ضمن إصدارات وزارة الثقافة الأردنية للعام 2024 صدرت حديثًا قصة جديدة للأطفال للكاتب يوسف البري حملت عنوان: «الوحوشُ الصَّغيرةُ الطَّيِّبَة» حيث نجحت هذه القصة بكسر الصورة النمطية لأسلوب الطرح المتعارف عليه في أدب الطفل من خلال الجمع بين المتضادين في عنوان واحد وهما الوحوش والطيبة وهذا مما لا شك به سوف يعمل على تحفيز الأطفال ودفعهم لمعرفة آلية هذا الربط المغاير الجديد فالقصة من عنوانها قادرة على مد كل خيوط الربط والتواصل مع الأطفال وحثهم على قراءتها وقد عزز المؤلف ذلك بمقدمة لم تكن أقل قيمة من عنوان القصة حيث يقول في مقدمته لقصته: «هَلْ أَنتُم مُستَعِدُّونَ لِخَوضِ مُغامَرَةٍ جَديدَةٍ ومُثيرَةٍ بَينَ دَفّتَي هَذِهِ القِصّة؟ سَتلْتَقونَ بِأبطالٍ رائِعِينَ، وتَستَكشِفونَ عالَمًا مَليئًا بِالأسرارِ والغَرائِبِ.. سَتَضحَكونَ وتَتَعَلّمونَ وتَتَحَمّسونَ مَع كُلِّ صَفحَةٍ تُقلّبونَها.. هَذِهِ القِصَةُ لَيسَتْ مُجَرّدَ حِكايَة، بَلْ هِيَ رِحلَةٌ سِحريَّةٌ سَوفَ تَتَعَرّفونَ خِلالَها عَلى شَخصيّاتٍ غَريبَةٍ وأحدَاث مُشَوّقَةٍ، نُسِجَت مِن عَالَمِ الدّهشَةِ والخَيالِ، فَهَلْ أنتُم مُستَعِدُّونَ لِتَكونوا جُزءًا مِنْ هَذِهِ المُغامَرَةِ الفَريدَةِ؟ إذنْ اِفتَحوا الكِتابَ وانطَلِقوا مَعي في مُغامَرَةٍ لَنْ تُنسَى!». إن هذا النوع من الطرح القصصي للطفل يعد إضافة نوعية فقد نسجت القصة وفق أسلوب غني وعميق راهن على قدرة مخيلة الطفل على التحليق والانسجام في فضاءات القصة وفق طرح فلسفي عميق لمفهوم الخير والشر وهو أن الخير أو الشر مرهون بالفعل لا بالشكل أو الأسماء وبالتالي عدم الحكم على الآخرين بناءً على أشكالهم حتى ولو كانوا مختلفين عنا، ثمة الكثير من القصص التي تناولت موضوع الاختلاف لكننا في هذه القصة أمام طرح من نوع مختلف تمامًا حيث أن الدلالات عميقة تنسف بشكل تام استخدام الترهيب والخوف كوسيلة من وسائل التربية، «لا لأسلوب التخويف في التربية لا وحش ولا غول ولا حتى - أبو رجل مسلوخه-» يقولها المؤلف بملء فمه في كل ركن من أركان هذه القصة. إن الخوف شعور فطري يولد مع كل إنسان لكن يجب أن يكون ذلك الخوف مبررًا ومنطقيًا يعزز القدرة للدفاع عن النفس. إن استخدام هذه النوع من الشخصيات الهوائية يعطي انطباعًا لدى الطفل أن الشخصيات في الأدب متعددة ومركبة وأن الخير يمكن أن يكون في أماكن غير متوقعة ويصدر من شخصيات ربما يكون شكلها غريب لكن الفعل هو البرهان، وبالتالي إن مثل هذا النوع من الطرح القصصي يساعد الأطفال ويحثهم على التفكير خارج الصندوق وفتح باب التأويل أمام مخيلاتهم للخروج بأفكار غير تقليدية، ثمة الكثير من العبر والدروس المستفادة التي نسجت ضمن سياق فكرة القصة عب حبكة محكمة لعبة دور البطولة فيها شخصيات خيالية بدت لطيفة وقد عززت بمجموعة من اللوحات الفنية التي رسمتها الفنانة شروق بشناق، ويأتي هذا الإصدار ليضاف إلى مجموعة مميزة من الإصدارات الأدبية الأخرى التي صدرت للمؤلف في مجال أدب الطفل بأجناسه المختلفة من قصة ورواية ونص مسرحي منها نص مسرحية « عرار في متحف الأسرار» والذي طبع بدعم من وزارة الثقافة الأردنية ونفذ ضمن الموسم المسرحي للعام 2023 وقد كتب البري كذلك نص مسرحي حمل عنوان : «نادين أغنية وطن» والذي قدم في الحفل السنوي لمسابقة تحدي القراءة العربية للموسم 2023 -2024 والذي تنظمه وزارة التربية والتعليم الأردنية وتعلن به نتائج المسابقة المحلية، ومن الجدير بالذكر أن الكاتب يوسف البري هو عضو رابطة الكتاب والأدباء الأردنيين ومحرر في مجلة وسام التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية.