|
عرار: العنزي الكويتي.. والعرجاني البحريني يتأهلان بتصويت الجمهور عن الحلقة الخامسة وبطاقة ذهبية للشاعر السعودي عبدالله المطيري في الحلقة السادسة ومع نهاية المرحلة الأولى من "شاعر المليون" .. طال الشعر وامتدت سلسلة النقد 8 شعراء من الإمارات والسعودية ومصر والعراق والكويت وعُمان يتنافسون ...الذويبي (السعودية) يفوز بـ49 درجة، والشمري (العراق) بـ48 ابو ظبي - عرار:وكما عوّدنا "شاعر المليون" منذ عام 2006 - انطلقت ليلة أمس الأربعاء الحلقة السادسة والأخيرة من المرحلة الأولى من البرنامج الذي كان قد بدأ موسمه السادس قبل شهر ونصف، حيث عرضت الحلقة الأولى من هذا الموسم في الـ12 من فبراير. وبذات البهاء الذي عهده جمهور "شاعر المليون" انطلقت شارة الحلقة عبر قناة أبوظبي - الإمارات، وقد ضمت القائمة ليلة أمس ثمانية شعراء زيّنوها بقصائدهم، وهم: أحمد الحربي، مستور الذويبي، عطاالله العنزي/ السعودية، علي القحطاني/ الإمارات، حمدان الديحاني/ الكويت، سعيد الحجري/ سلطنة عمان، علاء الرمحي/ مصر، هلال الشمري/ العراق، ليكون هؤلاء آخر شعراء المرحلة الأولى التي تضم 48 شاعراً شاءوا أن يكون ما يقدموه من شعر مليء بالدهشة والبلاغة والروح النبطية الجميلة، وتعاهدوا على إبداع كل ما يمكنه إمتاع جمهور الشعر خلال أمسيات امتازت حتى ليلة أمس بالقوة والتميز. نتائج الحلقة الماضية (الخامسة) قبل أن تسير قافلة الشعراء الثمانية الجدد؛ تم عرض تقرير مصور عن متحف العين، وعن تاريخه ومحتوياته، ثم أعلن كل من حسين العامري وشيما عن نتائج تصويت الجمهور المتابع لشعراء الحلقة الماضية (الخامسة) من المسابقة، ليتأهل بأعلى نسبة تصويت عبدالله العنزي/ الكويت، ومحمد جخير العرجاني/ البحرين، أما "بطاقة الذهب" فقد وجدت سبيلها - عن طريق د. غسان الحسن – إلى الشاعر عبدالله مدعج المطيري/ السعودية، لينضموا إلى حامد الكوكو /سوريا، وحمود اليحيائي /سلطنة عمان اللذين فازا بدرجات لجنة التحكيم في الحلقة الماضية. فيما خرج من صفوف المنافسة بعد أسبوع من الانتظار تيسير الذيابات/ الأردن، جديع العازمي/ الكويت، عبدالله شنار الزعبي/ السعودية، ودخل مكانهم إلى المسرح شعراء الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى، ليقدموا ما لديهم من شعر وجمال الكلمة وسطوتها. وهكذا وبعد ستة أسابيع من المنافسة متميزة والانتظار والتصويت والحماسة بين 48 شاعراً؛ انتهت المرحلة الأولى من "شاعر المليون" بفوز 12 شاعراً بدرجات لجنة التحكيم المكوّنة من د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، وفوز 12 شاعر اً بتصويت الجمهور المتابع، بالإضافة إلى الفائزين الثلاثة بالبطاقات الذهبية، أو بطاقات "الإنقاذ" كما أرد البعض تسميتها، علماً أن لجنة التحكيم كانت تملك أربع بطاقات، منحت للشاعر أحمد المجاحمة/ الكويت واحدة، والذهبية الثانية أنقذت الشاعر وديع الأحمدي/ السعودية، فيما جاءت الذهبية الثالثة من نصيب مواطنه عبدالله مدعج المطيري. شاعروا ضمنوا تواجدهم في قائمة الـ 28 عن الحلقة السادسة (الأخيرة من المرحلة الأولى): مع نهاية الحلقة السادسة أمس الأربعاء ونهاية المرحلة الأولى من الموسم السادس لـ"شاعر المليون" أعلن حسين العامري عن نتائج التصويت على ما اجترحه الشعراء من خلال النصوص أو الاختبارات، وفي البداية ذكر أن التصويت عبر المواقع الإلكترونية جاء لصالح سعيد الحجري من سلطنة عُمان