|
عرار: الحلقة التسجيلية الـ3 من "شاعر المليون" 90 دقيقة من التميز .. جولة الكويت.. إبداع في القصيد، وغلبة لشعراء الجهراء ... كويتي تعلّم كتابة الشعر من "شاعر المليون"، ومصري لحن قصيدته وغناها مع عزف على العود عرار : هي ساعة ونصف قضاها متابعو الحلقة التسجيلية الثالثة من مسابقة "شاعر المليون" ليلة أمس الأول (الثلاثاء) من خلال قناتي أبوظبي الإمارات، وشاعر المليون.. ساعة نصف كانت غنية بالأحداث وبالمواقف وبالمشاهد التي انطبع بعضها في الذاكرة. ففي فندق ميسوني بالكويت كان مئات المتسابقين الضالعين منهم في الشعر والمبتدئين؛ بانتظار لجنة تحكيم مسابقة "شاعر المليون" المؤلفة من سلطان العميمي ود. غسان الحسن وحمد السعيد الذين وصلوا من عمّان مقر الجولة الثانية، وكما بدا من خلال الحلقة أن مهمة اللجنة كانت صعبة، ليس لكثرة عدد المتقدمين فقط، إنما فقط للمستوى الشعري المتميز الذي قدّموه. في الحلقة الثالثة التي تم تسجيلها من 24 إلى 27 أكتوبر الماضي في الكويت (وطن الصباح) ـ كما قال المقدم حسين العامري ـ تراوحت المواقف المسجلة بين المفرح إلى حد الضحك، والمحزن إلى حد البكاء، وفي مرات اختلطت المشاعر بين هذا وذاك، كما حفلت الأجواء هناك بالعزف على الربابة وبغناء الشلة وبالدخون وبجميل الكلام، مما يدعو للقول بأنها كانت حلقة استثنائية بامتياز، كان قد زيّنها حضور أسماء معروفة في ساحة الشعر النبطي الخليجية، وأسماء أخرى أثبتت من خلال ما قدمته أن لها ملامحها الخاصة، وصياغاتها الشعرية المتميزة، وبصمتها المتفردة. اجتمع المتقدمون للمسابقة في بهو الفندق الذي بدأوا بالتوافد إليه منذ ساعات الفجر الأولى، والأمل يحدوهم بأن تؤهلهم اللجنة إلى مرحلة ما قبل الـ48، أي مرحلة الـ100 التي كانت قد أعلنت أكاديمية الشعر عنها مؤخراً، وعلى مدى ثلاثة أيام استقبلت اللجنة أكثر من 300 شاعر أغلبيتهم من الكويت والسعودية، وخلال تلك الأيام عاشوا تجربة جمعتهم على الألفة والمحبة، وغلّفتهم بروح المنافسة، فالكل جاء إلى الكويت وهمهم الأول أن يكون لهم من الطيب نصيباً. قصص وحكايات عرضت خلال الدقائق الـ 90، فهذا متسابق سعودي يتحدث عن التعب الذي تعرض له، والتكاليف التي أرهقته كي يسافر من الرياض إلى جدة حيث كان من المقرر أن يكون "شاعر المليون" حاضراً هناك، غير أن عدم حصول طاقم العمل على كامل التصاريح المطلوبة عطّل عليه فرحه، ولهذا اضطر المتسابق للمجيء إلى الكويت وتحمّل المزيد من الأعباء، وتمنى أمام عدسة الكاميرا ألا يذهب تعبه هباء منثوراً. وذاك متسابق كويتي وصل إلى بهو الفندق على كرسيه المتنقل، فقد تعرض قبل سنوات إلى حادث أقعده، وهو كما قال لم يشترك من أجل الفوز بالبيرق، إنما لأنه يريد القول من خلال الشعر أنه ما يزال موجوداً على الرغم مما تعرض إليه، فالمتسابق كان يحب فتاة، غير أن الحادث أبعده عنها، فشقت طريقها وحدها وتزوجت وأنجبت، لهذا فإن الجرح الذي أصيب به كبير، والحزن الذي يعتمل في داخله لا يمكن لأحد أن يشعر به إلاه. وآخر جاء من مصر ومعه عوده، فألقى قصيدته مغناة، معرباً عن أسفه لأنه لم يجاز في المرة السابقة، وكما قال خلال الحلقة فإن سلطان العميمي لم يجز قصيدته لأنه هناك كسراً في وزنها، فيما أصر هو أنه لا كسر في الوزن، معتبراً أن العميمي كان قد ظلمه في المرة الأولى، وأن د. غسان الحسن ينفع بأن يكون رئيس محكمة. أما المتسابق الذي هز وجدان أعضاء اللجنة فقد ألقى قصيدة رثاء تخص والده الذي فقده قبل فترة، وقد قال سلطان العميمي إن المرثية متميزة في موضوعها وفي بنائها، وتحمل كماً كبيراً من الحزن والوفاء والصدق، ولأنها مليئة بالإبداع لهذا تستحق أن تبقى في الذاكرة، لأنها دمعة بحد ذاتها. واللافت في تلك الحلقة أن شاعرين اثنين كتبا في الصقارة والصقاقير، وقد قال د. الحسن عن القصيديتن أنهما من اختصاص عضو لجنة التحكيم حمد السعيد، الذي يحب القنص كثيراً، ويعشق الصقور، وبسبب جودة النصين فقد تمت إجازتهما كما كان الحال بالنسبة لجميع القصائد التي أجيزت خلال جولة