كتبت هيئة التحرير : يشكّل الدكتور موسى الشيخاني علامة بارزة في المشهد النقدي العربي المعاصر، من خلال ما قدّمه ويقدّمه من قراءات نقدية معمقة لنتاجات شعرية تنتمي إلى مدارس وأساليب وتجارب متعددة في الشعر العربي، تشمل الشعر الفصيح والنبطي، شعر التفعيلة والقصيدة الحرة، بما يعكس حسّه النقدي المتّزن، وأسلوبه التحليلي الرصين، ووعيه العميق بالعلاقة بين الشعر والوجود، وبين النص والقارئ، وبين التجربة الشعرية ومحيطها الثقافي والإنساني.

أهمية القراءات النقدية في المشهد الأدبي العربي

تتجلى أهمية هذه القراءات في عدة أبعاد:

- توثيق وتأريخ للحركة الشعرية العربية المعاصرة.

- كشف جماليات النص وتقديمه في ضوء تحليلي يضيء خفاياه.

- نقد بنّاء يجمع بين الذوق الجمالي والدراسة العلمية.

- دعم للشعراء في بداياتهم أو في تجاربهم المتقدمة.

الأسلوب النقدي للدكتور الشيخاني

يتميّز أسلوب الدكتور موسى الشيخاني بـ:

- الربط بين النص وسياقه الوجودي والثقافي.

- توظيف أدوات نقدية منهجية تجمع بين النقد البنيوي والتفكيكي والتحليل الأسلوبي.

- إدماج البُعد الإنساني والروحي في تحليل النصوص.

- قراءة السيرة الشعرية ضمن النص وتحليل التجربة الفردية للشاعر.

نماذج من القراءات النقدية

أعدّ الدكتور الشيخاني مجموعة كبيرة من الدراسات النقدية المنشورة، منها:

- "الشعر ميدان" لفايزة النعيمي.

- "ولادة فوق الشجرة".

- "هسيس الورد" و"عهد الجلنار".

- "بروق الحنين"، "أغار عليك"، "صمت الألم".

- "مغربية حرة" لعائشة رشدي.

- "من الصقيع إلى الأمل"، "جداول الياسمين".

- "النداوي" للطيف العنزي، و"تعاتبني والنبض منفطر"، و"نداء"، و"أدمنتك" وغيرها.

النقد كحوار مع النص والنقاد

يتجاوز الدكتور الشيخاني حدود القراءة الأحادية، ليصنع حواراً نقدياً فاعلاً مع النقاد الآخرين، كما يظهر في رده على مقال الناقد التونسي حسن بن عبد الله حول علاقة الشعر بالنقد.

خاتمة

إن القراءات النقدية التي يقدمها الدكتور موسى الشيخاني ليست مجرد دراسات جامدة، بل هي جسور ثقافية تصل النص بالقارئ، وتعيد للنقد مكانته كأداة لبناء المعنى وتوسيع أفق الجمال. لقد بات من الأصوات النقدية الموثوقة عربياً، حيث تجمع دراسته بين الصرامة المنهجية، والرقة الأسلوبية، والعدالة النقدية، مما يجعل من أعماله مرجعاً هاماً في قراءة الشعر العربي المعاصر.

هيئة التحرير مركز عرار للدراسات النقدية والنقد المقارن