|
|
«تايكي والقطرات السحرية» ...الحق والعدل في مواجهة الفساد والطغيان
خالد سامح - في مسرحية «تايكي والقطرات السحرية» التي عرضت ضمن ليالي «الموسم المسرحي الأردني للأطفال والشباب» في المركز الثقافي الملكي أبدعت المخرجة سهاد الزعبي في تقديم عرض مسرحي متكامل ويضم عناصر مختلفة نجحت في خلق الإثارة وتقديم فرجة مسرحية ممتعة ومحفزة لخيال وتفكير الطفل الخلاق. الحق والعدل العرض الذي حضره العشرات من الأطفال وذويهم ونخبة من الفنانين والنقاد الأردنيين، طرح قضية مواجهة الظلم والفساد والطغيان، وذلك عبر قصة تاريخية متخيلة لحاكم عادل ويحظى بحب شعبه لكن وزيره فاسد وشرير، يسرق قوت الناس ويسعى للاستيلاء على الحكم، فيلجأ للسحر وينجح في إدخال المرض لجسد الملك ما يقعده عن أداء مهامه كحاكم يرعى شؤون الناس ويستمع لهمومهم، وهنا يأتي دور ابنة الملك الأميرة تايكي التي جسدت قيم المحبة والعدالة ورمزت للنضال ضد الطغيان والفساد والتي تنجح بالحصول على قطرات سحرية وصفت لها لعلاج والدها فتجدها عند أحد العمال وتتكون من دمه ودموعه وعرقه، الأمر الذي ينقذ والدها ويعيده للحكم ويودي بالوزير الفاسد الذي يقع في شر أعماله. الأداء والعناصر البصرية بالإضافة للأداء القوي للفريق الأدائي في العمل -وهم: تامر العساف، داليا المومني، كامل شاويش، تولين منصور، يوسف الشوابكة- فقد وظفت المخرجة وبذكاء عناصر السينوغرافيا المناسبة لمسرح الطفل وآليات العرض البصري من أضواء مبهرة، وفضاء واسع ضبطت فيه حركة الممثلين بدقة وعناية، وتكثف في العرض حضور الموسيقى والغناء والرقصات وغيرها من عناصر التعبير الدرامي بما يتضمنه من فرجة وإبهار، ما يحقق المتعة بمستوياتها المختلفة ويحفز من قدرات الطفل على التخيل ثم التفكير عميقاً برسائل العمل الفكرية التي ستدفعه للمقارنة بين الحكم العادل والرشيد وبين الحكم الفاسد والقمعي. بناء النص كذلك جاء قوياً ومتماسكاً، واتكأ على لغة بسيطة وحوارات مباشرة وغير مباشرة لم تخل من الكوميديا والفكاهة التي أضفت أجواء من البهجة والمرح، لكنها أيضاً طرحت الأسئلة المتعلقة بالعدالة وعلاقة الفرد بالسلطة الحاكمة وأهمية الوحدة في مواجهة الأشرار والفاسدين. شخصية تايكي للتوضيح فإن الشخصية الرئيسية في المسرحية هي «تايكي» والتي اختارتها مؤلفة العمل هيا صالح كرمز انساني تاريخي وحضاري ارتبط بمدينة عمان منذ بداياتها قبل آلاف السنين، وهي كذلك تمثل قيم الحب والشجاعة والقوة عند اليونانيين، وتسمى ايضاً «حارسة عمان»، ارتبطت تايكي في اليونان والشرق بالخصوبة والخير الوفير، ودائماً ما يعلو رأسها تاج على شكل حصن منيع. تجدر الاشارة الى أن المخرجة سهاد الزعبي درست الدراما في جامعة اليرموك وتخرجت عام 2016، وتعمل حاليا مدرسة دراما بمدرسة خاصة، كما أخرجت العديد من المسرحيات للأطفال والشباب، أبرزها: «أميرة الشمس»، «قش كالذهب»، «كان وما يزال» ، «مصباح الأطفال»، «جزيرة الحياة» وغيرها من الأعمال، كما أشرفت على ورشات متخصصة في الدراما المسرحية بالكلية العلمية الاسلامية ومسرح الشمس وعملت مع مؤسسة الملك حسين وغيرها من المؤسسات الوطنية المعنية بالثقافة والفنون. الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الخميس 28-10-2021 11:46 مساء الزوار: 408
التعليقات: 0
|
|