وبعد بحث مطول، تمكنت من حجز مقعد في مجال أدب الأطفال من خلال قصة نشرتها بعنوان "دق دق"، حيث كتبتها لتكون أولى خطواتها في عالم رأته مختلفا بتميزه.
تسلحت شيرين بأدواتها وقررت أن تضع بين يدي القارئ على اختلاف عمره مادة تحوي الكثير من المعاني والدروس كتبتها بحب وبإحساس إنساني عال بعيدا عن أسلوب التلقين والوعظ وحتى العطف.
قصة "دق دق" هي طفلها الأول، والذي أبصر النور بعد إدراك وبحث ورصيد كبير من الأفكار التي جمعتها أثناء عملها كمديرة للبرامج والتعليم في متحف الأطفال الأردني.
شيرين اختارت فئة ذوي الإعاقة لتبين للناس جميعهم أن التنوع أمر طبيعي وأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم بقدراتهم المختلفة يستطيعون أن يحققوا كل ما يحلمون به، وأن يكون لهم حضور حقيقي في كل مجالات الحياة ومنحهم كل الوسائل التي تساعدهم على أن ينجزوا كغيرهم وتكون لهم بصمات مميزة فقط لأن ذلك من حقهم.
تقول شيرين في حديثها لـ"الغد" ان الإعاقة هي اختلاف طبيعي موجود في المجتمع، وهذا تماما ما أدركته واستطاعت أن تترجمه في قصتها الأولى وتسلط الضوء عليه، مبينة أنها وبحكم عملها في متحف الأطفال الأردني والذي كان مشوارا حافلا بالخبرات والمعارف احتكت بالناس عن قرب، ولمست كل ذلك التنوع من خلال الأنشطة المختلفة وبرامج التعلم اللامنهجي.
اطلعت شيرين على المواضيع التي تعنى بالأطفال بحكم عملها، وهذا ما جعلها ممتنة اليوم للتجربة التي عاشتها في متحف الأطفال الأردني لأنها مدتها بالوعي أكثر وشكلت لديها ثقافة مختلفة ادركت خلالها التنوع وأهميته في تقبل الآخر واحترام اختلافه مهما كان شكله.
بدأت فكرة الكتابة عند شيرين تأخذ شرعيتها لتتحقق واقعيا وتكون محتوى ثريا بالمعلومات، وذلك لأن الإبداع كان جزءا من عملها، لكن ذلك لم يتحقق إلا بعد سفرها إلى إنجلترا في العام 2019 واستقرارها هناك، فقد أصبح لديها الوقت الكافي لتتفرغ للكتابة.
تقول؛ عندما قررت أن أكتب وجدت نقصا واضحا في القصص التي تتحدث عن الأشخاص ذوي الإعاقة وتحديدا في المجتمع العربي لم يكن المحتوى هو المشكلة الوحيدة بل أيضا ثقافة المجتمع ما تزال غير متقبلة كما يجب لهذه الفئة. وهذا يكون سببا في اقصاء هؤلاء الأشخاص وعزلهم عن المجتمع، وكل ذلك نتيجة قلة الوعي وعدم التقبل الكافي. وكما تقول، بمجرد أن نعي أن التنوع لا يعني الإقصاء وأن الإعاقة أمر طبيعي والكل معرض لأن يفقد شيئا من حواسه وأن المشكلة ليست بالإعاقة نفسها بل بالبيئة المحيطة، عندها فقط سنقدر أهمية الاختلاف ونتقبله كجزء من الحياة.
وتلفت شيرين إلى أن عملها في احدى مدارس إنجلترا كان أيضا دافعا لها لتكتب، إذ إنها رأت مختلف القدرات في غرفة صفية واحدة، وتعتبر شيرين أن الملهم لقصتها هي طفلة لديها إعاقة سمعية.
تقول شيرين إن حديثها مع الطفلة أرشدها للطريق ولأن تكون الإعاقة محور كتاباتها، موضحة أن فرحة الطفلة بأنها ستجري عملية لزرع سماعة في الرأس واستغنائها عن السماعة العادية أيقظ فيها إحساسا لطالما تمنت أن تشاركه مع الناس بهدف التوعية، فمن وجهة نظرها أن البيئة هي ما ساعدت الطفلة لأن تتحدث عن إعاقتها بكل تلك الثقة وقد وجدت التقبل، لذلك استطاعت أن تكسر حاجز الخوف والخجل بينها وبين المجتمع.
كان تركيزها الأكبر في كتابتها للقصة هو تناول فكرة الإعاقة بطريقة جديدة بعيدة عن التلقين والوعظ والشعور الزائد بالعطف، فالشخص من ذوي الإعاقة هو شخص طبيعي لكن طريقته في العيش هي المختلفة، لذلك هو ليس بحاجة للعطف أو المساعدة بل الأولى له أن يوجد في بيئة تمكنه من أن يعيش كأي إنسان آخر.
