الرويشد والصفاوي.. اهتمام حكومي في العمل على اقتصادات الثقافة
عرار:
عمان
تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، وضمن خطّة الحكومة بتفعيل الزيارات الميدانية في الألوية والمحافظات، اطّلع وزير الثقافة مصطفى الرواشدة خلال زيارته لواءي الرويشد والصفاوي، على الواقع الثقافي هناك وتحدياته واحتياجات العاملين فيه، والوقوف على الفرص الكفيلة بتشغيل الأهالي وتعزيز اقتصاديات الثقافة في المشاريع الإنتاجيّة ذات الطابع الثقافي والإبداعي في المنطقتين. وناقش الوزير أبناء وبنات المجتمع المحلي، في كيفية استثمار القطاع الثقافي والحرفي والموارد الطبيعية للرويشد والصفاوي، كمدخل من مدخلات الإنتاج، بما يشكّل رافدًا اقتصاديًّا يستفيد من خصوصيّة كلّ منطقة واشتمالها على ما يميّزها من إرث سياحي واقتصادي وثقافي. وأكد رئيس بلدية الرويشد رضا الغياث أهميّة توجّه حكومة الدكتور جعفر حسان، وتنفيذها رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بالوقوف الميداني على احتياجات المواطنين في المحافظات واقتراح الحلول المناسبة ضمن خطة شاملة ومتكاملة للحكومة، لكافة القطاعات، مما يجسّر الثقة بين المواطن والمسؤول. وقال الغياث إنّ زيارة وزير الثقافة واهتمامه بالحفاظ على إرث المنطقة وهويتها الثقافية من منظور اقتصادي، تعمل على تحفيز أبناء المجتمع المحلي وأهل المنطقة، خصوصًا في موضوع ترميم وصيانة وإعادة تأهيل المباني الأثرية والبيوت التراثيّة في اللواء، كحاضنة لصناعة التراث الشعبي، وكذلك ترويج المشغولات والمنتجات الحرفية عبر المنصّات الرقميّة التي تعمل عليها وزارة الثقافة، لافتًا أيضًا إلى كون الرويشد محميّة طبيعيّة للطيور المهاجرة وموئلًا للحياة البريّة. وقال الغياث إنّ بلدة الرويشد، وبما تحمله من حضور تاريخي وإنساني يمتد عمرها لأكثر من مئة سنة، تشهد اليوم انتعاشات متعددة، خصوصًا في توجّه الحكومة لتحويل البيوت التراثية إلى مراكز إنتاج وحفظ إرث وتاريخ البادية الأردنية (الحماد والحَرّة)، وتحديث مكتبة الرويشد وجعلها صديقة للأطفال، لافتًا إلى تقديم وزارة الثقافة أثاث وأجهزة تدفئة للمكتبة، وتدريب كادرها على أنظمة الفهرسة والإعارة وعمل برامج ثقافية لتشجيع القراءة بين الأطفال والشباب في المنطقة، ما يسهم في الحفاظ على تراث المنطقة وهويتها. من جهتها، أكدت سميحة قريان رئيسة جمعيّة سيدات أم الجمال للثقافة والفنون، النتائج المثمرة التي يعوّل عليها أبناء وبنات المجتمع المحلي للواء الصفاوي، من إيلاء الحكومة اهتمامًا بتدريب وتمكين الشباب في حرفة وفنّ النحت، وعمل محترف نحتي يقوم على الموارد الطبيعيّة في المنطقة، مشيرةً إلى ما يشتمل عليه اللواء من موارد طبيعية لحجر البازلت الموجود بكثافة، مشيرةً إلى بحث وزير الثقافة للفرص الكفيلة بتوسيع مساحة استثمار هذا الحجر كمنتج فني جمالي عن طريق النحت وتشكيل التحف الجمالية التي تزيد من فرص السياحة العالمية للواء، الذي يتميّز أيضًا بوجود النقوش الصفائيّة، وهو ما يدعو إلى التفكير بخلق فرص جديدة للمجتمع المحلي وتقديم مشاريع جادة محليّة يتم الترويج لها من خلال المنصات الرقمية التي تعمل عليها وزارة الثقافة، بما ينسجم مع خطة التحديث الاقتصادي للحكومة. وقالت قريّان إنّها تأمل من واقع زيارة وزير الثقافة للواء بإقامة مركز تدريب إقليمي للنحت على الحجر، معربةً عن شكرها لوزارة الثقافة واهتمامها بتوزيع مكاسب التنمية الثقافية على الجميع. وفي إطار الزيارة، قال وزير الثقافة مصطفى الرواشدة إنّ الزيارات الميدانية للألوية والمحافظات تأتي ضمن عمل الوزارة في تكامليّة الثقافة مع القطاعات الاقتصادية، لخلق واقع ثقافي يستفيد من دعم الحكومة وتوجهها نحو حلّ تحديات المنتج الثقافي وفتح منافذ جديدة لتسويق هذا المنتج، والذي يدخل ضمن باب «اقتصاديات الثقافة» التي يتوجه إليها العالم. وقال الرواشدة إنّ مديريات الثقافة في المحافظات ستبقى عل تماس مع جميع القطاعات الثقافية، وستعمل على تقديم الدعم المناسب وفق مقدرات الوزارة للحفاظ على الموروث الثقافي وتسويقه رقميًّا إلى العالم.