بـ82%، وصولاً إلى تصويت جمهور المسرح الذي جاء لصالح الشاعر العراقي هلال الشمري بـ46%. أما لجنة التحكيم فقد استقر رأي أعضائها على اختيار كل من مستور الذويبي العتيبي الذي جاء أولاً مع 49 درجة، وهلال الشمري ثانياً مع 48 درجة. أما بقية الشعراء فقد جاءت درجاتهم كما يلي: حمدان الديحاني عطاالله العنزي وعلي القحطاني 47 درجة، علاء الرمحي 44، أحمد الحربي وسعيد الحجري 43 درجة. وقبل بث شارة النهاية التحكيم ختم سلطان العميمي بإيراد معيارٍ واحد لمرحلة الـ28 من البرنامج، حيث المطلوب من شعراء الحلقة القادمة قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، لا تقل عن 10 أبيات، ولا تزيد عن 15 بيتاً، أما المعيار الآخر فقد فضّل تركه مفاجأة يعلن عنها في الحلقة القادمة. والجدير بالذكر أنّ هذا الموسم يتكوّن من 5 مراحل، حيث المرحلة الأولى 6 حلقات، وكل حلقة يشارك فيها 8 شعراء، يتأهل منهم 28 شاعراً، وهؤلاء يتنافسون على مدى 4 حلقات ليتأهل منهم 12 شاعراً، وفي المرحلة الثالثة 3 حلقات يتأهل منهم 6 شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، وبخروج أحدهم من المسابقة يستمر التنافس بين 5 شعراء في الحلقة النهائية، وبناء على تقييم لجنة التحكيم التي تملك 60% من الدرجات، والجمهور الذي لديه 40% يتم اختيار "شاعر المليون" للموسم السادس. ومسابقة "شاعر المليون" منذ انطلاقها عام 2006 تحظى بجماهيرية كبيرة، وبمتابعة تفوقت على أية متابعة لمسابقة ثقافية عربية أخرى، وهي في هذا الموسم تحظى باهتمام بالغ نظراً للمستوى المتقدم للمتنافسين الذين استفادوا من تجارب الشعراء الذين كانوا شاركوا في المواسم السابقة، علماً أن الشعراء في هذا الموسم يخضعون لاختبارات أكثر من اختبارات المواسم السابقة. "شاعر المليون" من تنظيم وإنتاج لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي التي تواصل نجاحها في تعزيز جهود الحفاظ على التراث الثقافي لدولة الإمارات، وإعادة الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، إلى جانب استقطاب الاهتمام الإعلامي محلياً وإقليمياً ودولياً. تفاصيل الحلقة السادسة : نص الحربي.. تمثيل وتماسك مع أحمد صعفق الحربي بدأت الحلقة السادسة برحلة جديدة من الشعر ليلة أمس، فجادت قريحة الحربي بقصيدة وجدت ما تستحق من اهتمام لجنة التحقيق، وقرءاة جيدة لصورها وأبياتها، واللهجة المستخدمة فيها، والتي جاء في مطلعها: من على المسرح وألق وهجه وكرنفاله أقبلت مثل الفرس تختال بنت احساسي جت على صوت الوعد حرفٍ يلوح خياله عطرها يسبق خطاويها ويسكب كاسي من تحت سقف الجمال ومغريات اطلاله عرت الخفقه جسدها واسمعت جلّاسي كل شاعر طفل يربك لا جذب مواله لا عزف قيثاره بصدري وذكّر ناسي القصيدة ما هي بموقف ولا هي حاله القصيدة حضن روحي لو تضيق أنفاسي مستكملاً قصيدته بالبيتين: لو صبغت الشيب واخفيته وغاب هلاله كيف أ بصبغ قلبي الأبيض ويطلع قاسي شبت تو احساس روحي ما فرح باطفاله ما ارتمت بنتي بحضني واشتكت من ناسي ثم ختمها بقوله: ماني بشاعر وطن مهما مدحت أبطاله ماني بشاعر قبيله لافتحرت بساسي عن جميع القاب غيري مستريح وداله يكفي اني شاعر جروحي وعذب احساسي د. غسان الحسن وجد أن نص الحربي كان جيداً، ولو أن إلقاءه – كما قال - أعلى مما يتطلبه النص الذي يعبر عن مشاعر داخلية، أما المطلع المكون من الأبيات الثلاثة فهو في منتهى الجمال، فالصورة فيه جاءت