وحتى تنتشر ثقافة التقبل، لا بد من زرع أفكار جديدة في الأطفال تحديدا تجاه الإعاقة وتلغي معها الصورة النمطية السائدة في المجتمع والتي من شأنها أن تقيد الأشخاص ذوي الإعاقة وتحرمهم من التواجد في كل مجالات الحياة، مبينة أن الطفل عندما يكبر على فكرة احترام الاختلاف سيكون باستطاعته تغيير ثقافة مجتمع بأكمله وهذا بالضبط ما تعمل عليه شيرين في كتابتها للقصص الموجهة للأطفال فهي تؤمن جدا بقدرة القصة الناجحة على التغيير نحو الأفضل.
ووفق شيرين، تلقت الدعم من المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث احتضن المجلس مشروعها وأشاد بمجهودها الواضح واهتمامها بنشر الوعي عبر منشور على صفحته على فيسبوك وكان همزة الوصل بينها وبين المجلس الشاب رامي زلوم والذي قام بتوصيل بعض النسخ للمجلس للاستفادة منها، متمنية أن يتم استخدامه وغيره من الكتب في نشر الوعي بين الأطفال وإطلاعهم على المصطلحات الصحيحة وترسيخ فكرة أننا جميعا متساوون رغم اختلافاتنا.
"دق دق"، قصة كتبت بأسلوب مشوق وغامض، حكاية ساحرة يتسلل فيها نزار بطل القصة إلى قلوب الصغار والكبار بصمت ودفء ورقة، وتتسلسل الأحداث في جو ممتع يجمع بين المغامرة وطرح العديد من الأسئلة، تاركة فيها شيرين المساحة للطفل ليفكر ويحلل ويستنتج مطلقة العنان لخياله.
وهنا حاولت الكاتبة أن تشد انتباه الأطفال باستخدام بعض المفردات التي تشيع الفرح في دواخلهم كما أنها ركزت على بساطة اللغة وإضفاء روح الواقع بلمسات عفوية، إضافة إلى أنها أعطت القارئ سواء كان صغيرا أو كبيرا فرصة لأن يعيش المغامرة مع البطل ويصدقها.
ترغب شيرين من القصة أن تلامس بإنسانيتها جميع الفئات وتكون سببا في التوعية. وقصتها حالة أدبية استثنائية وضعت فيها شيرين كل ما لديها من طاقة وحب وخبرة لتكون نموذجا ناجحا يضيء على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والالتفات للنعم الكثيرة الموجودة حولنا وتقديرها وهذه قصة من سلسلة قد تحقق نقلة نوعية في أدب الأطفال تطمح شيرين لنشرها.
طبعت القصة في لبنان في دار هاشيت أنطوان العام الحالي، وهي متوفرة في الأردن بالدار الأهلية للنشر والتوزيع، وتختم حديثها بالقول "التغيير قد يأخذ وقتا طويلا لكن المهم أن نبدأ".
تسلحت شيرين بأدواتها وقررت أن تضع بين يدي القارئ على اختلاف عمره مادة تحوي الكثير من المعاني والدروس كتبتها بحب وبإحساس إنساني عال بعيدا عن أسلوب التلقين والوعظ وحتى العطف.
قصة "دق دق" هي طفلها الأول، والذي أبصر النور بعد إدراك وبحث ورصيد كبير من الأفكار التي جمعتها أثناء عملها كمديرة للبرامج والتعليم في متحف الأطفال الأردني.
شيرين اختارت فئة ذوي الإعاقة لتبين للناس جميعهم أن التنوع أمر طبيعي وأن الأشخاص ذوي الإعاقة هم بقدراتهم المختلفة يستطيعون أن يحققوا كل ما يحلمون به، وأن يكون لهم حضور حقيقي في كل مجالات الحياة ومنحهم كل الوسائل التي تساعدهم على أن ينجزوا كغيرهم وتكون لهم بصمات مميزة فقط لأن ذلك من حقهم.
تقول شيرين في حديثها لـ"الغد" ان الإعاقة هي اختلاف طبيعي موجود في المجتمع، وهذا تماما ما أدركته واستطاعت أن تترجمه في قصتها الأولى وتسلط الضوء عليه، مبينة أنها وبحكم عملها في متحف الأطفال الأردني والذي كان مشوارا حافلا بالخبرات والمعارف احتكت بالناس عن قرب، ولمست كل ذلك التنوع من خلال الأنشطة المختلفة وبرامج التعلم اللامنهجي.
اطلعت شيرين على المواضيع التي تعنى بالأطفال بحكم عملها، وهذا ما جعلها ممتنة اليوم للتجربة التي عاشتها في متحف الأطفال الأردني لأنها مدتها بالوعي أكثر وشكلت لديها ثقافة مختلفة ادركت خلالها التنوع وأهميته في تقبل الآخر واحترام اختلافه مهما كان شكله.
بدأت فكرة الكتابة عند شيرين تأخذ شرعيتها لتتحقق واقعيا وتكون محتوى ثريا بالمعلومات، وذلك لأن الإبداع كان جزءا من عملها، لكن ذلك لم يتحقق إلا بعد سفرها إلى إنجلترا في العام 2019 واستقرارها هناك، فقد أصبح لديها الوقت الكافي لتتفرغ للكتابة.
