تشكل العنصرية بفايروساتها المتنوعة سرطانات جميلة يصعب شفاؤها، حيث تتشكل إحدى هذه الفايروسات، مادة خفية وقوية حول العقل الواعي وتمنع وصول المعلومات إليه، فإن وصلت فإن فايروساً آخر يمنع تحويل المعلومات إلى معرفة، فإن أصبحت معرفة فهناك فايروس أقوى وأشد فتكاً يمنع المصاب من الإستفادة من المعرفة لأنه يتسبب في أن يتناساها المصاب حتى ينساها تماماً، فإن استخدمها فإن في ذلك "إقلاق راحة " للمصاب العنصري " ومن هم مثله إذا استخدمها، فيغضبون عليه.
يمكن أن يشفى المصاب بهذا المرض الجميل بسهولة إذا ماتم اكتشافه في المرحلة الأولى، وتزداد الصعوبة إذا ما استمر إلى المراحل الثانية والثالثة، وقد لا يشفى المصاب وإن خرج من الدائرة التي يعيش فيها إلى دائرة " تحارب وتعالج كل أنواع سرطانات العنصرية " ففي هذا المرض لا يهم الوقت الذي يقضيه المصاب بعيداً عن زملائه المصابين به، وحين يعود يجد نفسه بينهم ومثلهم، فلا تغيير ولا تبديل على أسلوب التفكير المميز الناتج عن المرض المميز بعذوبته.
يؤدي التوقف عن استقبال المعلومات إلى توقف في النمو عند المصاب، فيبقى في حالة من نوع غريب، فلا تطور معرفي يمكن للمرضى أن يصلوا إليه، وبالتالي لا يتم تحديث المعرفة التي يمتلكها أحدهم، فيصبح التكرار واضحاً في أفكارهم التي تبينها للناس تصرفات المصابين، و تحدث كي أراك مقوله لا تحتاج إلى شرح، وأقول هنا تصرف كي أراك، فالسلوك هو المدخل الرئيسي لكل باحث في علم النفس، وحين يسلك الإنسان المسلك العنصري بالأفعال لا بالأقوال، عندها لن يحتاج صاحب العقل المفتوح لمن يخبره ويوضح أو يفسر معاني التصرفات الرقيقة.
تصرفات المريض في مجتمع الأصحاء، قد تؤثر عليهم وقد تنقل لبعضهم العدوى، أو تضطر الأصحاء ليس فقط (( لمقاطعة المريض فقط وإنما لمقاطعة مجتمعه بالكامل )) مما يؤدي إلى حرمان الأصحاء في ذلك المجتمع من المعرفة أو على الأقل من المعلومات التي استعصى على المريض الوصول إليها، أتمنى أن يسعى المرضى إلى العلاج فتتطور قدراتهم ويحققوا لأنفسهم ولمجتمعاتهم الخير العميم، فإن لم يفعلوا فأتمنى أن يحتفظوا بألسنتهم و آرائهم الرائعة لأنفسهم، حتى لا يحرم غيرهم شرور المعرفة.
باسم سعيد خورما
كتب
بتاريخ : 1373934381
عدد القراء : 640عدد التعليقات :0