قد يظن البعض أن صراع الحضارات الذي قدمه المفكرون والمخططون الستراتيجيون ممن تبع نهج أستعمار الشعوب وأذلالها هو الحل لتفرد قوة واحدة مهيمنة فكريا وسياسيا وعسكريا وتقوم هذه القوة بدورها بنشر ثقافتها ودمج المجتمعات التي استعمرتها بمجتمعاتها وقد أشار القران الكريم الى الغرض من تعدد المجتمعات والقبائل والشعوب
بقوله تعالى ): يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوۤاْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ—الحجرات أية 13 ) وهنا نقدم نموذجا” لهذا المثال القراني كدليل على تعايش الشعوب وتبادلها الثقافات والافكار بين بعضها البعض وهي السيدة سوزان بريسو زوجة عميد الادب العربي الراحل طه حسين ولسنا هنا في موضع التعريف بطه حسين وماقدمه الى الادب العربي بل التعريف بالشخصية التي كانت وراء نجاحاته تلك التي ملئت الخافقين وجعلت منه اديبا ومفكرا يشار له بالبنان وتدرس نظرياته الادبية في فرنسا الى يومنا هذا .
هذه المرأة التي ساعدت طالبا بصيرا يدرس في السوربون لكي يقدم اطروحته الادبية وينال شهادة عالية من اعرق الجامعات في العالم
وبقيت الى جانبه زوجة وفية امينة الى اواخر عمره ولم يكن الاختلاف الديني والفكري بينهما من ان يجعل بينهما تلاقيا في سبيل هدف واحد وهو خدمة الانسانية .
هذه دعوة مخلصة لكي نبادل الاخرين الاراء والافكار والثقافات والاستفادة منها حيث لايجب ان يكون الدين والفكر عائقا امام هذا التلاقح بدلا من الصراع الذي طرحته نظريات المستعمرين