|
قال وزير الثقافة، مصطفى الرواشدة، "لقد كان الأردن وما يزال يمثل النموذج العروبي بمواقفه تجاه أمته وقضاياها وعلى رأسها وفي مقدمتها قضية فلسطين، ومساندة الأهل في غزة بالغالي والنفيس، وهو الموقف الذي جسده جلالة الملك عبد الله الثاني، موقف الشرف الأردني الذي يسجله التاريخ". وفي كلمة له خلال رعايته الاحتفال الذي نظمه اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين بمناسبة ذكرى معركة الكرامة امس الأربعاء، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان، أشار الرواشدة إلى أنه في الواحد والعشرين من آذار من كل عام نستعيد بإجلال وإكبار ذكرى معركة الكرامة الخالدة، التي سطّر فيها أبطال القوات المسلحة الأردنية -جيشنا العربي، أسمى آيات الصمود والبطولة في مواجهة صلف العدوان وغروره. وقال "نستذكر باعتزاز وفخر أبطالنا الذين دوّنوا معنى الصمود في صفحات التاريخ، ونستذكر الشهداء الذين التحقوا بمواكب الشرف والعزة والمجد، ونستذكر وقفة جنودنا البواسل بقيادة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه". وأضاف وزير الثقافة "نستعيد بهذه المناسبة مواقف ومقولة جلالة الملك عبد الله الثاني إن "الدرس التاريخي المستفاد من هذه المعركة، والذي يجب أن يفهمه العالم، وأطراف الصراع في القضية الفلسطينية، أن الحل وتسوية هذه القضية، لا يمكن أن يكون بالحروب، ولا بفرض أي حل بالقوة، وإن الحل لا يكون إلا بإعادة الحقوق إلى أصحابها". ولفت إلى أن ذكرى معركة الكرامة ينبغي أن يدوّنها المثقف والمفكر والمؤرخ، ويكتبها والروائي والقاص، ويرسمها الفنان التشكيلي، ويستعيدها المسرحي والسينمائي صورة ونصا لتدوين السردية الوطنية بلسان أبطالها وجنودها البواسل. وقال رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين عليان العدوان: تظلُّ الكَّرامةُ تلكَ المعركةُ الخالدةُ الَّتي أعادَتْ الثقةَ والعِزّةَ للعربِ وأعطتْ مِثالاً واضِحًا عَلى اسْتِبْسَالِ الجُندِّيِّ الأردُنِيِّ فِي مَعنَوياتِهِ العَاليةِ، فكانَ النَّصرُ ، وكانَ المَجدُ عَلى جِباهِ أولئكَ الأشاوُسِ السُّمْرِ الّذينَ سَطّروا الصَفَحَاتِ البيضاءِ الّتي نَتَغنَّى بِها دَائِمًا. واضاف، الكَّرامةُ الّتي خَطّهَا جَيْشُنَا العَربيُّ عَلى ثَرَى الكَّرامَةِ والجِبالِ الشَّمَاءِ والرَّوابِي المُطِلةِ عَلى تُرابِ النَّصرِ والشَّهادَةِ، هيَ الكَّرامةُ ذاتُها الّتِي يُكرِّسُها سَليلُ آلِ البيتِ الأطهارِ جُلالةُ المَلِكِ عبدِاللهِ الثاني ، ضِدَّ الإرهابِ والتطرُفِ ؛ لِيظلَّ هذا الوطنُ الأردنيُّ الكبيرُ عَلى الدَّوامِ المِثالَ والنموذجَ فِي وَحدةِ الصَّفِ وقوةِ الانتماءِ والوعيِ بمخططاتِ الأعداءِ وكيدِ الكائدين. وتابع العدوان: سَتبقى الكَّرامةُ امتدادًا للثورةِ العربيةِ الكُبرَى مُتجذِّرَةً في عُروقِنا ، حيثُ مواكبُ الشهداءِ الحافلةُ بالشهيدِ تلوَ الشهيدِ مِن جَميعِ مُرتباتِنا الأمنيةِ وجيشِنَا العربيِّ الأردنيِّ الباسلِ الَّذي يخوضُ معاركَ الشَّرفِ والكّرامةِ للذَوْدِ عَن حِيَاضِ الوطنِ ، في حُدودِهِ الشَّماليةِ والغربيةِ والشَّرقيةِ كُلّمَا اقتضَتِ الحاجَةُ إلى ذَلِكْ. وفي كلمة القوات المسلحة في الاحتفال، قال مدير المركز الإعلامي في مديرية الإعلام العسكري العقيد الركن محمد النعانعة "ها هم الأردنيون يفخرون بمعركة الكرامة التي وإن مضى على ذكراها 57 عاما إلا أن ألقها يتجدد"، مؤكدا "أن الأردنيين في كل عام بذكرى معركة الكرامة يزدادون يقينا بنصر الكرامة الذي وسم الأردن بمشهد حافل بالتضحيات وعابق بصور البطولة والإباء حينما ضرب فيه نشامى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أروع الأمثلة فداءً للوطن". وأكد النعانعة أن معركة الكرامة أردنية الإنجاز وهاشمية القيادة وعربية الانتماء، منوها بأنها أثبتت أن الأرض الأردنية ما زالت تنجب الانتصارات منذ معركتي مؤتة واليرموك وصولا إلى معركة الكرامة الخالدة، مشيرا إلى أن هذه الأرض خضبت بدماء آلاف الصحابة ودماء أبناء الأردن الذين تجاوزت تضحياتهم إلى فلسطين والبلدان العربية. وقال في الاحتفالية التي أدارها الدكتور بلال السكارنة إن "معركة الكرامة أثبتت أنها النصر الأول بعد نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، وإن القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي هو حامي الحمى وسياج الوطن قادر على صد العدوان ودحر قوى التجبر والطغيان وتحطيم تبجح جيش العدو". وأكد أن الانتصار