الكويت. وكان في الجولة مساحة لقصائد الهجاء التي لا يميل إليها سلطان العميمي، فبرأيه أنها تخدش أذن المستمع لما تحمل من تجريح، وأن موهبة الشاعر يجب أن تنتج ما يطرب أذن السامع، ومع ذلك أجيزت بعض قصائد الهجاء لما فيها من إبداع في الصور، ووحدة في الموضوع. نصوص كثيرة قُدمت خلال تلك الجولة، أكثرها أجيز، وهذا الأمر يحسب لـ "شاعر المليون" الذي استطاع أن يحرك الساكن، وأن يحرض المبدعين على كتابة قصائد غاية في الإبداع، وحسب آراء أعضاء اللجنة أن المستوى الشعري الذي وصل إليه المتسابقون جدير بالاهتمام، حيث أصبح لدى المتسابقين هاجس كتابة نصوص متميزة، بعضها يصل إلى حد الإدهاش، وخصوصاً النصوص التي كتبها أبناء محافظة الجهراء في الكويت، لهذا سأل سلطان العميمي أحد المتسابقين "الجهراويين": (ماذا تأكلون يا أهل الجهراء حتى تكتبوا هكذا نصوص مبدعة)، فنصوص أغلبية المتسابقين الكويتيين برأي اللجنة كانت مبهرة في تكويناتها وفي مفرداتها وفي جملها وفي صورها وبطرائق إلقائها أيضاً، وهي تنم عن مستوى الذائقة التي يمكلها كتّابها، الأمر الذي جعل حمد السعيد يفخر ويفرح بما قيل في حق مواطنيه القادمين من الجهراء، تلك المحافظة التي اعتبرت معقلاً من معاقل ومصانع الإبداع في الكويت، وربما هذا ما حرض فريق المسابقة للذهاب إلى الجهراء، والتعرف عن قرب إلى قلعتها الجهراء التاريخية التي يفخر بها أهل الكويت، وقد أشار حمد السعيد إلى أن الجهراء أنجبت شعراء مهمين، وأن كثيراً من نجوم الساحة الشعرية هم من أبنائها، فهي من الأماكن التي تتمسك بالأصالة وبالتراث، وفيها يتتلمذ الشعراء على أيادي شعراء كبار، كما ما تزال الفنون الشعبية مثل العرضة والسامري حاضرة فيها، تلك الفنون التي نمّت الشعراء، وباتت تصدّر النجومية للساحة الخليجية، وختم كلامه بالقول: (نحن نتريق شعر، ونتغدا شعر، ونتعشى شعر)، والهدف الآن المحافظة على وجود البيرق في الكويت. وتأكيداً على ما سبق فقد تقدم متسابق من الكويت لا يتجاوز عمره 19 سنة، وقال أنه تعلم من "شاعر المليون" كيف يصبح شاعراً منذ انطلاق البرنامج سنة 2006، واستمر في كتابة الشعر إلى أن حصل على جائزتين محليتين، فقد كان متأكداً من أن روح التحدي التي خُلقت فيه ستوصله إلى حيث يريد من الشعر، واليوم جاء للمشاركة ولرد الجميل للبرنامج الذي علمه الشعر، وللناس الذين أخذوا بيده، آملاً ألا يخذلهم. وخلال الحلقة لفت نظر أعضاء لجنة التحكيم ظاهرة كثرة المُجازين، والسبب أن قصائدهم عالية في مستواها، ومبهرة في جملها، ومترابطة ومحكمة في موضوعاتها، وهذه ظاهرة جديدة في البرنامج الذي دخل سنته الخامسة، وبينما عابت اللجنة على عدة أمور في غاية الأهمية، وهي: ـ الإلقاء، حيث ألقى بعض المتسابقين قصائد رائعة، فالبعض بإلقائهم السيئ أطفأوا وهج قصائدهم، وأنزلوها مراتب كثيرة، والبعض الآخر قتلوها، فالإلقاء البارد ـ كما قال العميمي ـ لا يشد السامع بل ينفره أحياناً. وأشادت اللجنة بأمور أخرى مثل: وقبل ختام الحلقة قام الممثل المسرحي الكويتي سلطان الفرج بعمل مقلب، حيث دخل إلى المسرح مع العلم أن اسمه غير مسجل، وقصيدته ليست من ضمن القصائد الموجودة مع اللجنة التي طلبت التحقق من الأمر، وفي تلك الأثناء ألقى الفرج قصيدة بعض أبياتها موجهة لسلطان العميمي، وعندما أنهاها عرّف بنفسه، وأخبر الحاضرين أنه ممثل، وأن المقصود في المقلب سلطان العميمي. انتهت الحلقة بمثلما بدأت من تميز، وسيكون جمهور المشاهدين على موعد مع الحلقة الرابعة ليل يوم الثلاثاء المقبل في تمام الساعة الـ10 مساء. والجدير بالذكر أن قائمة الـ 100 تضم شعراء من كل من الإمارات، الكويت، السعودية، عُمان، قطر، البحرين، اليمني، الأردن، السودان، العراق، فلسطين، سوريا، وأن موعد بث أولى حلقات "شاعر المليون" على الهواء مباشرة من شاطئ الراحة سيكون في 3 يناير 2012، حيث سيتنافس على بيرق الشعر 48 شاعراً عربياً. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 16-12-2011 10:20 مساء
الزوار: 1651 التعليقات: 0
|