|
|
صدور كتاب توظيف النصوص الأدبية في المناهج الدراسية
نضال برقان صدر حديثا كتاب «توظيف النصوص الأدبية في المناهج الدراسية»، ضمن منشورات مؤسسة عبد الحميد شومان، بمشاركة نخبة من الأدباء والمفكرين والأكاديميين، ومن تقديم أ. د. غسان إسماعيل عبد الخالق، أستاذ الأدب والنقد وعميد كلية الآداب والعلوم التربوية في جامعة فيلادلفيا. مقدمة د. عبد الخالق جاءت بعنوان (كيف يُسهم اختيار النصوص الأدبية في إطلاق مَلَكة الإبداع؟!)، وفيها يقول: شاء القائمون على مؤسسة عبد الحميد شومان، أن يشركوني في التخطيط لإقامة الحلقة النقاشية النوعية «توظيف النصوص الأدبية في المناهج الدراسية»، وزادوا على ذلك بأن عهدوا لي بأمر إدارتها، واستخلاص توصيات المشاركين فيها ثم التقديم لها. ولن أُبالغ إذا قلت إنني أفدت من هذه التجربة إفادة يعزّ تحديد مداها المعلوماتي أو الذهني، لأسباب منها: أن معظم الذين شاركوا بأوراق عمل هم خبراء متمرّسون، وأن بعضهم مدرّسون متميزون، وأن كل من دُعي لإثراء أوراق هذه الحلقة والتعليق على أوراقها، هم أكاديميون مخضرمون، وأن ما أعقب كل جلسة من جلساتها من حوار وملاحظات واستدراكات، لا يُقدّر بثمن حقاً. وقد نبهني ذلك كلّه، إلى حقيقة أن الجانب الأكبر من موروثنا الثقافي، قد اعتمد اعتماداً ملموساً على منهجية المختارات الأدبية المنوّعة؛ تصريحاً وتلميحاً. وكأن الأقدمين قد وظّفوا هذه المختارات في مؤلّفاتهم، وتنافسوا في انتقائها وحشدها، لتكون وسيلة للإفادة من جهة ومدخلاً للإمتاع من جهة ثانية؛ فأصابوا الحسنيين معاً في أغلب اجتهاداتهم. ومن نافل الحديث القول بأن هذه المنهجية قد ظلّت سارية المفعول طوال قرون، إلى درجة يمكننا الزعم معها بأن مناهجنا الدراسية العربية، طوال عقود القرن العشرين، قد جاءت صدى لهذه المنهجية بصورة أو بأخرى. وبين د. عبد الخالق أن «اختيار النص الأدبي القديم أو الحديث في المنهج الدراسي، لم يعد مهمة سهلة للأسباب التالية: أولاً: لأنه يجب أن يكون مواكباً بصورة أو بأخرى، لإشكاليات العصر الراهن ومحاكياً له. ثانياً: لأنه يجب أن يكون موضع إجماع المجتمع التعليمي الذي صار يتسع ويكبر، بحكم الاتساع والتشابك في العلاقات والديناميات الاجتماعية. ثالثاً: لأنه لا يجوز أن يعبّر عن اجتهاد فردي أو مجموعة محدودة العدد، بل يجب أن يعبّر عن وجهات نظر كل الشركاء في العملية التعليمية. رابعاً: لأنه لا يجوز أن يكون مجرّد استكمال شكلي أو ضرباً من ضروب رفع العتب، بل يجب أن يكون نتاج قناعة راسخة، بأنه يضطلع بتأدية الوظيفة أو الهدف المنشود شكلاً ومضموناً. خامساً: لأنه يجب أن يسهم إسهاماً ملموساً في تنمية الذائقة الجمالية لدى المتلقي، من خلال تدريب هذا المتلقي تدريجياً، على الإحساس بالنص الأدبي وعلى تحليله وعلى تفكيكيه وعلى نقده. سادساً: لأنه يجب أن يؤجّج ملكة الخيال لدى المتلقي، وعلى نحو يمكن أن يتكامل مع تأجيج خياله التاريخي والعلمي، لأن الخيال هو الحاضنة الأولى للإبداع والابتكار. سابعاً: لأنه يجب أن يضاعف الثروة اللغوية للمتلقي، وعلى نحو عملي وواقعي خلاّق، يمكن أن يعزّز مهارات الاتصال والقيادة والتميّز الشخصي. ثامناً: لأنه يجب أن يرسخ القيم الإيجابية مثل: حب الوطن وحس المواطنة والمسؤولية الاجتماعية والأمانة والصدق، وأن يستأصل - في المقابل- أنماط السلوك السلبي مثل: العنف المادي والمعنوي، والتنصل من المسؤولية، والغش والكذب. تاسعاً: لأنه يجب أن ينمّي مهارات التفكير؛ ما يعني أنه يجب أن يتسم بالذكاء والألمعية، وليس ساذجاً وسطحياً. عاشراً: لأنه يجب أن يربط الماضي بالحاضر على نحو منطقي ومقنع، وأن يربط الحاضر بالواقع على نحو عملي وملموس». وتناول كل من الدكتور أكرم البشير والدكتور راشد عيسى والدكتور ناصر شبانة على التوالي: منهاج اللغة العربية المطوّر، وفاعلية الأدب الأردني في المناهج المدرسية، واتجاهات النص الأدبي في مناهج اللغة العربية في الأردن. وتناول كل من الدكتورة خلود العموش والدكتورة رزان إبراهيم والدكتورة أسيل الشوارب على التوالي: معايير اختيار النصوص الأدبية في الكتاب المدرسي، واستراتيجيات وتحديات النصوص الأدبية في المناهج الدراسية، وتفعيل علوم القراءة على صعيد نصوص القراءة المبكّرة. وتناول كل من الدكتورة غدير الحطبة والدكتورة صبحة علقم والدكتور أحمد خليفة على التوالي: التأثير المستدام لتدريس تحليل النصوص الأدبية في المناهج الدراسية، وإشكالية النصوص المسرحية في المناهج المدرسية، والنصوص التراثية والحديثة في كتاب (العربية لغتي) من منظور إحصائي. وتناول كل من المُدرّسين عبدالله العمايرة ومحمود الزعبي وسحر عواد وإكرام عطاري على التوالي: النصوص الأدبية في المنهاج الأردني، وصعوبات توظيف الأدب في تدريس اللغة العربية، والمنهاجان القديم والمطوّر للغة العربية من منظور مقارن، وتوظيف النص الأدبي الأردني في مناهج اللغة العربية من منظور تحليلي. جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الثلاثاء 14-01-2025 08:42 مساء الزوار: 27
التعليقات: 0
|
|