|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
وجدانيات كفاية عوجان
عاشقة
الصحراء :
محمد المشايخ رغم عدم تجنيس الأديبة كفاية عوجان (عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب) كتابها (من فيض الوجدان) في مجال الشعر، إلا أن العنوان وحده يوحي بأن ما فيه إبداع يرتكز على الحسّ الإنساني الراقي، والتّصوير النَّفْسيّ الخالص. وعدا عما في الكتاب من مونولوجات داخلية، تعكس عبر تيار الوعي، حديث النَّفْسِ وخوالجها، فثمة نبضٌ يجمع بين الواقعية والرمزية، ليصرّح عما في العقل الباطن من حُبِّ وَعِشْقِ وحزن والم، وَتعبير عن مدى مُعَانَاة النفس وَإِدْرَاكِهَا لِما ورائيات المادة. وفي هذا الكتاب، تحليق الخيال المجنّح في فضاءات الكون: برا وجوا وبحرا، إنها رحلة روحية تجتاز فيها المبدعة كل الحواجز وكل المعيقات وكل حدود الكون دون أن تخضع للتفتيش او المساءلة، رحلة فيها من الحرية والديمقراطية ما لا يمكن أن نجده في زمكاننا، وكأني بها تبذر هنا وهناك، سيرتها الذاتية، وسيرة بنات جيلها، وفي السيرتين، ثمة أمانٍ بين الأديبة وبين ذاتها، هنالك اسرارها المكتومة، واحلامها الدفينة المكبوته، وكلما اقتربت عبر وجدانياتها من البوح بها، يقول لها الرقيب الداخلي: توقفي، فأنى للأنثى الشرقية أن تسكب مشاعرها على الورق، هنالك ألف رقيب وحسيب شعبي عدا عن رقابتها الذاتية يحولان دون نشر ما أخفته عنا، ولكن ثمة طلقة تنوير وجدانية، تؤكد أن في هذا الكتاب:انطلاق انساني، عاطفي، حميم، لدى كفاية وبنات جيلها، وهنالك وعي ويقظة وإحساس عميق بالمسؤولية التي ستترتب على التصريح بما يجري في الأعماق، تحقيقا للمثل القائل:»خليها في القب تجرح»: (يا نفس: كيف للنخيل أن يحملني رطبا/ وأنا المعلقة على طرف غيمة؟!/ يا نفس إني نذرتك للريح/ والريح تحمل رسائل الأرواح/ فلا تهدئي/ واحملي معك نفسا مثقلة بالحياة/ لا تقبل السكون/ احمليني ريشة تعشق السفر/ ذرة رمل يحملها الهواء/غيمة محملة بالمطر) وبالإضافة لما قاله المبدع محمد سلام جميعان في تقديمه لهذا الكتاب (من الوجهة الفنية فإننا نجد في هذه النصوص ما في اللوحة الفنية من لون، وما في الموسيقى من نغم، وما في الشعر من إيقاع)، وبالإضافة لما كتبه الشاعر الكبير سميح الشريف على الغلاف الأخير للكتاب (قرأت فيض وجدانها فوجدته زاخرا بأنماط بديعة من المعاني، وجماليات ذات قدرة للوصول إلى وجدان قارئها) فإن تواضع المبدعة كفاية عوجان منعها من أن تسمي ما تكتبه شعرا، ولو شعرا منثورا، وأعتقد أن ما دفعها لذلك، هو أنها مبدعة من طراز رفيع على صعيد كتابة الخاطرة، التي تعدُ نثراً أدبياً صيغت كلماته ببلاغة، لكثرة ما يتخللها من صور واستعارات، وهي تعبير عمّا يجول في خاطر الكاتبة، وتحديدا عن حالتها الشعوريّة في قالب أدبي بليغ، ومن انفعال وجداني وتدفق عاطفي. وطغى في خواطر كفاية الجانب الوجداني على الجانب الفكري، لأحاسيسها الصادقة وعواطفها الجياشة، ولأنها تقدم من خلالها كما هائلا من المشاعر المعنوية الصادقة من فرح وحزن وحب وشوق.. أي أن كفاية عوجان تجمع في كتابها بين جنسين أدبيين، فبالإضافة إلى الخاطرة، هنالك الوجدانيات التي تجمع بين الأحاسيس والانفعالات والعواطف والاتجاهات والميول التي يتفاعل معها الإنسان أو يَتَأَثَّرُ بِهِا، مِنْ حب وكراهية وتعاطف ولَذَّةٍ أَوْ أَلَم وغيرها من الأحاسيس الإنسانية المختلفة. لقد نجحت المبدعة في التأثير بقارئها، الأمر الذي أدى لإحداث المشاركة الوجدانيّة بينها وبينه، ولولا ذلك لما استطعنا فهم وإدراك ما وراء مشاعرها وأحاسيسها. «من فيض الوجدان»، تجاوز للتجريب الذي خاضته كفاية عوجان في كتابها الأول»حديث الصمت»، وبداية موفقة على درب الإبداع الأدبي الرفيع، الذي يجمع بين جماليات الأدب المتقدمة، وبين موضوعاته الإنسانية الكونية المتميزة. الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الجمعة 10-09-2021 09:24 مساء الزوار: 353
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
تأملات في كتاب «من فيض الوجدان» للأديبة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 26-11-2020 |