«كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» ديوانٌ جديدٌ لسعيد يعقوب ينتصر لتضحيات غزة ورفض أهلها التهجير
عرار:
نضال برقان
صدر حديثا عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان ديوان جديد، للشاعر الأردني سعيد يعقوب، بعنوان «كَرَّةٌ خاسِرَة» الديوان الجديد ليعقوب يقع في مئة وخمسين صفحة، من القطع المتوسط، ويضمُّ بين دفتيه أربعا وثلاثين قصيدة تتناول في مضامينها الأحداث الجارية في قطاع غزَّة، والعدوان الصهيوني على أهلها، وتصوّر البطولة والتضحية والصمود لأهلها وتشبثهم بالبقاء على أرضها، ورفضهم للتهجير، وتحدثت بعض القصائد عن الشهداء، ونساء غزة أمهات الشهداء، الديوان الذي كتبت مقدمته أستاذة الأدب الحديث في جامعة اليرموك، وشاغل كرسي عرار للدراسات، الدكتورة ليندا عبيد العياصرة، جاء إهداؤه إلى والدة الشاعر التي رحلت إلى جوار ربها مؤخرا وممَّا جاء في مقدمة الديوان للدكتورة العياصرة: «.. تأتي تجربة سعيد يعقوب الشعرية متخلّقة من رحم المعاناة الجماعية التي تندغم بها الذات الشاعرة، لتشي بشاعر متقن متملك لأدواته الفنية، متملك لموهبة نفيسة ثريّة، ينتصر إلى قضية شعبه، ينسج قصيدة المقاومة، يغنّي لقنطرة الشهداء، ورحلة العبور الخالدة إلى النور. يستنهض الهمم، ويرتدي الهويّة عباءة ويكسوها انتماء، ضمن بناء فنيّ متماسك، وتشكيل وجدانيّ يكسوه الحنين والاشتياق، ترقّ به الروح حينا، إذ تتجلّى الأم والحبيبة، وإذ يحضر الوطن الملاذ، ثم يتصاعد الإيقاع قوة وخشونة، وتحتقن الروح بالألم حين يحضر الظلم، ويتجلّى الدمار والموت، وتتبدّى صور العدوّ بقبحه وهمجيته وحقده، وإذ تمتلئ الأمكنة بالخيبة والخيانة والخذلان حينا آخر. يشكّل سعيد يعقوب تجربة شعريّة غنيّة تستحقّ الدّراسة والاهتمام، يجدّد دون أن يخذل القديم، يعتني ببناء القصيدة، وينفث فيها من روحه فيبعث بها الجمر فينسلّ إليها نسغ الحياة. والشاعر الفنان لا يعنى بالمضامين على حساب الفنّ، بل يعتني بالجملة الشعريّة إنشائيّة أو خبريّة، يعنى بتشكيل الصورة الفنيّة الشعريّة، ويمزج بين الواقع والخيال، وبتراسل الحواس، واللغة العاليّة، ويتناغم إيقاعه الموسيقى مع المضامين على اختلافها، دون أن يغرق في دائرة الغموض والتعقيد التي قد تفقد قصيدة المقاومة مهمتها بالوصول إلى الجمهور على اختلاف شرائحه وتشكيله الثقافي، فلا تطلّ قصيدة سعيد يعقوب على الجمهور من أبراج نائية عالية، فالشعر الملتزم يحمل قضية ورسالة لا تتحقّق دون الوصول إلى المتلقي المستهدف لتؤثّر فيه...» ومن عناوين قصائد الديوان نقرأ نهاية التاريخ وسقوط الحضارة، آمنت بالشعب العظيم، شعب لا يُهزم، نساء غزة أمهات الشهداء، القدس بوصلة، النصر الأعظم... وتجدر الإشارة إلى أن الشاعر سعيد يعقوب مواليد مدينة مادبا عام سبعة وستين وتسعمئة وألف، حصل على كثير من الجوائز المحلية والعربية، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، حصل على عديد من الجوائز المحلية والعربية، دخلت قصائده في المناهج الأردنية والفلسطينية، أصدر ما يزيد على خمسة وثلاثين ديوانا شعريا منها: قسمات عربية، نسمات أردنية، مقدسيات، عبير الشهداء، غزة تنتصر، بيت القصيد، وغيرها كثير، وقد تناول شعره بالبحث والدراسة كثير من النقاد والأدباء، ووضعت حول تجربته الشعرية عدة مؤلفات ومجموعة من رسائل الماجستير والدكتوراه ونشرت حول شعره أبحاث محكمة في عدد كبير من المجلات الجامعية المتخصصة في البلدان العربية.