تمثيلة ومتماسكة، ذات حركة ولون وصوت، لذلك رأينا مشهداً متحركاً، كما جاءت في النص صورة أخرى بذات الطريقة. والشاعر في نصه هذا كان ينظِّر في سبيل شرح دور الشعر في حياته، فجاء معبراً عن إحساسه، ويبوح بما في داخله، وما أعجب به د. الحسن هوالبيت الأخير (ماني بشاعر وطن مهما مدحت أبطاله/ ماني بشاعر قبيله لافتحرت بساسي)، لكنه ختم رأيه النقدي بالقول: لم يراعِ الشاعر الوزن، فعسف بالقافية في البيت الأول بسبب مفردة (كرنفاله)، كما أن اللام في مفردة (داله) في البيت الأخير جاءت مكسورة، بينما هي في بقية النص مفتوحة. سلطان العميمي أشار إلى أن النص كان بمثابة سيرة شعرية ذاتية، وهو نص منبري أضاف إليه الشاعر من خلال إلقائه، وهو – أي النص - من بدايته إلى نهايته وضع الشاعر على منبر الإلقاء الجميل، وقد لاحظ العميمي وجود جماليات تصويرية في النص، كما الحال بالنسبة للبيت (لو صبغت الشيب واخفيته وغاب هلاله/ كيف أبصبغ قلبي الأبيض ويطلع قاسي)، كما لاحظ وجود مفردات تدل على الأصوات والحركة، وعلى مشاعر الفرح والحزن، ما منح النص حياةً، إلا أن البيت الذي علق عليه هو (ما مسحت بخدمها دمعة حزن مختاله/ ما لعبت بشعر غاليتي وطار نعاسي) إذ ليس هناك دمعة تختال على الخد، لذلك كانت صورة غير موفقة. حمد السعيد أعجبه النص، وأشار إلى جمال الصور الشعرية، وإلى الترابط الواضح بين الأبيات، وهذا كله يؤكد حرفة الشاعر الذي استخدم اللهجة العامية في بعض مواقع نصه، وهو حق مكتسب له، ولعل أكثر ما أثار انتباه السعيد البيت (القصيدة ما بموقف ولا هي حالة/ القصيدة حضن روحي لو تضيف انفاسي)، إذ وجد عبارة (حضن روحي) من أجمل تعريفات القصيدة، كما أشار إلى روعة البيت (كل شاعر طفل يربك لا جذب مواله/ لا عزف قيثاره بصدري وذكّر ناسي)، أما البيتان (البياض اللي نسى عمري وراسي طاله/ والله إنه لوّن قلبي قبل يلمس راسي) و(عن جميع القاب غيري مستريح وداله/ يكفي اني شاعر جروحي وعذب احساسي) ففيهما صور جميلة جداً، وبشكل عام جاءت أبيات النص متسلسلة وتراكيبهها مميزة، فيها نقاء واضح، وكأن الشاعر هيأ الجمهور لما في داخله. الديحاني.. وبئر الإبداع النص الثاني (مفازة) ألقاه الشاعر حمدان الديحاني، وتحدث الشاعر من خلال نصه عن الصداقة، وقد فقال في الأبيات الأربعة الأولى منها: ينامون العباد وتسبح الأرواح واعرّض صدري النسناس واضمّه معي قلبٍ من عدود الوفا يمتاح بنى الصدق حلمه والعمر دمه أنا اللي لا شعر بالهم ما يرتاح إلين يسولف لغاليه عن همّه صديقي ماني بطير على الملواح لا جتّه السانحه بتمر من يمّه ثم قال في خمسة أبيات لاحقة: معي وردة عتاب وعطرها فوّاح ما سمّيته وانا منتظرك تشمّه بقول اللي بقوله والقلوب صحاح عشان أوفي لنفسي وابرّي الذمّه ترى صمتك مفازة واللسان سلاح إذا ما تحسن استخدامه مطمّه لا يغريك الكلام ان شفت برقه لاح تحسب ان لي لسان ينقل النمّه تراني ماني اللي لا خويّه راح يسولف فيه عند الناس ويذمّه ليختم بالقول: خويي لا تعتر ف الزمان وطاح اوقّف وقفة تجرح بني عمّه أقدّم لد يديني والليال شحاح ولو ماني بمن لحمه ودمّه ومن دون القريب ان صار زرق رماح أنا رجّال من كمّه ليا كمّه إذا للطيب للطيب بير يارده ميّاح كبود الأقربون أولى من الجمّه سهل ممتنع، هذا ما وجده سلطان العميمي في الديحاني، وإنساني جميل، مكتوب بصدق وبشاعرية، ومن مميزاته أن الموضوع لم يشغل الشاعر عن التصوير الشعري، حتى الأبيات