يا سارقا قلبي الذي
كان بدونك مغترب
يا غارقا في دروب عشق
أضحى بحبك منتحب
يا تائها في جيوب جب
كان وحيدا مكتئب
أرفق بجرحي الملتهب
داو الفؤاد هيا اقترب
أشتاق لرائحة اللقاء
كالأرض تشتاق الشتاء
بلل مشاعري بعد الجفاء
الروح تنشد الارتواء
والجسد فاقد الاحتواء
قد طال ليلي بالسهاد
وأنا أجاهد في الخفاء
أذرف دموعي بالدعاء
لعل الضياء يشع دفئا
يشق صدري بلا انتهاء
تشفى المآقي من البكاء
حين التقينا نسيت يأسي
حررت أسري وصلبت ظهري
رفرفت أشرعة فرحي بعد حزني
راقصت فراشات وجدي أحداقي
تطهرت من جنابة فتق بأعماقي
غردت مع النوارس التي
هتفت بأفراحي
لعمرك كيف أخاف من الظلام
وأنت شمسي
كيف أغار من النجوم وأنت قمري
كيف أعاتب الزمان وأنت قدري
كيف أعد الأيام وأنت عمري
كيف السبيل من وخز شوقي
ونسائم عطرك تداعب شعري
وكتائب قصرك تنسج ثوبي
وترصف طريقك صوب قلبي
حينها أدركت أن نار الغرام
قد تحرق وقد تسوي رغيف خبزي
وأن الماء قد يسقي فروعي
وقد يروي جذوري
وقد يغرق بأوراقي
أدركت أن غبار الغربة لها ثمن
وأن ثمار الصبر لها غصن
أدركت أن أغض الطرف عن الزمن
وأن الحب المتعافي لا يعرف الوهن
أدركت أن أطعم النكبات بسكر الصبر
لتسمع في ذاكرتك دبيب وله
فاق حدود الوتر
وحنين يتنفس في شراييني
لتكون أنت رغم البعد موطني
وأشعاري وكل دواويني.
بقلمي شهيرة عفيفي