|
|
ماذا بعد نتائج التوجيهي ؟
رنا حداد غدا تُعلن نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) وسَيفرح الناجحون وستُقام حفلات النجاح في كثير من البيوت، فيما سيخيم حزن على جباه توقعت الافضل ولم يأت. ورغم ما قيل في موضوع الامتحانات، الا ان الامور حسمت وبانتظار النتائج، ولكن ولما يشكله هذا الامتحان من بؤرة نقاش سعينا لتــ «حديث ما بعد النتائج». الاخصائي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، دعا الأسر الأردنية ان تتعامل مع ما بعد النتائج بجد واتزان وواقعية ، وعدم التركيز على معدل الأبناء وتجاهل مدى استعدادهم وجهدهم الذي بذلوه او لم يبذلوه للتحضير للامتحان. وبين د.خزاعي، ان الدراسات التي أجريت في الأردن والمتعلقة بامتحان التوجيهي، تؤكد أن الأبناء يدخلون الامتحان متوترين، والسبب الرئيس في هذا التوتر هو الخوف من الامتحان وكيفية مواجهة المجتمع إذا كان المعدل يخالف توقعات الأهل؛ كون الامتحان للأسف الشديد اصبح تنافسا اسريا بين الأهل والأقارب دون مراعاة الفروق الفردية للطلاب، بحسب د.خزاعي. وبين ان معدل الأبناء في الثانوية هو المهم دون الالتفات إلى قدرات الطلاب العلمية، وهذا بحسب د. خزاعي امر خاطىء، بل على الأهل أن يشجعوا الأبناء على تقبل النتائج وإشعارهم بان نتيجة الامتحان هي ثمرة جهد وتعب وثمار ما قدموه، وعليهم ان يكونوا واقعيين في تقبل النتائج والبعد عن مظاهر الغضب والنرفزة والتوتر واللوم على النتائج وإحباط الأبناء ودفعهم للتوتر والغضب بسبب غضب الأهل عليهم والانتباه لعدم إجراء أي مقارنات مع طلبة آخرين حصلوا على نتائج أعلى من نتائج أبنائهم؛ كون قدرات الأبناء مهمة في عملية التحصيل وعلى الأهل مراعاتها. ودعا د. خزاعي الطلبة ان يتعاملوا مع النتيجة بواقعية بما يتضمن ذلك البعد عن مظاهر المبالغة في الفرح لمن حالفهم الحظ في النجاح ومراعاة شعور زملائهم الطلبة الذين لم يحالف أبناءهم النجاح او الحصول على معدلات كانت ضمن توقعاتهم وحساباتهم. أما فيما يخص الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح او الحصول على معدلات كانوا يتمنون الحصول عليها، فنصحهم الاخصائي الاجتماعي بعدم المبالغة في الحزن والندم؛ فهذه النتيجة ليست نهاية المطاف، فدورة الحياة لا تنتهي بالإخفاق في امتحان، ولنجعل من هذا الامتحان عبرة للدورة القادمة وبذل المزيد من الجهد والتعب والدراسة والمثابرة. كما شدد د.خزاعي على ضرورة ان يتابع الطلبة مسيرتهم التعليمية آخذين من الامتحان عبرة وخبرة تقودهم الى مستقبل افضل؛ فغدا يوم جديد ومشرق لمن يختار النهوض بعد السقوط. عميد كلية العلوم الصيدلانية في الجامعة الهاشمية الدكتورة سجى حامد قالت عشية اعلان نتائج امتحان الثانوية العامة ان افراد المجتمع وتصرفهم حيال نتائج التوجيهي يعتبر عاملا مهما من العوامل التي خلقت من معدل التوجيهي وسيلة للتوتر و المشاحنات والتفاحر الخاطىء بين الأقارب والمعارف والجيران!. وزادت «الأهل اليوم اكبر خوفهم من ظهور نتيجة اولادهم يوم غد ليس المعدل بقدر مبدأ: «وين بدي اودي وجهي اذا جبت معدل واطي». واضافت د.حامد «لو تمعنا بما يدور في عدد من رؤوس الامهات والاباء اليوم وهم ينتظرون نتائج اولادهم وبناتهم يوم غدٍ لوجدت جزءا مما يدور في عقولهم والذي خلق توترا في بيوتهم ومع اولادهم وبناتهم يندرج تحت: «شو بدهم الناس يحكوا عن ابني وكيف ابن غيري يحصل على علامة عالية وابني ما قدر! وين بدي اودي وجهي!!!». وزادت ان نشر العائلات للمعدلات عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي من قبل طلاب التوجيهي واهاليهم، يساهم في مجتمعنا في جعل معدل التوجيهي سبب توتر وضغط ومقارنات غير محمودة». ووجهت رسالة بالقول «ارجوكم خففوا مقارنات وتمنوا الخير للجميع وتذكروا «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وقالت «يكفي استخدام قيمة علامة التوجيهي لزيادة التوتر بين افراد الاسر خصوصا الاقارب والمعارف ولخلق مزيد من الغيرة والمقارنات غير الصحية بين شبابنا وبناتنا ! فعلامة ابنك وابنتك تخصهما وحدهما، واسرته المحبة له، وليست وسيلة للمفاخرة في المجتمع واشعار الاخر بتفوقك عليه وأفضليتك وليست وسيلة لزيادة المشاحنات وخلق عقدة نقص ومشاعر غيرة وتفاخر بين شباب وبنات افراد الاسر والاقارب. وختمت «نحن بحاجة لزرع الود بين شبابنا وبناتنا وليس زرع مشاعر الغيرة والسلبية». لا للممارسات السلبية ندعم الفرح ونحب سماع صوته، لكن اللافت في موضوع اعلان النتائج هو سلوكيات خاطئة تترافق مع اعلان النتائج. تقول الثلاثينية سمر حسان «فور الاعلان عن النتائج ينطلق الشباب في سياراتهم في تظاهرة عبر الشوارع ويعلو ضجيجهم وزوامير السيارات،.قد تقع حوادث سير وقد تحدث اصابات، وهذا ما لا نريده؛ لأنه يشوش فرحة الناس او امان مستخدمي الطرق». وتضيف «قد تنطلق ايضا رصاصات فرح طائشة وقد يسقط ضحايا، هذه امور يجب وضعها بعين الاعتبار، لذا لنفرح بتعقل». فيما يرى لؤي منصور ان السلوك الاكثر ضررا بالتزامن مع اعلان النتائج هو سهرات فرح النجاح التي تمتدُ ساعات متأخرة في الشوارع والحارات وتقضُ مضاجع كبار السن والمرضى». ومن منظور سوزان انصاري فإن النجاح في امتحانات التوجيهي لا يستدعي كل هذه النشوة ومظاهر الفرح وحتى الاسراف المادي من قبل البعض باقامة حفلات في قاعات وفنادق، وهذه مشاهد باتت تتكرر كل عام، وتدنو او تصل حد المبالغة». الاهم من وجهة نظر الانصاري ان نتعامل مع هذا الامتحان ونتيجته على إنه المحطة الأولى في مسيرة الطالب التعليمية، وتضعه على مفترق طرق حيث يبدأ رحلة طويلة إما في حقل التعليم الجامعي الذي قد لا يجد فيه ما يناسب رغباته أو ينخرط في سوق العمل حيث تتبدد فرحة النجاح». جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الثلاثاء 15-08-2023 10:25 مساء الزوار: 294
التعليقات: 0
|
|