مباشرة كانت جميلة المعنى، أما البيت الأخير من النص (إذا للطيب للطيب بير يارده ميّاح/ كبود الأقربون أولى من الجمّه) ففيه إشارة تركت انطباعاً عن الشاعر الذي كان يغرف من بئر الإبداع. حمد السعيد أشار إلى آخر ثلاثة أبيات قبل البيت الأخر، حيث اختصرت ما جاء في ذلك النص الجميل، والمميز في نص الديحاني أن الشاعر لم يخرج عن موضوع الصداقة، ومع ذلك لم يأتِ الشعر مملاً، ما أعطى الديحاني انطباعاً عن ذاته، وهو الذي وظّف مفردة (ميّاح) بشكل جميل. د. غسان الحسن أشاد بالنص الذي يحمل السلام والتسامح والمحبة مع الصديق والأخ، وهو ما انعكس على الشاعر المتصالح مع ذاته، وعلى أطراف النص كذلك، وفيما يتعلق بالكلمات فقد استخدم الشاعر الجميل منها، والخفيف غير الوعر، مبدياً إعجابه ببيت بسيط لكنه عميق (أعدي زلّتك واعدّها يا صاح/ حصاة زلّ فيها السيل من قمّه)، وبجمال الشعر والتصوير في النص الذي يحسب للديحاني. الحجري.. لامفاتيح في النص سعيد الحجري ألقى نصه (الأنفاس) الذي اتسم بالغموض، وبغياب شبه كامل للمفاتيح التي يمكن أن تمنح المتلقي فرصة معرفة إلى ماذا يرمي، ومما قاله في مطلع نصه: من صحاري عمان ومحزم الاطعاس كفخ شاعر وشرّف ناسه وربعه مثلما شرّفت الاسهم وجه الاقواس بعدما صاحت العذرى تبى فزعه من الانفاس يبني عمر للانفاس وإذا غابت شمس يومه لها طلعه يصحيه الاذان وف العيون نعاس عرك عينه عن نعاس بطرف صبعه وأردف في أبيات لاحقة: شربنا الكاس لكن ما نهينا الكاس يقولوا الاتكيت تحطبه ربعه نقلدهم وحن لوحة تحت دباس من الغرب وتبرهم خذنا هاللمعه يا كم معده ومربوطة من الإفلاس يا كم معده ومربوطه من الشبعه وقفل النص بقوله: لبسنا ثوب يسمّونه بثوب الياس مثل ما حنّ لبسنا يوم بنخلعه ما دام خشومنا ترمس مع النسناس منثره الريح يرجع يوم ويجمعه حمد السعيد قال إنه فهم كل بيت على حدة، إذ لم يكن في القصيدة مفاتيح، ومع أن مدخلها جميل لكنها بدت غامضة، وقد شكت من عدم ترابط الأبيات، ورغم الكوميديا التي أضافها الشاعر إلى نصه إلا أنها لم تخلُ من جمالية الصورة، ومن الترابط بين الصدر والعجز إلا في بيت واحد، وختم بالقول من حق المتلقي أن يفهم القصيدة. د. غسان الحسن من جانبه أشاد بنص الحجري الذي يدل على شاعرية عظيمة، ولعل الشطر البيت (يصحيه الاذان وف العيون نعاس/ عرك عينه عن نعاس بطرف صبعه) يدل على ذلك، حيث الشطر بمقام قصيدة في التصوير والفكرة، أما الأبيات الأولى فهي غاية في الجمال، وفي كل بيت وجد د. غسان شيئاً لافتاً، وكذلك البيت (يا كم معده ومربوطة من الإفلاس/ يا كم معده ومربوطه من الشبعه) بما فيه من تناقض جميل، لكن د. الحسن لم يستطيع الربط بين ذلك البيت والبيت الذي تلاه (متى نهدف وحنا شغلنا حراس؟/ ولّي نحميه عاد لغيرنا نفعه)، وقال د. غسان في ختام رأيه: مع أن الشاعر ترك مفاتيح النص عنده وبما أدى إلى عدم وصول المعنى للمتلقي؛ إلا أن ذلك لا يقلل من شاعرية الديحاني العظيمة والواضحة. إلى ذات المشكلة أشار سلطان العميمي، وهي غياب المفاتيح التي غيّبت دلالات النص، إلى جانب غياب الترابط بين الأبيات، ما أثر على النص بشكل كامل رغم كل ما فيه من شاعرية. العنزي.. نزْف الشعر عطالله العنزي ألقى عذب الكلام ليلة أمس من خلال نص فيه الكثير من حلاوة الحب ومن وجع الحب أيضاً، وقد قال في أبياته الأولى: ما احتاج منك كلام احتاج منك اهتمام حلاوة الحب في صدقه وعفويته لو ازهرت في ثرى سمعي غصون الكلام دون اهتمام ومودة كنّها ميته نظرة وبسمه تكفي عن كلام الأنام اللي يبيّن غلا قلبك وحنيته لو إن كسر الخواطر مثل كسر العظام كلّا جبر خاطره واقفى على نيته واستمر في شرح حاله كعاشق بقوله: اللي حطبني بفاسه ما تركني حطام أشعل هشيم الضلوع بنار وحشيته ابسأله بعد هذا كيفه عينه تنام؟ ما كل من هو طليق يعيش حريته ليختم بأبياته: لك عرق تقدير في صدر وعذق احترام ما ينكر العهد لو ان الضما بيته وإن كنت تحسب على ضعفه يجيك انهزام والله ليتبعك ما شفعت انهزاميته أبشّرك تنبض أحلامه وحاله تمام لو ميسم البعد من يقوى على كيته وليا سمعت بخبر موته وعفت المنام الله يعينك على فقده قبل ديّته النص جميل، وفيه مفارقة بين الشاعر والمحبوب، بين الحبيب الذي يحاول إصلاح الموقف، والطرف الثاني الذي يُعرض عن ذلك. هذا ما أشار إليه د. غسان الحسن، وقد برز هذا من خلال صيغتين، صيغة المخاطب للمحبوب، وصيغة الغائب للشاعر، وذلك بهدف إيصال رسائل معينة، وبشكل عام النص مليء بالصور الشعرية المتميزة التي تحلّق في سماء الشعر. من جهته أشاد سلطان العميمي بالشاعر عطاالله العنزي الذي عاد إلى شاطئ الراحة ليتألق ثانية من خلال نص جميل ذكرّه بالشاعر محمد مريبد العازمي، بما يحمل النص من تلقائية وسلاسة وعذوبة وبناء محكم ومتقن، وكما كان المطلع متميزاً كذلك كانت الخاتمة، فجاء مثلما يجب أن يكون النص الشعري المتكامل، ثم توقف العميمي عند البيت (ابسأله بعد هذا كيفه عينه تنام؟/ ما كل من هو طليق يعيش حريته) ليقول إنه بيت يُسجل بماء من ذهب، وأن نص عطاالله يطول فيه الكلام. حمد السعيد وجد أن النص من نوع السهل الممتنع، وبساطة الشعر فيه ممزوجة بالجزالة، مضيفاً أن من يكتب هكذا نزف ينم عن أنه صاحب تجربة، لديه صور جميلة تجلّت في البيت (والله لو إني صحاري وانت وصلك غمام/ ماني شفوقً على شوفه ولا جيته)، وفي البيت (وإن كنت تحسب على ضعفه يجيك انهزام/ والله ليتبعك ما شفعت انهزاميته) الذي يبدي فيه الشاعر شموخاً وكبراً يكلّف الشاعر، وكذلك في البيت (اللي حطبني بفاسه ما تركني حطام/ أشعل هشيم الضلوع بنار وحشيته)، وكل ما في النص من شعرية وجمال وعذوبة ساهم في إيصاله للجمهور. الرمحي.. حِدا وتورية من ارض الكنانة.. من الفيوم جاء علاء الرمحي ليلقي نصه النبطي (انتباه)، وهو الذي تعلّم ذلك الفن الشعري غير الموجود في بيئته كما أشار د. غسان الحسن، العقل طارب والشعر في بوظبي معاه قبل الخواطر تطلبه يجرى على لسان القلم وافكار تصافق طرب صفقة سحاب يفيض ماه روى اجداب وبشرت بالخير والمرزم رزم والشعر قايد معركة كي شال عينه في فضاه الجدي لوّح منتصر وسهيل في وجهه ابتسم فيما ختم نصه بالأبيات التي قال فيها: من ف البلاد إلا مصر قال اسمها وحي الإله؟ إلا نبا القدس الشريف وأرض يثرب والحرم لقمان منها حكمته ولمريم بعيسى نجاه فيها نشا موسى النبي وبطورها ربي قسم فيها بنى الاسلام دولة تكسر ظهور الطغاه جنكيز جاها وانكسر ولويس جاها وانهزم ما يهزها بنى الخراب؛ الله يطيح ما بناه كذبه كذبها سامري وبدل إلهه بالصنم وان كان مركبكم جنح في شط تسطير الجباه ما زال يا روس الفتن حجاج سيفه ما انثلم سلطان العميمي قسّم النص إلى عدة كتل، وفي كل كتلة عدة أساليب، منها أسلوب التصوير السينمائي، الأسلوب مباشر، أساليب التورية، وأساليب النداء والأمر والنفي، ما جعل في النص ذلك التنوع الجميل، كما أشار العميمي إلى ثراء النص