متحف الحياة البرلمانية يواصل استقبال الوفود الرسمية والمجتمعية
عرار:
عمان - إبراهيم السواعير
يواصل متحف الحياة البرلمانيّة أداء دوره الوطنيّ في التعريف بالمنجزات التي حققها الأردن في فترات تطوّره السياسيّة والديمقراطيّة.
وتقوم وزارة الثقافة، التي تبنّت مشروع إعادة إحيائه وترميمه وصيانته وفق أجود معايير العمل المتحفي، بمتابعة كلّ ما يؤكّد حضور هذا المعلم للوفود الرسمية والعربية والعالمية، بوصفه معلماً تاريخياً نستعيد من خلاله قصّته المتحفيّة التي شكّلت لها الوزارة لجنةً من الخبراء وزودته بالوثائق والصّور اللازمة التي تضع الزائر بجوّ النص السياسي والمكاني والزمني، منذ إعلان الجدّ المؤسس الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين استقلال المملكة الأردنية الهاشميّة في الخامس والعشرين من أيار سنة 1946، مثلما تضعه بأجواء اليمين الدستورية التي أداها الملك طلال بن عبدالله والملك الحسين بن طلال.
ويقول مدير المتحف المهندس ماهر نفش إنّ 4 آلاف زائر أمّوا المتحف خلال شهر، عادّاً ذلك رقماً مهمّاً من حيث إيمان الزوار بقراءة التاريخ والاحتفاء بذلك الزمن الشاهد على نموّ الأردن وريادته الحضاريّة بين دول المنطقة في الوعي السياسيّ والديمقراطي، ويضيف أنّ زيارات متواصلة لطلبة المدارس والوفود السياحيّة والرسميّة، وهي زيارات تفيد في أنّها تنقل للوفود الدبلوماسية صورةً عما حققه الأردن وما وصل إليه من نجاح.
كما يؤكّد أنّ المتحف مفتوحٌ لجميع الشرائح المجتمعيّة، ملقياً الضوء على ما تقدّمه إدارة المتحف وكادره من جهود في سبيل توصيل المعلومة وشرح الفترة الزمنية وظلالها السياسي عن طريق دليل مثقف ومتخصص يجيب على أسئلة الزوار الذين قال إنّهم يكتبون انطباعاتهم في دفتر سجل الزوار معبرين عن فرحتهم بهذا التجوال التاريخي المهم.
ويقول نفش إنّ المتحف يقدّم للطلاب ممن هم دون الثامنة عشرة جوّاً انتخابياً خاصّاً، بحيث يسهم في رفد معرفتهم الانتخابيّة والبرلمانية من خلال ممارسة العملية الانتخابيّة ليتهيّأ هؤلاء الطلبة للإسهام في ما بعد بهذه العمليّة الديمقراطيّة المهمّة في التطور السياسي والتشريعي الأردني.
ويعيش الزائر في المتحف مع مقتطفاتٍ من خطاب العرش لحضرة صاحب السموّ الملكي أمير البلاد الأمير عبدالله الأول ابن الحسين طيّب الله ثراه في حفل افتتاح الدورة غير العادية للمجلس التشريعي المنعقدة في حزيران 1931: «لقد شهدتم ولا جرم كيف كان تهافت الشعب على الانتخابات الجديدة، وكيف تنافس فيها وانْصَلتَ في مضمارها، فكان لنا في ذلك كله الجزاء الأوفى على ما اضطلعنا به من أعباء خدمة البلاد في إيجاد حقها الدستوري، وإن فيه لخير ما يحفزنا إلى الاستزادة منه والتوسع فيه، جرياً على ما تظهر الأمة من همة وتقيم على جدارتها من حجة، فالتبعة والحالة هذه على المجلس الموقر خطيرة، وإنه لمنتفع إن شاء الله بما غبر من تجارب في الدورة السابقة، منقطعٌ لما فيه الفائدة المحضة للوطن، غير مترخصٍ في حق، أو مسفٍ إلى منازعة، وإنما يفرغ قصارى المجهود في تدبير الأمور المعروضة عليه وما تمت له من هدف غير المصلحة العامة، مكبّاً عليها، منصرفاً عن غيرها إليها..».
كما يعيش كثيراً من عبق ذلك التاريخ الزاهي بشخوصه وفتراته وأحزابه وعهوده الديمقراطيّة، وتطمح وزارة الثقافة إلىتقديم المزيد من التسهيلات والمحفّزات التي تخلق جوّاً حميماً بين الزائر وقاعات المتحف، من خلال الاستماع إلى الصوت الحيّ لملوك بني هاشم وحضورهم في وجدان الأردنيين.
يشار إلى أنّ متحف الحياة البرلمانية كان افتتح العام الماضي تحت الرعاية الملكية السامية، بالتزامن مع مئوية الثورة العربية الكبرى، حيث احتفلت وزارة الثقافة بالمبنى الذي كان أُشغل بوصفه متحفاً للحياة السياسيّة من عام 1992 حتى عام 2004، إلا أنّه لم يُفتتح رسميّاً، كما أنشئ مبنى ملاصق له، واستخدم بوصفه مبنىً إدارريّاً، وضمّ مكتبة وقاعة متعددة الأغراض، كما استخدم مقرّاً للمركز الأردني للإعلام خلال الفترة من 2004- 2008، ثمّ أُعيد بعدها إلى وزارة الثقافة، لتعيد الوزارة إحياءه وترميمه من جديد وفتح أبوابه للزوار والمهتمين.