عمان «تحت حجابي» (Under My Hijab) عنوان لقصة مصورة للأطفال للكاتبة الباكستانية الأميركية هنا خان، تظهر فيها طفلة تعبر عن فخرها بمجموعة من النساء المحجبات في محيطها، جدتها بمخبزها، والدتها الطبيبة في عيادتها، خالتها بمرسمها، وأختها في مدرستها، ومعلمتها برحلة في الغابات، وغيرهن. وتقول خان صاحبة سلسلة كتب عديدة للأطفال واليافعين إن هدفها من «تحت حجابي» كان الاحتفال بالنساء والفتيات اللاتي يرتدين الحجاب، والمساعدة في إزالة الغموض عن هذه الممارسة الدينية لدى الكثير من الأميركيين وغيرهم. هذه القصة وغيرها لاقت رواجا كبيرا بين مسلمي أميركا، حيث برزت مؤخرا حركة إنتاج واضحة لكتب أطفال كتابها مسلمون أميركيون، ومحتواها يمثل المسلمين بتقاليدهم وأشكالهم وحتى بأسمائهم. ومن أبرز كتب هنا خان قصة لشخصية قصصية معروفة لقرد صغير فضولي يحبه الأطفال، يدخل إلى بيت طفل مسلم ويعيش معه شهر رمضان بمرح وسلاسة، فكانت قصة «It’s Ramadan Time, Curious George»، هذا الكتاب -الذي صار الراعي الأصيل لرمضان عند العائلات المسلمة الحديثة بأميركا، وتقول هنا إنها لا تكتب للأطفال المسلمين تحديدا بقدر ما تكتب قصصا بشخصيات مسلمة تمثلهم. ويمكن شراء تلك الكتب عبر مواقع متعددة، مثل أمازون وآباي وغيرها في الولايات المتحدة وخارجها، كما أصبحت المكتبات العامة لا تخلو من القصص الإسلامية المحتوى أو قصص يحوي شخصيات مسلمة لكافة الأعمار. وقد بدأت شيرين مجر -وهي مصرية وأم لولدين وبنت تعيش في ولاية كونيتيكت- في شراء الكتب باستمرار لرغبتها في الحفاظ على هويتهم، وتؤكد أنها بدأت تركز على محتواها أكثر، فرغم شرائها للكثير فإن ابنتها فضلت مجموعات بعينها «شدت ابنتي مجموعتان فقط مما اشتريت: زيدو بوتيتو وياسمين، لأنها ليست إسلامية بشكل مباشر بل فيها لمحات بسيطة، مثلا تقول الأم لابنتها في القصة: انتظري حتى أرتدي حجابي قبل أن نخرج، كما أن شخصياتها تشبهنا كثيرا». أما دعاء إمام -وهي أم لثلاثة أبناء- التي اتجهت لاقتناء هذه الكتب بهدف الحفاظ على هوية أبنائها بموازاة الثقافة الأميركية فتقول «أكثر ما جذب أبنائي سلسلة «نور كدز»، وفيها اشتراك شهري يرسل قصة إلى البيت، وتناسب حتى سن عشر سنوات»، لكن الأهم برأي دعاء أن يقبل الأهالي في أميركا على شراء هذه الكتب وعمل مكتبة بيتية لأطفالهم. وعبرت بسمة جاسم -وهي عراقية أميركية وأم لثلاثة أطفال- عن سعادتها برؤيتهم يرون أنفسهم في القصص «بنفس طريقة حياتهم ومسجدهم وبشخصيات تشبه بابا وماما، كما أن ابني يفرح كثيرا عندما يرى شخصية تحمل اسمه». وتجد بسمة أن هناك تنافسا في إنتاج الكتب، لكن أطفالها يفضلون قصصا مصدرها بريطانيا وليس أميركا، وتقول «سعيدة بوجود كتب لغير مسلمين صاروا يدخلون شخصيات مسلمة في قصصهم، فتجد مثلا شخصية طفلة محجبة أو طفل اسمه عربي مسلم لكنها لا تتحدث عن الإسلام أبدا، هي مجرد قصة اعتيادية، وهذا شيء رائع ومؤثر جدا على أطفالنا وهويتهم». وأسست الكاتبة رندة تفتاف -وهي سورية أميركية- مع زوجها مازن غلاييني لبناني أميركي مؤسسة رمانة للنشر، حيث أطلقا سلسلة قصص باسم طفلهما زيد لاقت رواجا جيدا، وفق ما تقول رندة. «Zaydo Potato A Muslim Superhero» وعناوين أخرى كتبت فيها رندة مغامرات طفل مسلم، وتقول «أردنا تعزيز هوية ابننا زيد من خلال قصص تشبهه لأنني أعرف شعور الإقصاء، واقترحنا أن نعالج ذلك بفكرة الأبطال الخارقين». وتظن رندة أن سوق الكتب الإسلامية ازدهر فجأة منذ عام 2015، وهذا شيء ممتاز، إذ صارت على أرفف المكتبات كتب تمثل المسلمين، بعض الكتب الجديدة مذهلة، لكن هناك كتب لا تتبع معايير الصناعة أو ليست مثيرة للاهتمام، ربما يستغرق التطور بعض الوقت والتجارب والأخطاء. وترى كاتبة قصص الأطفال الباكستانية طيّبة سيد صاحبة كتاب «ذا بلسد باناناز» أن سوق كتب الأطفال الإسلامية الطابع توسع ونما بسرعة كبيرة، حيث يجد الأطفال الأميركيون المسلمون شعورا بالانتماء والقبول من خلال المزيد من الكتب التي يسهل الحصول عليها، مؤكدة على نجاح كتابها، وهي بصدد إصدار الطبعة الثالثة منه. ورغم النجاح النوعي الذي بدأ يظهر فإن هناك تحديات لدى هؤلاء الكتاب، أغلبها مادي، إذ تؤكد هنا خان أن النشر ليس طريقا للربح «أنا ما زلت مدعومة بشكل أساسي من زوجي، من يبحث عن الثروة فطريقه ليست كتابات الأطفال، افعل ذلك لأن لديك قصة ترويها، ولأنك متحمس لها فقط».