المشاركة في فعاليات المسرح الأردني الثامن عشر، والتي قدمت أول من أمس على مسرح محمود أبو غريب في المركز الثقافي الملكي.
جاءت رسائل المسرحية تطاول مفهومات إنسانية، تنبني عليها طبائع حركة البشر في عيشهم ومعاشهم، في كل المجتمعات البشرية المعروفة على القارات الخمس، فمسألة تحول وتغير الأفراد بعد زواجهم، وصيرورة بقاء العلاقة ملتبسة بين الكنة ووالد الزوجة والزوج، فتلك المسائل مستوطنة في العمران الإنساني في مختلف حالات وتطور المجتمعات.
تحدثت حكاية المسرحية عن المشاحنات والخلافات الدائمة، بين زوجين حديثي الزواج، بسبب اتهام كل منهما الآخر بمسائل إتهامية، إلى أن تتطور هذه المشاحنات، بدخول والد العريس، وهو جنرال متقاعد، والذي يريد أن يسير زواج إبنه وفق رؤاه الموائمة لحقب تاريخية قديمة تجاوزها المجتمع.
إلا أن الأبنية العميقة تحيلنا إلى مسألة إحدى قوانين الجدل الديالكتيكي الماركسي؛ وهو (نفي النفي)، حيث يندفع بموجبه الجديد في البناء الرمزي للمسرحية، وهما الزوجين، إلى الأمام نافيا القديم وهو الجنرال المتقاعد ومتجاوزا في سنن تطور وارتقاء المجتمعات البشرية تلك الرؤى التي تجاوزها الزمن، وكأن تيار الوعي للمسرحية يطرح حاجة المجتمع التونسي إلى تجاوز الإدارة السياسية والاجتماعية للبلاد والعباد، إلى إدارة جديدة، وهذا ما عبرت عن ثورة الربيع التونسية الأخيرة.
خشبة المسرح خلت من أي كتل ديكورية، عدا بعض الكراسي، وسلم حديدي صغير مزدوج، وبالتالي جاء تأثيث الفضاء دلالات توليدية وتحويلية طرحت معاني ورسائل المسرحية؛ بفعل أداء الممثل أساسا، الذي تأسس على تقنيات الفعل الداخلي أساسا، التي فاضت نبرات، وإيماءات، وتعبيرات الوجه، ومن جهة ثانية تجلت تقنية ذاكرة الإنفعال، بتوظيفها دراميا، باستدعاءالانفعالات كان مدروسا، ومركزا، فكان الإيهام يحضر بقوة، وصدق وإقناع، بما قدمه الممثلون الثلاثة من فهم عاطفي وذهني للمواقف التي تورطت الشخوص الثلاثة فيها، التي قدموها في مآزق عائلية واجتماعية، ونفسية، ومن جهة ثالثة جاء الأداء الحركي موزونا بإيقاعية مع الإضاءة، حيث كانت تعبد طرقا لحركة الممثل، على الخشبة، ومع السلم الحديدي المزدوج حيث جاءت جمالياته فضاءات متعددة أثناء الصراع بين الزوجين فيما بينهما، وقدمت شخصية الجنرال المتقاعد درسا بليغا في الأداء، حيث ظهرت العفوية والبساطة، في سمة تعبيرية فعليه سواء الداخلية أو الخارجية.
إلى ذلك قدم أربعة ممثلين إيطاليين، أول من أمس على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي،عرضا بعنوان «مقطع عاطفي من أجل أربعة ممثلين» وجاء نوعا من «اللعب المسرحي»، المتعلق بإقامة علاقات إيحائية وتعبيرية، بين أداء الممثل مع مواد من الخشب والورق، وأعواد القصيب، والخيوط، ناشئا عن هذا الاشتغال حكايات بسيطة عابرة، غير مترابطة إلا لماما، وإنشاء شخوص إنسانية وحيوانية، في سياق هذا الإشتغال، ولكنها تشير بقوة إلى أهمية هذا النوع الهام مسرحيا، على الورش، لجهة الرقي بأداء وخيال الممثل، كشرطين أساسين في تطور عمل الممثل المسرحي. وشارك في هذا الاشتغال كل من آدم كراوسزوك، ومارشيان بيرشوش، ورافال روتكاوسكي، وماكيج ويرزبيسكي، وتصميم الملابس باولينا كزير نيك، والموسيقى سزمبور *** ، وزاكروسكي.
عروض الليلة
المسرح الرئيسي / المركز الثقافي الملكي
التاسعة مساء
مونولوج غربة / الكويت
المسرح الدائري /المركز الثقافي
السابعة والنصف
ثلاثة احزان مسموعة، الاردن   
مسرح اسامة المشيني،اللويبدة
الخامسة والنصف
مكلان ماكبث، ايطاليا
مركز الحسين الثقافي
الخامسة والنصف مساء
سيرة ذاتية،الاردن
الندوات التقييميةعن مسرحيات: مقطع عاطفي ،هدنة من تونس ، من السعودية.البندقية
المتحدثون: خالد الطريفي ، فيصل قحطان، مظفر الطيب    ادارة الجلسةد. هناء عبد الفتاح