في إحدى الغابات عاشت عائلة أرانب في منزل صغير في سعادة وأمان، وفي فصل الصيف جفت كل الأعشاب ويبست، وأصاب العائلة جوع شديد ولم يجدوا شيئاً ليأكلوه.. فاضطر الأب أن يمشي بعيداً؛ بحثاً عن طعام لعائلته، فخرج وحمل معه حقيبة قديمة، وبعد مشي طويل، وجد شجرة تفاح مثقلة بالثمار، فأخذ يلتقط التفاح ويضعه في حقيبته حتى امتلأت.
وفي طريق العودة صادفه خلد، فسلم عليه وسأله عن حاله، فأجاب الخلد قائلاً: إني جائع جداً وأبحث عن شيء أسد به رمقي.. ودون تردد أخذ الأب الأرنب بعض التفاح من الحقيبة، وقدمه إلى الخلد، ثم واصل طريقه إلى المنزل.
..وفي منتصف الطريق اعترض سبيله قنفذ، فسلم عليه وسأله عن حاله، فأجاب القنفذ قائلاً: إن عائلتي تتضور جوعاً! ودون تردد قدم الأرنب إلى القنفذ من التفاح ما يكفيه، ويكفي عائلتَه، ثم واصل طريقه
عمل الخير ورد الجميل
وفي طريقه صادف سلحفاة، فسلم عليها وسألها عن حالها، فأجابت قائلة: أبحث عن شيء للأكل منذ الصباح.. ودون تردد فتح الأرنب الحقيبة، وقدم بعض التفاح للسلحفاة، ثم واصل طريقه إلى المنزل.. وبينما كان الأرنب يمشي ويحمل التفاح على ظهره، تمزقت الحقيبة، وأخذت التفاحات المتبقية تتساقط دون ان ينتبه لها.
وعندما وصل إلى بيته اكتشف أن الحقيبة فارغة، فحزن كثيراً وظن أن جهده ذهب سدى! وبينما كانت العائلة جالسة تتضور جوعاً إذ بالباب يطرق، فإذا بالخلد يحمل بعض الجزر ، والقنفذ يحمل سلة فطر، وبالسلحفاة تحمل ملفوفة، جاؤوا جميعاً حتى يردوا جميل الأرنب، وهكذا أكل الجميع ولم يبق أحد جائعاً.
(علمتنا القصة.. أن عمل الخير ومساعدة المحتاج، لن ينقص منا شيئاً.. وربما زادنا خيراً.)
كانت هناك فتاة صغيرة تدعى ليلى أهدتها جدتها رداء أحمر اللون، وكانت دائماً ترتديه، حتى عرفت بذات الرداء الأحمر، وفي يوم من الأيام طلبت منها أمها أن توصل طعاماً إلى جدتها التي كانت تسكن قرب الغابة وأوصتها بعدم التكلم مع الغرباء.
وفي طريقها صادفت ذئباً ضخماً، أراد أن يلتهمها فحاول المكر بها قائلاً: هل تلعبين معي يا حلوة؟ فأجابت ليلى بأدب وحب للحيوان: لا يمكنني ذلك فأنا أحمل طعاماً إلى جدتي، وأريدها أن تأكل منه قبل أن يبرد.. دعنا نلتقي مرة ثانية.
فسألها الذئب: وأين تسكن جدتك، فدلته ليلى بكل براءة على بيت جدتها، ثم تابعت طريقها.. فأسرع الذئب وسلك طريقاً مختصرة نحو بيت الجدة.
وهناك كان ينوي أن يأكل الجدة، ولكنها احتمت في مكان ما، فلم يقدر عليها، فتنكر الذئب وارتدى ثياب الجدة ثم نام في فراشها.. ولما وصلت ليلى إلى بيت جدتها، طرقت الباب فأذن لها بالدخول، قال لها: أنا مستلقية في فراشي لأنني مريضة.
فدخلت ليلى لتطمأن على صحة جدتها ثم سألتها: لماذا أصبحت أذناك كبيرتين؟ فأجاب الذئب: حتى أتمكن من سماعك جيداً.. ولماذا أصبحت عيناك كبيرتي؟ حتى أتمكن من رؤيتك جيداً.
ولماذا أصبح أنفك كبيراً؟ حتى أتمكن من شم عطرك جيداً.. ولماذا أصبح فمك كبيراً؟فقفز الذئب من السرير ليفترسها قائلاً: حتى أتمكن من أكلك يا حلوة.
فصاحت ليلى مستغيثة: النجدة، ساعدوني، هناك ذئب يريد افتراسي.. ومن حسن حظها.. كان هناك صياد مار قرب البيت، أسرع لنجدتها و أشبع الذئب ضرباً حتى لاذ بالفرار.. وهكذا نجت ليلى وجدتها من الذئب الشرير، وتعلمت أن لا تكلم الغرباء أبداً.
(علمتنا القصة عدم سرد ما يخصنا أمام الغرباء.. وألا نتحدث مع الغرباء أيضاً)
3-قصة السمكة الصغيرة
كان هناك سمكة صغيرة الحجم تعيش في أعماق البحر، وكان صغر حجمها سبب تعاستها، كلما أرادت أن تلعب مع بقية الأسماك نبذوها بسبب حجمها الضئيل!
:أهلاً بكم يا أصحاب، هل يمكنني اللعب معكم؟.. ابتعدي عنا، نحن لا نلعب مع الأقزام.. أصبحت السمكة الصغيرة تعيش وحيدة بسبب مظهرها، ولم تجد سوى سلطعوناً صغيراً تلعب معه.
في يوم من الأيام اقترب من المكان قارب صيد كبير، ألقى بشباكه في البحر فأحاطت بجميع الأسماك.. إضافة إلى السمكة الصغيرة، فزع السمك المحاصر، وأخذ يصيح ويستغيث ويحاول الهرب ولكن دون جدوى!
:النجدة، ساعدونا، يا إلهي سوف نهلك، ولكن السمكة الصغيرة حافظت على برودة أعصابها، وأخذت تتقدم وسط الزحام حتى أفلتت من أحد فجوات الشبكة، وذلك بفضل ضآلة حجمها.
أسرعت السمكة الناجية تطلب المساعدة من صديقها السلطعون؛ :هيا تعال وساعدني ننقذ الأسماك المحتجزة في شبكة الصيد.. حسناً يا صديقتي لننطلق على الفور.
وهكذا أخذ السلطعون يقطع حبال الشبكة بفضل كلاباته الحادّة، حتى خلّص كل السمك المنكوب، عندها ندم السمك على معاملته السيئة للسمكة الصغيرة وأخذ يطلب المعذرة منها.
شكراً لك أيتها السمكة الصغيرة، ولك أيضا أيها السلطعون الطيب، أننا نعتذر على معاملتنا السيئة لكما، قالت لهم السمكة الصغيرة : لا داعي للشكر فإنقاذ المنكوب ومد يد العون له واجب.. ومنذ ذلك اليوم لم تعد السمكة الصغيرة وحيدة.
(علمتنا القصة ألا تحكم على الآخرين من مظاهرهم، حتى نرى أفعالهم وقدراتهم).