شابان أردنيان دفعهما شغفهما التكنولوجي إلى البحث المستمر عما هو جديد، ليتوصلا إلى تصميم جهاز لمساعدة الأشخاص المصابين بالبكم عبر نظارة تقرأ لغة العين
الجهاز الذي يحتوي على (لغة صممها المخترعون باستخدام حركات العين بأربع اتجاهات) يحول الحركات نصا مسموعا ومكتوبا يظهر على الهاتف النقال للشخص المقابل، بحيث يستطيع أي شخص فهم ما يقوله الأصم
حمزة عربيات وعمر عرفة طالبان في الصف العاشر بمعهد اليوبيل التابع لمؤسسة الملك حسين، عملا واجتهدا خلال شهرين ليخرجا بمشروع النظارة الذي أطلقا عليه اسم «سايلنت"وأشرف علية الأستاذ حازم حمدان
الاختراع، الذي خضع للدراسة والبحث والتطبيق العملي على نحو 20 حالة في الجمعية الأردنية للصم ومركز الصم الثقافي، لاقى أعجاباً كبيرا من قبل المستخدمين
ويتطلع المخترعان إلى تطبيق الجهاز على المزيد من الحالات التي قد تصل إلى نحو 50 حالة
يقول عرفة، في حديث إلى الرأي، إن الاختراع جاء كمشروع تخرج في المرحلة الثانوية التي تعد أحد متطلبات التخرج من المعهد، وتشرف عليها وحدة البحث العلمي
وأوضح أن الابتكار جاء في ظل عدم وجود وسيلة تخاطب مناسبة لتواصل الصم والبكم مع الآخرين، وجهل الكثير بلغة الإشارة
وحول منهجية عمل النظارة؛ بيّن المخترعان أنها تتكون من كاميرا صغيرة تلتقط صورا للعين وتقارنها مع أخرى لتحدد بأي اتجاه تكون العين، وبناءا على ذلك تكتب الحروف
بعد ذلك؛ يتابع الشابان، «من خلال النظر للأعلى يكتب حرف الألف بالعربية أو الاإجليزية؛ بالنظر للأسفل تكتب حرف الباء كذلك»
ولفتا إلى أن الجهاز يحول الحركات نصا مسموعا يُلفظ من قبل سماعة مرفقة بالنظارة، ونصا آخر مكتوبا يظهر على الهاتف النقال للشخص المقابل
وسيشارك الطالبان في مشروع «سايلنت» خلال الشهر الجاري في مسابقة إنتل الدولية للعلوم والهندسة، التي تقام سنويًا وتهتم بمجال البحوث العلمية في 17 مجالا مثل الهندسة والحاسوب وعلم الاجتماع
وانتل هي أكبر مسابقة عالمية في مجال البحوث العلمية على مستوى طلبة المدارس وتقام في الولايات المتحدة كل عام
وثمّن الطالبان دعم معهد اليوبيل الذي يهدف لترسيخ مفاهيم وممارسات البحث العلمي من خلال تركيزه على المشروعات العلمية، إذ يعد إنجاز وتقديم مشروع التخرج الذي يؤهلهم للفوز بالمسابقات العالمية متطلبا أساسيا للتخرج
هما يأملان بتطوير المشروع على المستوى المحلي والعالمي ليطبق على أرض الواقع ليستفيد منه أكبر عدد من الصم والبكم
وهما يتطلعان إلى تزويد الجهاز ببرمجيات تعمل على ترجمة الصوت مباشرة عبر شاشة صغيرة تحول ما يتحدث به الأشخاص إلى كلام مكتوب ليستطيع الأصم فهمه.