بالمفردات والإسقاطات المرتبطة بالدين والتاريخ على حد سواء من خلال طرق الحدا الذي استخدمه الشاعر لإيصال المعنى الذي يريد، ورغم صعوبة هذا الطرق إلا أن أبيات الشاعر نجت من سقوطها في فخ الحشو. جمال أبيات المقدمة التمهيدية هو ما لفت إليه حمد السعيد، وأيضاً إلى حضور الشاعر الحماسي الذي استخدم طرق الحدا، ما منح النص جمالية خاصة، مشيراً إلى تركيز الشاعر على أحداث التاريخ بما فيها من هزائم. في حين رأي د. غسان الحسن أن مسيرة الرمحي مع "شاعر المليون" كانت جميلة ومتصاعدة، موضحاً أن الشعر النبطي ليس فناً شعرياً منتشراً في بيئة الشاعر، ومع ذلك حين دخل إليه أتقنه، إلى أن وصل إلى أكبر منصة ليلقي نصاً مطرزاً بلهجته، ما يدل على استيعاب الرمحي الشعر النبطي. من جهة ثانية دل د. الحسن على التصوير الجميل الحاضر في النص، والتورية التي استعملها الشاعر ثلاث مرات من خلال لقطات جميلة، علماً أنه قلما ترد التورية على ألسنة الشعراء، والشاعر هنا استخدمها بوعي، فذهب إلى تعداد ما مر على مصر من أحداث وأسماء جاءت كتطريز للإطلال على ماضي مصر، لكن كان بإمكان الشاعر استخدامها بشكل أغنى مما أوردها في نصه الذي ألقاه. القحطاني.. حرفية الربط علي محمد القحطاني المبدع كعادته - مثلما قال حمد السعيد - ألقى في الأمسية نصاً سياسياً مرمّزاً موضوعه الفتن، فيه جماليات متناثرة لكن القحطاني تمكّن من ربطها بحرفية، وتوظيف المفردات بشكل جيد، وقد جاء في مطلع (نبات الخديعة): نبات الخديعة زاف لا تتعب العساس شباع ن هملها ف الضحى من نواويره كلت روسه الجرب وبقى جذوعه اليباس تعداه سود الطرش واتخم مغاتيره بروق الفتن ما تشهب إلا رعاع الناس تسابق عليها هفت الدلو في بيره سنا نوضها يجذب سجين الدجل والياس يسريه جهله بس ما ياصل الديره حذر ف الغلس واديه متنحر الخناس بعد ما خذا من الشيخ فتوى وتأشيره ليضيف في متن النص: عثى العفن فوق الأرض يفسد بدون قياس وغدا الغش والتغرير له منهج وسيره سما بكل طامن فرع ثم صوره نبراس وهوى بكل عرف من السما في محاديره رثع بو دلامه في عباتك يبو نواس رفع له قميص ن ما حدن صك أزاريره ثم قفل ببتين قال فيهما: بيوت العناكب ما تشيد على أية ساس خيوط ن بناها الشك تسكن بها الحيره حفيت المعزّة ما درى ببارد النسناس رياح الزمن تنحته ما بان تاثيره وقد أشار د. غسان الحسن إلى أن النص من النوع الثقيل، حيث فكرته كثيفة وكذلك صوره، أما المفردات ففيها زخم، ما يثبت أن الشاعر يعرف كثيراً من المفردات، في حين ذهب الشاعر إلى موضوع حساس، واستخدم فيه صوراً شعرية، فقال أكثر مما لو استخدم أسلوباً مباشراً، وبانت الصورة وكأن لها ظلال تبعد الحرج عن الشاعر، ومن البيت الثالث وحتى قبل نهاية النص برزت صورة واحدة متماسكة كان هدفها كشف زيف الناس ومواقفهم، ومن مميزات هذا النص أن الشاعر لم يغلقه على القارئ، فترك المفاتيح في نهايات الأبيات، وهذا ما أضفى جماليات عليه. فيما لفت سلطان العميمي إلى ارتباط الشاعر بالبيئة، وإلى عناصر البيئة، وما في نصه من أسماء وأعلام تاريخية، فكان موفقاً في توظيفها، كما أشار العميمي إلى جمال وتميز البيت الذي قال فيه الشاعر (نحسبه حبر واثره جبارى ن تغط الراس/ فرى زورها الحقد وثعت ريشها الغيرة). العتيبي.. وحبر الإبداع مع (برق الحيا) والخبرة والنضج كان لقاء الجمهور بالشاعر مستور العتيبي، إذ ألقى نصه الذي انتهى بقافية اعتبرها د. غسان الحسن "لزوم ما لا يلزم"، وجاء في مطلع نص العتيبي: تلوح البشاير مثل برق الحيا لا لاح بغر المزون اللي مطرها يبشّرني عن اللي غيابه ريح ليل وظلال أشباح عليه اتوجّد ما معي ما يصبّرني ترك لي ربيعه شي من عطره الفواح وتركت لخريفه كل ذكرى تسهّرني وعلى مسرح شاطئ الراحة تابع العتيبي إلقاء الأبيات التي اقتطفنا منها: واسولف عليه حكاية البحر والملاح واسافر بحلم واقعه ما يغيّرني يقول المواني خاليه والعطش ذبّاح متى يستحي وجه الزمان ويعبّرني؟ ليختم مع الطموح والشجاعة الغربة: طموحي شجاع ونظرة الشامتين رماح وغربة سنيني للمنافي تهجّرني وأنا بين حلم وقل حيله ونزف جراح حضرت ورضيت بدبرة اللي مدبرني إن النص ذاتي، أحسن الشاعر تداوله، لكنه بدأ بـ(تلوح البشاير)، وانتهى بـ(نزف جراح)، وفي ذلك تناقض. هذا ما أكده د. غسان الحسن بدايةً، ليضيف أن النص بدا وكأنه دائرة ملتفّة على بعضها، مع أنه متميز جداً من الناحيتين الجمالية والتصويرية، ولا يكاد يخلو بيت من ذلك، أما القافية فقد تكونت من ثلاثة حروف، هي الراء ونون الروي، وحرف الياء، غير أن الشاعر التزم بالشدة التي كانت بمثابة "لزوم ما لا يلزم"، فأرهق بها ذاته، ومع ذلك وصل إلى بر الأمان. سلطان العميمي قال إن النص مكتوب بحبر الإبداع، فالبناء مكين لا فجوات فيه، سلس ولغته بسيطة وعنيفة في ذات الوقت، والصدر في بعض الأبيات يعزز الذاتية، في حين لم يكن الغائب موجوداً في العجز. حمد السعيد رأى في النص ما رآه العميمي من إبداع، وخصوصاً في التشبيه والتوظيف الجميل للمفردات وفي الإشراقات المتميزة التي تؤكد أن النص السهل الممتنع كُتب بنضج وبخبرة. الشمري.. ختام الشِّعر شِعر هلال الشمري كان آخر متسابقي الحلقة والمرحلة أيضاً، إذ ألقى ليلة أمس قصيدة (الكلمة الحسنى) التي قال فيها: نطشّ الكلمه الحسنى على درب المطر باذار وإذا مالت سنابلها تعم الناس في خيره ولا صارت لنا سلعه جلبناها على تجار على دينار ما يسوى لجل كثرة دنانيره تقص لسانها بيده إذا جاره عليها جار تخاف يغيب عن رشده يخون الملح والجيره ربت معنا على فطره ولا سمعت كلام حبار ولا تاهت خطاويها على راهب سكن ديره وإلى سنجار ذهب بأبياته فقال: يدوّي صوته الصاح على قمة جبل سنجار يردد له نخيل الفاو والهور وعصافيره صيامه حول ما فاده يحشرونه مع أهل النار أجل يكفي وهي تدفع زكاة ذنوب عن غيره وانا هالحين مفتي له على مثله يجوز فطار وكبّر له على منبر يهز القاع تكبيره ومن بابل وعشتار إلى الكوفة والأنبار جال في خاتمة نصه، إذ قال: أسد بابل شكف بيد عجز يحمي وجه عشتار كثر ما دقت كفوف المخازي به مساميره وشوف اموات حيّانه عليها وسم أهل ذي قار دبشها بالحمى يرعى ولا زعلو هل الديره وشوف بكارنا ضمّر يقص بجلده المنشار طهارة حشمته عيّت تلوذ بجاه خنزيره لذلك صاحت الكوفه قبل ما صاحت الانبار أنا ما ريد مسياري عليك يصير تأشيره سلطان العميمي أثنى على القصيدة التي أكد أن كل أبياتها تحمل صوراً شعرية جميلة، فعرّفت عن هويتها العراقية، وحملت في متنها دلالات أماكن وأسماء وآثار وخصوصية، وكان ذلك لافتاً، مؤكداً أن لا بد أن يكون للقصيدة هوية. وبرأيه أن النصف الأول من النص كان أكثر وضوحاً من نصفه الثاني الذي اعتمد الترميز، كما تحدث عن المفردات التي جاءت في النص الدالة على الصوت، وهي مؤثرة سماعياً، وتلك الكلمات إلى جانب الصور الشعرية أعطت النص صدى صوتياً جميلاً. "ذيب سنجار" هو اللقب الذي أطلقه