تميز العراق عبر العصور الى وقتنا هذا بالاهتمام بالاكسسوارات والحلو فهي تعد عنصرا اساسيا لازم المرأة العراقية خاصة من شمال العراق حتى جنوبه، و قد تكون المفردة الشعبية منفذة بأسلوب واقعي أو تجريدي وفي كل الاحوال تجد ارتباطاتها الحيوية بعالم السيكولوجيا التي تقرر خصوصية الفكر الجماعي وتمتد بدلالاتها الى عالم الموروث الحضاري الذي يجيد ارتباطه بعالم الميثولوجيا وترتبط المفردات الشعبية اضافة الى القيم الشكلية والجمالية في التكوين الفني بدلالات مضمونة هي التي جعلتها حية متواصلة عبر الأجيال اي انها محملة بدلالات عقلية فوق قيمتها الشكلية التي يعرف بخصوصيتها الروحية ومعانيها.
يقول الدكتور عبد المنعم خيري هي شكل يستخدم في الحاجات التراثية كالبساط والملابس والاواني  والنحاسيات لها معنى يدل على بعض المعتقدات الدينية او الاجتماعية على شكل رموز منتظمة او غير منتظمة ومن هذه المعتقدات ايضا كانوا يستخدمون بعض المفردات على السحر لطردها من حياتهم عن طريق التعويذة مثل المعلقات ان كانت على شكل رؤوس حيوانات او فخار او نحاسيات في معتقداتهم تطرد النحس والسحر .
ومن العادات التي ما زالت تمارس الى الآن هو طبع كف الانسان على الباب بعد غمسها بدم الذبيحة او تعلق بعض التعليقات على مدخل البيوت لطرد الشر مثل رأس الاسد والكف والغزال والذئب وما شابه , وكان رسم الكف هو عادة لها جذور ودلالات عميقة ثم بصمها على الحائط وكانت ترسم عين مصابة بسهم في راحة الكف مع كتابة عبارة ( يا حافظ او الحسود لا يسود ) وذلك كتعويذة لطرد الشر والحسد مثلما بعض المعلقات تلك الأشياء الفنية الصغيرة ذات البعد السحري التي يعلقها ابناء الشعب البسيط على انفسهم وفي بيوتهم تعد من مقتنياتهم العزيزة لديهم , والهدف منها الوقاية أو العلاج وكلاهما لا تخلو من لمحات فنية وصنعة هندسية وايماءات ورموز على اشكال جميلة مثل الشمس والقمر والهلال والشجر واوراق النباتات والمثلثات والمربعات والكرويات مثلما يسمى ام السبع عيون والخضرمة على هيئة شمس والجناغ له شكل الهلال والشناشيل والمشرشبات المصوغة من ورق الذهب والفضة واحيانا يعلق للطفل الحديث الولادة دمبوس وفيه هذه المعلقات .
فالناس عندما يصيبهم حادث او مرض فانهم يفتشون عن حلول وايجابات لها اسبابها مثل الخرزة الزرقاء او سن الذيب او قرن الغزال او حرز او وشم او كتابة او رسم , فهذا يخفف عنهم قلقهم وتطمأن ذاته بها وقد كثر استخدام الفضة في بعض المدن العراقية اكثر من الذهب لقلة تكلفته المادية لانهم كانوا يسمون الفضة فضية , اي انها معدن يريح الانسان ويدخل الطاقة لبدنه وهذا ما جعل المعلقات موجودة في كل باب بيت تكون من النحاس او الفضة اداة صغيرة يمكن قرع الباب من خلالها من الخارج حتى يسمع الصوت من في الدار وهي بديل مهذب عن النداء وقال تعالى :- ( إِنَّالَّذِينَيُنَادُونَكَمِنْوَرَاءِالْحُجُرَاتِأَكْثَرُهُمْلَايَعْقِلُونَ ) , وهذه الموروثات لا زالت في كل انحاء العراق من الشمال الاكراد وحتى الجنوب العرب , وبذلك يبعدون عين الحاسد عن الدار باستخدامهم هذه المعادن مثل الحديد والبرونز او الفضة , في العهد الروماني ايضا استخدمت هذه الاشياء والرموز مثل رأس الاسود والقرون وغيرها , وقد تنوعت من منطقة الى اخرى ومن محافظة الى اخرى .
المصوغات والحلي
وقد عرفت نساء العراق باستخدام الحلي منذ اقدم الحضارات فنرى في المخطوطات والاثار الكثير من الحلي التي كانت تلبسها واكثرت من ارتدائها , حتى بعد مجيء الاسلام اذ لم يحرم الدين الاسلامي تزيين المرأة وذلك فان الله تعالى قد وعد المؤمنين بجنات قد يحلون فيها بأنواع من الذهب واللؤلؤ والمرجان (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) سورة فاطر, آية 33
كانت كل مدينة او قرية لها مصوغاتها وحليها حيث شمال العراق كان له اشكال عديدة ومتنوعة حيث ان العروس تلبس من الذهب ما يقارب الكيلو او الكيلوين او اكثر , فهو يعد عن اعتزاز او التمسك بها من قبل الرجل مثل :
الاقراط العزراني الحرز الطاسة القذلات الدجاجة الدودة الحسكة الجناجلوالشباحيات وغيرها العديد
حيث كانت هناك حفلات يرتدون بها الحلي ويكثرون منها ودبكات يرقصون عليها .
اما وسط العراق والجنوب ايضا كانت لهم مسميات لازالت الى يومنا هذا مثل القلادة
أم الليرات الجناغ الباون الوردة الخزامة التمايم والشباحية
اما وسط العراق وتعد من المحافظات الكبيرة كانت تسمى الحلي ب :
ام الورق الوردة ام الزلوف الخناقية طوق الرقبة الغوازي القصبة
اما جنوب العراق فأيضا كانت لهم مسميات تختلف عن شمال العراق والوسط يعني كمثال :
تراجي ام الحلق سن الذيب الجناغ البلابل القردانة كيف العباس وغيرها
( وكان يستخدم الجناغ يلصق بشعرة طفل بعلكة ليبعد العين ولجماليته وكل هذه الحلي كانت لتزيين البيت من الأواني الفضية والذهب والملاعق والسكاكين وبعض الكؤوس , يدل ذلك على فخامة اهله والعز الذي يمتاز به العراق . وهذه مفردات من الارث الفني للبيئة العراقية الشعبية .
وما زالت الى الان هذه الحلي والمفردات موجودة ليومنا هذا ما جعلني اعشق تلك المفردات وادخلها في منمنماتي البغدادية تعبيرا بتمسكي بالإرث العراقي وبحضارتي التي عمرها سبعة آلاف سنة , ولا زلت احتفظ الى هذا اليوم ببعض الحلي الذي توارثته من الأجداد.
وجد هذا التاج الفائق الجمال في الضريح الثالث من القصر الشمالي الغربي في النمرود شمال العراق حيث نجد عناقيد العنب تتدلى منه وهي مكونة من حجر اللازورد ويزن هذا التاج اكثر من كيلو.