجمع بعض القصص القصيرة ظنا منه أنها قصص قصيرة جدا.
وتحدث ابو لبن عن عناوين مجموعته القصصية الأخيرة، المحتفى بها "محطات حب"، فالعنوان يحمل من دلالة رومانسية في الحياة، وهي أكثر من محطة يتوقف عندها الكاتب، وفي "التنويه" في بداية المجموعة يقول الكاتب: "أثناء عودتي لفلسطين للمرة الأولى العام 2012 وبعد غياب أكثر من خمسين عاما، بدأت أفكر بكتابة نماذج قصصية قصيرة جدا، لتكون في كتاب واحد".
ورأى ابو لبن أن ضمرة كاتب صانع للقصة بمفهوم الصنعة الأدبية، فهو يغير ويبدل ويضيف ويجدد في كتابته الإبداعية، حتى يستقيم الأمر على رضى منه باكتمال المحاولة، فهذه الصنعة تنطوي على نتاجه السردي برمته، والخوض في كتابة القصة القصيرة جدا هي محاولة جديدة في كتابة نازك لتكون إضافة نوعية لهذا الفن.
وقدمت د. دلال عنبتاوي قراءة نقدية اشارت فيها إلى إن عنوان المجموعة القصصية "شمس في المقهى"، يشي بالمكان بكل أبعاده فهو مكان محدد بمساحة جغرافية محددة الأبعاد إنه "المقهى"، ويشاركه في تلك المساحة شيء من الزمن الشمس التي تحف به من كل الجهات.. تلك الشمس التي جاءت محملة بدلالات عدة ولكل واحد منا أن يلقي بظلال تلك الدلالات على المكان وشمسه.. فالشمس هنا ربما تكون الحرية.. وربما تكون امرأة جميلة تشبه الشمس بوضوحها وألقها لأنها أعطت للمكان أبعادا أخرى غير هذا العنوان البسيط المتكون من الجملة الاسمية والذي جاء مبنيا على تقدم الخبر على المبتدأ لأهميته "شمس في المقهى"..