حمد السعيد على الشمري الذي جاء بنص جميل جداً مغلف بالرمزية، ومن المطلع إلى النهاية كان النص جميلاً جداً، وفيه مفردات تدل على الرمزية، وهذا الأمر مباح للشاعر لأسباب عدة. قبل وبعد الحلقة أطلت د. ناديا بوهنّاد والإعلامي عارف عارف، فعرّفا الجمهور على صفات الشعراء الذين تباروا ليلة أمس، مؤكدة أنهم - من خلال الاختبارات التي خضعوا لها قبل الحلقة وخلالها - يقدمون صورة عن طبائعهم، وعما لديهم من إمكانات، ومن هنا يمكن تحديد سمات شخصياتهم، ما يعني أن التجربة الواقعية على خشبة المسرح تُظهر الكامن في دواخلهم، وتضعهم على المحك، فيتصرفون من دون تكلّف، وحسب ما وصلت إليه د. بوهنّاد من تحليل لشخصيات الشعراء؛ تبيّن لها أن أحمد الحربي تقديره لذاته منخفض، قلقه طبيعي، منظم ومندفع، لكن يمكن الوثوق به فهو يتحمل المسؤولية، والحربي صريح ومفعم بالحيوية، بسيط وقليل الخبرة، ومع أنه مخلص مع الجنس الآخر، لكنه مثالي، وتوقيعه يدل على عدم واقعيته، وحسب الاختبارات شخصيته انطوائية، فيما جاء إلقاؤه معبراً، على الرغم من أن صوته كان مرتفعاً في البداية. حمدان الديحاني إنسان اجتماعي ومنظم، مسؤول وقيادي، حيوي ونشط، مبدع ومبتكر، حنون رقيق، لكن في شخصيته نقاط ضعف يحرص على عدم إظهارها، فهو ضعيف من الداخل، ويعرض ذاته للهجوم، مع أنه أحياناً يمارس دور الضحية لكسب الآخرين، ومن صفات الديحاني أنه واضح، وحضوره على المسرح ليلة كان جيداً، كان واثقاً بذاته أثناء إلقاء نصه، وبدا مرتاحاً مبتسماً ومستعداً لتقبل الرأي. سعيد الحجري ليلة أمس كان حماسياً وجيداً في المسرح، كما في حل المشكلات، والحجري رغم واقعيته إلا أنه مرن، يملك معلومات كثيرة لكنه نظري وبسيط، بالإضافة إلى أنه قليل التجارب، وهو في داخله مهزوز قليلاً، وتقديره لذاته ضعيف، وهي ذات الصفة الموجودة عند عطاالله العنزي الذي يسعد الناس، ولديه قدرات خاصة، ويعمل بجد، ومن صفاته أنه حازم ومكبوت إلى حد ما، استبدادي، ويحمي ذاته من الآخرين، وعلى المسرح كان جيد الحضور، وقد تفاعل مع اللجنة، وبدا مستعداً لتلقّي آرائها وواضحاً وبشوشاً أيضاً. وبذات الدرجة جاء تقدير علاء الرمحي لذاته، لكنه حسب الاختبار عملي وجسماني، وهو عنيد ومعجب بذاته، إلى جانب أنه شفاف في التعامل، وليلة أمس دخل المسرح بقوة وحماس وثقة، ووظف حركاته لصالح مضمون النص الذي ألقاه، إذ أظهرت لغة جسده انفتاحه. تقدير علي القحطاني لذاته كان فوق المتوسط، وهو بحسب النتائج يناقش ويتعلم ويختبر الجديد، يتصف بالذكاء في إدارة المال، وعنده قدرة على الإقناع، القحطاني تكنولوجي، وهو قاسٍ على ذاته وعدواني، يخاف وغير واضح، ومع أن دخوله المسرح ليلة أمس كان متواضعاً، إلا أن أداءه كان معبراً وجيداً، وهي ذات الصفة التي تجسدت عند مستور العتيبي أمس، والعتيبي حسب اختبارات د. بوهنّاد تقديره منخفض لذاته، حنون، وعنده كاريزما، مغامر وخيالي، متمرد وثوري، ومع أنه غير واضح إلا أنه طموح. هلال الشمري: كريم، عنده ذكاء في إدارة المال الذي يحب، حساس واجتماعي، تلقائي ويحب المفاجآت، قاسٍ أو عدواني مع الناس، قلق ولديه خوف، يلعب دور الضحية ولا يشعر بالأمان، يؤمن بذاته، ولديه خبرة في التكنولوجيا، وفي الأمسية تميز بأداء رائع، فوظف حركات الجسد لصالح النص الذي ألقاه لأنه مؤمن به. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 22-03-2014 02:47 مساء
الزوار: 2780 التعليقات: 0
|