في معركة الكرامة التي هي إنجاز أردني، لم يكن للأردنيين فقط، وإنما للفلسطينيين الذين احتموا بحياض الأردن، منتفعين من أرضه، منوها بأن الهاشميين والأردنيين في يومنا هذا ما زالوا على نهج الكرامة إذ ينتصرون للأرض الفلسطينية من جديد في غزة ويكشفون زيف العدوان ويعالجون الجرحى ويغيثون المحتاج ويقفون بوجه محاولات التهجير لأصحاب الأرض والحق الشرعي. ولفت إلى أن التلاحم الأردني الفلسطيني ليس بغريب، مشيرا إلى أن أصل تسمية الكرامة هو مكرمة هاشمية من المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الأول الذي وزع أراضي مزرعته في منطقة الأغوار وخصص مياه بئرها لعون اللاجئين الفلسطينيين عام 1948 في ذلك المكان، فيما رد اللاجئون الفلسطينون الجميل بتسمية المكان بـ"الكرامة". وقال العقيد الركن النعانعة "في ذكرى معركة الكرامة لا نستحضر مجرد مشهد عسكري بل نتعاهد مع دماء الشهداء بأن نكون سدا منيعا في وجه كل معتد أو مخادع، وأن نحافظ على أمننا الوطني وتماسك جبهتنا الداخلية". وفي كلمة مديرية الأمن العام قال العقيد إياد العمرو من مديرية الإعلام إننا نستذكر ذكرى معركة الكرامة، معركة الشرف والكرامة التي سطرها نشامى القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي بقيادة هاشمية حكيمة تحمل هموم الأمة وتدافع عن ثوابت عروبتنا. وأضاف العقيد العمرو إن الأردنيين بقيادتهم الهاشمية الحكيمة ما يزالون بإخلاصهم لأمتهم وإيمانهم بقيادتهم واعتزازهم بعروبتهم ثابتين على العهد والوعد يكرمون الضيف والجار ويغيثون الملهوف والمضطر ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. وأكد أن منتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية ثابتين على العهد الذي يسري في ضمائرهم وتوارثوه عن الآباء والأجداد وسكن فيهم اعتقاد راسخ في الوجدان بأن يفتدوا العرش الهاشمي والوطن بالمهج والأرواح. وألقى مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد كلمة في الاحتفال قال فيها "إن (معركة) الكرامة ذكرى من نور تتوشح فيها الكلمات بالمجد وتهتف فيها الأرواح بالفخار، مؤكدا أن ذكرى هذه المعركة الخالدة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بل ملحمة نقشت على ثرى الأردن أبهى سطور العزة لتكون وعدا للأجيال بأن هذا الوطن الأردني وُلد من رحم الفداء وأن كرامته ليست كلمة تقال بل شرف يصان بالمهج والأرواح. ونوه الرقاد بأنه في 21 من آذار عام 1968 كتب أولئك الأشاوس من جنود القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي قصة لا تمحى، رسموا بدمائهم خارطة الكبرياء وبعزمهم طريق الانتصار وأعلنوا للعالم أن الأردن حصن منيع تُكسر على أبوابه كل أطماع المعتدين، مؤكدا أن المعركة التي استمرت ساعات كان النصر فيها أردنيا ناصعا يتردد صداه في كل ربوع الوطن وقلوب الأمة، بالرغم من محاولات التشويه. واستذكر دور المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال الذي قاد المعركة بعزيمة القائد الشجاع وإيمان الجندي الوفي وحنكة الزعيم الذي لم يعرف للهزيمة طريقا ورمزا للإرادة التي لا تلين والقلب الذي ينبض بعشق الأردن وأمته. وأكد أن الأردن سيبقى قويا بعزيمة قيادته وجيشه وشعبه، مرسلا تحية إجلال للمتقاعدين العسكريين في جميع مواقعهم الذين حملوا راية الوطن وحرسوا حدوده وصانوا مجده وما ترجولوا عن الميدان. وفي كلمة شاهد عيان عسكري، قال العقيد المتقاعد ضيف الله الرفاعي إننا نقف إجلالا وإكبارا واحتراما لشهدائنا من نشامى الابطال القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي الذين ضحوا بأرواحهم للذود عن الوطن الغالي وشعبه الأردني، مؤكدا الفخر والاعتزاز بالشهداء وذويهم وأهلهم. واستعرض في كلمته ملامح من أحد محاور معركة الكرامة، حيث كان في ميدان الشرف والبطولة على أحد محاور القتال بالقرب من منطقة وادي شعيب. وقرأ أعضاء "الاتحاد" الشعراء عبدالرحمن المبيضين وبديع رباح ومحمد سعيد المومني، قصائد وطنية من الشعر العمودي تتغنى ببطولات القوات المسلحة الأردنية في معركة الكرامة، وأخرى تتغنى بالوطن. وفي ختام الاحتفالية، سلّم الرواشدة والرقاد والعدوان دروعا تكريمية على عدد من ضباط وضباط صف ممن شاركوا من نشامى القوات المسلحة الأردنية في معركة الكرامة، كما سلموا دروعا تكريمية للمشاركين في الاحتفال. --(بترا) الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الأربعاء 09-04-2025 07:58 مساء
الزوار: 65 التعليقات: 0
|