تقول؛ عندما قررت أن أكتب وجدت نقصا واضحا في القصص التي تتحدث عن الأشخاص ذوي الإعاقة وتحديدا في المجتمع العربي لم يكن المحتوى هو المشكلة الوحيدة بل أيضا ثقافة المجتمع ما تزال غير متقبلة كما يجب لهذه الفئة. وهذا يكون سببا في اقصاء هؤلاء الأشخاص وعزلهم عن المجتمع، وكل ذلك نتيجة قلة الوعي وعدم التقبل الكافي. وكما تقول، بمجرد أن نعي أن التنوع لا يعني الإقصاء وأن الإعاقة أمر طبيعي والكل معرض لأن يفقد شيئا من حواسه وأن المشكلة ليست بالإعاقة نفسها بل بالبيئة المحيطة، عندها فقط سنقدر أهمية الاختلاف ونتقبله كجزء من الحياة.
وتلفت شيرين إلى أن عملها في احدى مدارس إنجلترا كان أيضا دافعا لها لتكتب، إذ إنها رأت مختلف القدرات في غرفة صفية واحدة، وتعتبر شيرين أن الملهم لقصتها هي طفلة لديها إعاقة سمعية.
تقول شيرين إن حديثها مع الطفلة أرشدها للطريق ولأن تكون الإعاقة محور كتاباتها، موضحة أن فرحة الطفلة بأنها ستجري عملية لزرع سماعة في الرأس واستغنائها عن السماعة العادية أيقظ فيها إحساسا لطالما تمنت أن تشاركه مع الناس بهدف التوعية، فمن وجهة نظرها أن البيئة هي ما ساعدت الطفلة لأن تتحدث عن إعاقتها بكل تلك الثقة وقد وجدت التقبل، لذلك استطاعت أن تكسر حاجز الخوف والخجل بينها وبين المجتمع.
كان تركيزها الأكبر في كتابتها للقصة هو تناول فكرة الإعاقة بطريقة جديدة بعيدة عن التلقين والوعظ والشعور الزائد بالعطف، فالشخص من ذوي الإعاقة هو شخص طبيعي لكن طريقته في العيش هي المختلفة، لذلك هو ليس بحاجة للعطف أو المساعدة بل الأولى له أن يوجد في بيئة تمكنه من أن يعيش كأي إنسان آخر.
وحتى تنتشر ثقافة التقبل، لا بد من زرع أفكار جديدة في الأطفال تحديدا تجاه الإعاقة وتلغي معها الصورة النمطية السائدة في المجتمع والتي من شأنها أن تقيد الأشخاص ذوي الإعاقة وتحرمهم من التواجد في كل مجالات الحياة، مبينة أن الطفل عندما يكبر على فكرة احترام الاختلاف سيكون باستطاعته تغيير ثقافة مجتمع بأكمله وهذا بالضبط ما تعمل عليه شيرين في كتابتها للقصص الموجهة للأطفال فهي تؤمن جدا بقدرة القصة الناجحة على التغيير نحو الأفضل.
ووفق شيرين، تلقت الدعم من المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث احتضن المجلس مشروعها وأشاد بمجهودها الواضح واهتمامها بنشر الوعي عبر منشور على صفحته على فيسبوك وكان همزة الوصل بينها وبين المجلس الشاب رامي زلوم والذي قام بتوصيل بعض النسخ للمجلس للاستفادة منها، متمنية أن يتم استخدامه وغيره من الكتب في نشر الوعي بين الأطفال وإطلاعهم على المصطلحات الصحيحة وترسيخ فكرة أننا جميعا متساوون رغم اختلافاتنا.
"دق دق"، قصة كتبت بأسلوب مشوق وغامض، حكاية ساحرة يتسلل فيها نزار بطل القصة إلى قلوب الصغار والكبار بصمت ودفء ورقة، وتتسلسل الأحداث في جو ممتع يجمع بين المغامرة وطرح العديد من الأسئلة، تاركة فيها شيرين المساحة للطفل ليفكر ويحلل ويستنتج مطلقة العنان لخياله.
وهنا حاولت الكاتبة أن تشد انتباه الأطفال باستخدام بعض المفردات التي تشيع الفرح في دواخلهم كما أنها ركزت على بساطة اللغة وإضفاء روح الواقع بلمسات عفوية، إضافة إلى أنها أعطت القارئ سواء كان صغيرا أو كبيرا فرصة لأن يعيش المغامرة مع البطل ويصدقها.
ترغب شيرين من القصة أن تلامس بإنسانيتها جميع الفئات وتكون سببا في التوعية. وقصتها حالة أدبية استثنائية وضعت فيها شيرين كل ما لديها من طاقة وحب وخبرة لتكون نموذجا ناجحا يضيء على حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والالتفات للنعم الكثيرة الموجودة حولنا وتقديرها وهذه قصة من سلسلة قد تحقق نقلة نوعية في أدب الأطفال تطمح شيرين لنشرها.
طبعت القصة في لبنان في دار هاشيت أنطوان العام الحالي، وهي متوفرة في الأردن بالدار الأهلية للنشر والتوزيع، وتختم حديثها بالقول "التغيير قد يأخذ وقتا طويلا لكن المهم أن نبدأ".