|
ظلم إنسان عزيز .. بقلم الكاتب موسى الشيخاني تمرّ بنا في الحياة مواقف كثيرة، بعضها يترك في النفس أثراً عابراً، وبعضها الآخر يغرس في القلب جرحاً لا يندمل. ومن أشدّ تلك المواقف وقعاً على النفس، أن يقع عليك الظلم من شخص عزيز، من كان ملاذك في الشدة، وسندك في الضعف، من منحته ثقتك كاملة، فخذلك حين احتجته، وظنّ بك السوء دون بينة. أتذكّر ذلك اليوم كما لو كان بالأمس. كنت أظنه الأقرب إلى قلبي، أشاركه أسراري، وأستند إليه إذا مالت بي الحياة. ولكن حين تعرّضت لموقفٍ صعب، بدل أن يكون عوناً لي، بادر باتهامي، واستمع لأقوال غيري دون أن يمنحني فرصةً للحديث أو الدفاع عن نفسي. خاب الظن، وانهار ما بيننا من ود، لا لأن الموقف كان كبيراً، بل لأن الجرح جاء من قلب ظننت أنه لن يطعنني يوماً. الظلم إذا جاء من بعيد، يؤلم، لكنه يُنسى. أما إذا جاء من عزيز، فهو يهزّ أركان القلب، ويجعلنا نعيد النظر في كل علاقةٍ وثقنا بها. ومع ذلك، يبقى باب الصفح مفتوحاً، إن وُجد الاعتراف بالخطأ والصدق في التوبة، فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام. فلنحرص على أن لا نظلم من نحب، لأن القرب لا يعطي حقاً في الجرح، بل يوجب علينا مزيداً من التريث، والعدل، والرحمة. خاتمة: إنّ ظلم العزيز ليس مجرد خطأ عابر، بل امتحانٌ للقلوب، يكشف معادن النفوس، ويفرز الصادق من المُدّعي. وفي كل ظلمٍ يقع، درسٌ نتعلمه، وحكمة تُولد من رحم الألم. فلتكن قلوبنا عادلة في المحبة، منصفة في الخصومة، حريصة على ألا نكون سبباً في وجع من وثق بنا ذات يوم. فربما تُصلَح الكلمات، لكن بعض الجراح لا تبرأ، وبعض الثقة إذا انكسرت، لا تعود كما كانت. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 24-04-2025 01:39 مساء الزوار: 47
التعليقات: 0
|